لا تتناسوا…«القوة المدنية الشيعية»!

النبطية الاحتجاجات

وكأنه لا يكفي “القوى المدنية في الساحة الشيعية” التي ينضوي تحت لوائها عشرات الآلاف من أبناء الطائفة ونخبها، ممن ينبذون ويحاربون خطفها إلى محاور التعصب والممانعة المحلية والإقليمية، حتى يدأب بعض المقربين من السلطة وبعض الاعلاميين الى التعامل مع قضية التمثيل الشيعي في الحكومة، عبر شخصيات كفوءة ومستقلة، بالقول ان لا وجود لمثل هذه الشخصيات من خارج تمثيل “حزب الله” وحركة “أمل”.

إقرأ أيضاً: بالفيديو والصور.. «الزيتونة باي» في مرمى الثوّار

هذه الفكرة التي تروج لها بخفر “الثنائية الشيعية”، بزعمها عدم وجود شخصيات شيعية من خارج تمثيلها، تتعامل معها، بوقاحة سافرة، بقية احزاب السلطة وقواها باعتبارها حقيقة لامناص من التعامل معها.

أنه زعم يجافي الحقيقة ويتنكر لمعطيات الحراك وتضحيات شباب الحراك في النبطية وصور وبعلبك والهرمل وغيرها من الساحات، ويصور دون مبرر الساحة الشيعية، استثناء عصيا منفردا، ينافي واقع الحال في بقية الطوائف، حيث لا يجرؤ أحد فيها، على ادعاء احتكار التمثيل في طائفته، او محاولة نفي وجود من هم على قدر كبير من الكفاءة والاستقلالية.

وفي سياق البحث في تشكيل حكومة انتقالية، يتم القفز عن التمثيل الشيعي المستقل، بخلاف ما يجري على صعيد بقية الطوائف. فبات التسليم بأن الشخصيات المستقلة والكفوءة موجودة وبقوة في كل بيئة وطائفة ومنطقة، لكنها قطع نادر وحاجة مفقودة داخل البيئة الشيعية، ويعكس الزعم بهذا النفاق العاري الذي تمارسه الاطراف السياسية التي تدعي عداء مستمرا لخيارات حزب الله وسياساته الاقليمية وخياراته الاستراتيجية، يعكس هذا النفاق اخفاء مقصودا لحقيقتين تطبع سلوك هذه القوى وخياراتها:

الحقيقة الاولى ان رعب هذه القوى والسعي لاسترضاء حزب الله والخضوع له يشكل التزاما دائما لهذه القوى بالرغم من ادعاءاتها الجوفاء بالعداء له وإعلان الرغبة في مواجهته.
أما الحقيقة الثانية فهي المفاضلة والارتياح لشراكة مع الثنائية الشيعية حيث الزبائنية متاحة ومطلوبة وعائدات المحاصصة والفساد مؤمنة ومجزية.

في المحصلة ليس سلوك احزاب السلطة بالاذعان لحزب الله واسترضائه الا شهية نهمة لمنافع وصفقات تغري هذه القوى بمكاسبها من جهة، وتعفيها من عبء المواجهة من جهة اخرى، وليس الزعم بالرغبة بمواجهة حزب الله، والتأفف من عدم قدرتها على العثور على قوى وازنة مدنية في البيئة الشيعية، الا عداء سياسيا لفريق مدني رحب الانتماء والخيارات.

اقرأ أيضاً: لهذه الأسباب يخشون الانتفاضة..

ففي سياق التداول بحكومة من المستقلين الخبراء وذوي الكفاءة والمصداقية، والبعيدين عن ملفات الفساد.

هذه القوة الشيعية النقية الخالصة لوطنها، ليست بحاجة لإنعاش ذاكرة البعض الذي يمارس البله السياسي، لتكشف له هوية وماهية أبناء الطائفة المشهود لهم بالإستقلالية والكفاءة والتأثير في حقولهم، والمتوغلين في النسيج اللبناني، إلى حد يصعب معه معرفة إلى أي مذهب ينتمون.

ليس لهذه الصرخة اي هدف، ولا تحمل اي مراهنة، على استفاقة متأخرة، او عودة البعض عن غيهم وحماقاتهم، انها فقط للتذكير والشهادة والتذكير ان خيانة الخيار المدني في الساحة الشيعية سيتم تكرارها مرة اخرى.

هل من “وطني” يفهم من إشارة!

السابق
اليكم مضمون لقاء الحريري- باسيل الأخير
التالي
مُهاجمة منزل في رياق.. قذائف وأسلحة رشاشة!