وطن يسير على خط «السقوط السريع»!

متظاهرون من لبنان
دولة المارونية السياسية سلمت البلاد الخارجة من حروب متعددة سنة 1990 لدولة الطائف بديون خارجية لا تتعدى المليارين دولار اميركي. بعد الحرب جاء زمن إعمار البلاد فكانت بدعة اغراق البلاد بالديون تحت مسميات مختلفة اساسها حنكة مشبوهة لرجال اعمال ومكر اقتصاديين وفلسفة متهورين وانموذج غريب عجيب لمقولة ان النبي (ص) في زمانه قبل الهدية و الهدية عند التجار والموظفين والسياسيين اللبنانيين ليست الا دلعاً لكلمة رشوة وسمسرة و "برطيل" لتسود ظاهرة الربح السريع وكيفما اتفق ك"حربقة " وكدلالة على ذكاء اللبناني العظيم.

بدأ التحول الخطير في المزاج العام اللبناني نحو تقبل فكرة السمسرة والشطارة بالصفقات ونبذ حكايا الاستقامة والرصانة وبُعد النظرة الاقتصادية الثاقبة والحذر مع فوز السيدة غنوة جلول كنائبة عن بيروت وخسارة رجل الدولة العصامي الرئيس سليم الحص.
هنا اختارت الناس طريق السقوط السريع معتقدة أنها تتقدم وتتطور وتزيد من ارباحها طالما “الشغل ماشي والبلد ماشي والحكي ما شييي ولا يهمك”.
كان لتحالف” يا قائد الله معك، الله معك وأبعرفش وعالسكين يا بطيخ”مع “يا حبيب الروح وحياتك بتمون ولا يهمك” اثراً مدمراً على الدولة إذ غضت الرقابة النيابية النظر عن العمل التنفيذي لرجال ذوي ادمغة مالية مبرمجة على ادارة شركات صغرى وكبرى لا يهمها الا جمع الثروات الحرام ما حوّل بقايا الدولة لشركة ثم الى مزرعة بقر اميركية.

اقرأ أيضاً: لبنان بلا حكومة يسير بسرعة قياسية نحو الانهيار… واختراق خطير للثورة؟

كانت الخطيئة الكبرى يوم اقصى القضاء نفسه واغمضت اجهزة الرقابة عيونها عن ممارسات خطيرة بحجة ال 6 و6 مكرر “اسرق انت بمقدار ما اسرق انا لتعم العدالة الطائفية“.
كان لعبارات “لكم سلاحكم ولنا مالنا ، لكم الحدود الجنوبية للبلاد و قرار الحرب والسلام ولنا الاستيراد والتصدير عبر الحدود ولنا حركة المال ولنا الاقتصاد”اسوأ ما انتجته العلاقات اللبانية -السورية و وحدة المصير.

اقرأ أيضاً: قليل من التفاؤل يا جورج غانم!

الحكاية لم تبدأ بتاريخ 17 تشرين الاول من سنة 2019 مع حراك شريف بل بدات الكارثة في هذا التاريخ إذ حان موعد حصاد ما زرعه جهابذة الاحزاب وعصابات الطوائف والمعجبين بالنمط الاميركي الغبي في معالجة الامور.
يسألنا احدهم وماذا سيحصل غداً؟ له نقول، في الغد صوم دائم و شحّ طويل الزمن وقحط لأجل غير مسمى، في الغد نواح وندم وشعور بالذنب، في الغد محاسبة وعقاب وموت مفاجىء لقادة وهروب ومطاردة، في الغد صلاة الغائب على مجرم عند نُصب السياسي المجرم المعلوم والمجهول، الميت والحيّ.
بدانا بالسقوط الجَماعي والانحدار الاخلاقي في السياسة والاقتصاد والاجتماع واضطرابات النفس عندما فازت النائبة غنوة جلول وخسر الرئيس سليم الحص في بيروت.

السابق
بالصور.. من كفررمان الى النبطية مسيرة حاشدة على ضوء الشموع و«قرع الطناجر»
التالي
الفساد ليس حالات فردية… بل منظومة راسخة تغطي نهج وسلوك..!