حزب الله عينه على ايران.. والحريري يتوجس من فتنة مذهبية

الحريري
تبدو الخشية من توتر سني - شيعي، هي المتحكمة بالقرار المفصلي المتعلق بخيار سعد الحريري رئيساً للحكومة مرة أخرى

وفي الموازاة ارتفعت أصوات من داخل “بيت الوسط” للمرة الأولى داعيةً إلى فهم الدوافع التي قادت الى الانتفاضة الشعبية وقراءة النتائج الفورية التي أدت اليها، والتنبّه الى الواقع المالي والنقدي والإقتصادي الناشىء وضرورة الخروج من نفقه.

في حين لا يزال، الثنائي الشيعي في مربّع الانتظار: الحريري رئيساً للحكومة، أو السكون. وفي أحسن الحالات يصار إلى ملء بعض الفراغ بحكومة تصريف الأعمال. كما لا يزال مقتنعاً أنّ رئيس “تيار المستقبل” سيقترب عاجلاً أم آجلاً من خطّ التقاء وسطي من شأنه تسهيل ولادة الحكومة. ولذا من الضروري “الصبر”.

إقرأ أيضاً: خلافات الليل يمحوها النهار.. الاستشارات النيابية خلال يومين واتجاه لتكليف الحريري!

بالمقابل لا يمانع حزب الله أن تسكن الأزمة في لبنان وأن يجري طبخ الحلول على نار هادئة، خصوصاً أن عينه الان تتجه نحو الشرق حيث الاضطرابات تعم في أصل مشروع وجوده إيران، وفي بلاد الرافدين حيث العمق الشيعي العربي، بانتظار انجلاء الغبرة.

وعلى الرغم من عقد “كتلة المستقبل” اجتماعاً دورياً في بيت الوسط، كان مقرراً أمس وأرجئ إلى اليوم بسبب قطع الطرق إلا أنها لم تشأ التعليق مباشرة على ما انتهت إليه جلسة مجلس النواب أمس، وبرّرت مقاطعة كتلة نواب “المستقبل” بالمخرج الذي وَفّره رئيس مجلس النواب نبيه برّي لضمان عمل اللجان النيابية، ليستمرّ المجلس في تحمّل مسؤولياته الدستورية في الاستحقاقات المقبلة على أكثر من مستوى.

مصادر أكدت لـ “الجمهورية” أنّ “الاسراع في مثل هذه الخطوات الدستورية المطلوبة يوحي للعالم بقدرة اللبنانيين على مواجهة المستقبل، على وقع الثقة الدولية التي يمكن إحياؤها بخطوات إجبارية تُخرج البلاد من نفق التسويات الحكومية التي لا يمكن ان تمرّ على حساب ما يقول به الدستور وحق اللبنانيين”.

إقرأ أيضاً: ثلاثة لاءات من حزب الله والتيار في طريق تشكيل الحكومة

وفي حين يظهر في حسابات رئيس الجمهورية ميشال عون، أن المسألة تحتمل الأخذ والردّ، وعلى أجندته الكثير من الأسماء الممكن الدفع باتجاهها لخلافة الحريري في رئاسة الحكومة، وذلك ربطاً باختلاف الاعتبارات بين بعبدا وعين التينة ومعها الضاحية الجنوبية. وهذا ما يفسّر انقطاع التواصل بين الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لا سيما بعد الحملة التي شنّها بعض النواب العونيين على رئيس الحكومة المستقيلة.

وبين الأصوات المتعالية في “بيت الوسط” ومطالعة الثنائي الشيعي “التبريرية” ، يبدو الجهد مركّز على منع عقارب الساعة من العودة إلى الوراء. ولذا لا بديل عن الحريري.

السابق
بعد أنباء عن وفاة طفل على أبوابها.. مستشفى «دار الأمل» توضح
التالي
ألسنة اللهب تمتد إلى إيران