في ظل الفراغ الحكومي والانتفاضة الشعبية التي تشهدها مختلف المناطق، صدر عن الرئيس فؤاد السنيورة سلسلة مواقف يهاجم فيها رئيس الجمهورية ميشال عون بسبب عدم الدعوة الى الاستشارت النيابية الملزمة، مشيرا “ان رئيس الجمهورية ميشال عون ما زال يتحدث لغة لا يفهمها شباب الحراك، لا بل واكثر من ذلك، فإنّه يتصرف وكأنه ينتمي إلى عهد مضى، اي إلى ما قبل اتفاق الطائف لأن الدستور تعدلت نصوصه بعد اتفاق الطائف واصبحت مختلفة عمّا كانت عليه قبل الطائف”.
وشدد في تصريح على “ان امتناع الرئيس عون عن إجراء الاستشارات، يتعدى الأمور الدستورية ويصل إلى المس بالاستقرار المعيشي للبنانيين بسبب دقة الأوضاع الاقتصادية والمالية وحراجتها”.
اقرأ أيضا: عون يستنجد بالخارج.. ومعلومات عن خطة «ب»!
واعتبر “ان الانتفاضة الشعبية حققت إنجازاً اساسيا بقيامها بازالة “التزوير” الذي حصل على اللبنانيين وصوَّرهم قبائل كل منها في مربعها الطائفي او المذهبي. إلا انهم جميعا، وبعد هذه الانتفاضة، ظهروا على حقيقتهم يجمعهم العيش المشترك وانهم متشاركون في الوجع وفي الآمال”.
ولفت الى “ان المشكلة الداهمة الآن تكمن في عدم مبادرة رئيس الجمهورية الى اجراء الاستشارات النيابية الملزمة من أجل اختيار رئيس الحكومة المكلف تأليف الحكومة الجديدة”.
اضاف “صحيح ان الدستور لم يفرض على رئيس الجمهورية وقتاً محدداً للقيام بالاستشارات النيابية المُلزمة، إلا انه يفترض به ان يستمع إلى ما يريده ممثلو الشعب اي النواب. وهو ما زال يمتنع عن القيام بذلك، مع ان الظروف الصعبة والحرجة التي يمرّ بها لبنان وبسبب دقة الأوضاع الاقتصادية والانحسار الكامل للثقة، تفرض عليه المسارعة إلى إجراء الاستشارات النيابية المُلزمة”.
وختم الرئيس السنيورة “المشكلة ان عون يمضي وقته في القيام بإجراء مشاورات، وهذا مناقض لنص الدستور الواضح بأن الرئيس المكلف هو الذي يجري الاستشارات لدى تكليفه بعد استشارات مُلزمة يجريها الرئيس مع النواب. وليس البديل ان يقوم رئيس الجمهورية بإجراء مشاورات، لأن بذلك يفتئت على صلاحيات وواجبات الرئيس المكلف وعلى مجلس النواب الذي يجب ان يعطي رأيه في شخصية الرئيس المكلف. والرئيس عون بهذا كمن يضع اعرافا وبدعا جديدة مخالفة للدستور وهو من حلف على الدستور ويفترض به ان يحترمه”.
