الحريري «يتعفف» عن «لبن العصفور»..و «حزب الله» «يستشرف» حكومته

سعد الحريري
جملة معطيات تكونت بعد مقابلة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التلفزيونية أمس، مضاف اليها ما تسرّب من تصريحات على لسان مسؤولين من حزب الله، وابرز هذه المعطيات ما حكي عن ميل حزب الله الى اقناع حليفه عون بتشكيل حكومة أكثرية ، اذا اصرّ رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري على رفضه ترؤس الحكومة المقبلة.

في مصادر حزب الله الاعلامية “ان “الخليلين” قدما كل التسهيلات لسعد الحريري لكي يترأس الحكومة حتى وصل بهم الامر للتنازل عن وجود جميع الاحزاب في الحكومة ما عدا وزيرين يسميهم حزب الله، يكونوا من التكنوقراط و غير حِزبيّين و لكن الحريري رفض هذا العرض ايضا، وان الرسالة وصلت الى عين التنية و الضاحية الجنوبية بأن الرجل مستسلم استسلاما تاما “للارادة الامريكية” التي تريد خلق الفوضى في لبنان للتضييق على المقاومة و أبلغوه رسالة شديدة اللهجة: لا تدع الامور تفلت من يدنا جميعا، اذا كان عدد المتظاهرين في الشارع مئتي الف متظاهر فبامكاننا ان نسيطر على كل شوارع لبنان بمليونين متظاهر من مؤيدينا، الكرة الآن في ملعبك فإما ان تجنح للتهدئة و إنقاذ ما يمكن انقاذه و اما فنحن امام لعبة شارع لم يعرفها احد من قبل”.

هذا ما انتهت اليه مصادر حزب الله الاعلامية، في حين ان رئيس الجمهورية أشار أمس صراحة الى وجود خيار تكليف شخصية ثالثة لا يسميها الحريري، أي حكومة أكثرية من لون واحد (8 آذار)، كما حدث عام 2011 عند سحب الثقة من حكومة الحريري وتكليف الرئيس نجيب ميقاتي.

إقرأ أيضاً: اليكم حقيقة رفض الحريري إعادة تكليفه!

فخ “لبن العصفور” الذي منحه أمس رئيس مجلس النواب للرئيس الحريري سرعان ما كشفه الأخير، اذ ان قبول الحريري بترؤس حكومة تكنوسياسية كما كان الحال سابقا مع تقليص السياسيين فيها، سوف تضعفه وتياره السياسي بسبب الرفض المتوقع لها من قبل الشارع ومحاولة فرضها بالقوة أو بالمماطلة على طريقة حكومة عادل عبد المهدي في العراق، التي ما زالت تدور بحلقة مفرغة مستنزفة الجميع.

وبهذا المناخ، تأتي زيارة الموفد الفرنسي إلى بيروت، في امل ان يحمل مبادرة متكاملة. وبحسب مصادر مصادر قوى الثامن من آذار فإن خيارات الحريري ستحسم في ضوء ما سينقله الديبلوماسي الفرنسي واذا ما كان قادراً على تأمين غطاء فرنسي لحكومة تسوية سياسية، أم أنّ البلاد ستذهب إلى مزيد من التأزيم المالي والسياسي.

السابق
في ظل الوضع القائم.. هل تقام مباراة لبنان وكوريا الجنوبية في موعدها؟
التالي
ما علاقة «القوات» بجدار نفق نهر الكلب؟