البلاد في المنطقة الحمراء: سيناريوان لحكومة في ممرّ الأشواك

لبنان ينتفض احتجاجاً على السلطة الفاسدة

البلاد باتت في «المنطقة الحمراء» في ظلّ تَشابُك المأزق السياسي مع خطر انهيارٍ مالي – اقتصادي بدأت «طلائعُه» بحسب “الراي”.

وبدت بيروت في الساعات الماضية أسيرة سيناريويْن يتدافعان في ممرّ ضيق «مزنّر بالأشواك»، الأول مفاده بأن رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري بات أقرب ما يكون إلى حسْم خياره بالعزوف عن تأليف الحكومة الجديدة لإصراره على تشكيلة من اختصاصيين مستقلّين بعيداً عن المحاصصة السياسية والحزبية بما يُلاقي مطلباً رئيسياً للشارع ويسهّل السير بالإصلاحات «المؤهِلة» للفوز بمخصصات مؤتمر «سيدر». 

والسيناريو الثاني أن الباب لم يُقفل بعد أمام إمكان بلوغ تفاهُم «ربع الساعة الأخير» على صيغة توفّق بين حسابات القوى السياسية وبين مراعاة مطلب الانتفاضة وتُجَنِّب لبنان خياراتٍ تبدأ بتشكيل حكومةٍ لا تحظى بثقة المتظاهرين ولا الخارج ولا تنتهي بإبقاء الوضع الداخلي مُعلَّقاً على فراغٍ مديد.ورسمت أوساطٌ سياسية شكوكاً كبيرة بإزاء فرص نجاح اتصالات «الفرصة الأخيرة» بالوصول إلى تشكيلة برئاسة الحريري، باعتبار أن ذلك سيعني واحداً من أمريْن، إما أن الأخير سيتراجع عن شروطه وهذا ما لا رغبة حتى الآن ولا قدرة للحريري على القيام به وخصوصاً أنه سيكون في أي حكومة تكنو – سياسية «رهينةَ» الآخَرين وتحديداً تحالف فريق رئيس الجمهورية ميشال عون و«حزب الله» بعدما اختار حليفاه، «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«القوات اللبنانية»، دعم حكومة التكنوقراط المستقلة.

وإما أن «حزب الله» ومعه فريق عون سيوافقان على تشكيلةٍ خارج الـ تكنو – سياسية أي من مستقلّين لا صبغة سياسية أو حزبية لهم، وهو ما يصعب تصوُّره بعدما اعتبر هذا التحالف أن مثل هذه الشروط تشكل قفزاً فوق نتائج الانتخابات النيابية (فازا فيها بالأكثرية مع حلفائهما) وتُلاقي ضغوطاً وحتى «أجندات» خارجية تريد الاقتصاص من الحزب وحلفائه.

السابق
الاستشارات ابتعدت.. باسيل يقرر والحريري يمتعض من عون
التالي
اليكم الطرقات المقطوعة!