و كفى الله اللبنانيين شر.. «الخطاب»!

السيد حسن نصرالله
حزب الله أسقط طائرة استطلاع إسرائيلية فوق النبطية، وهو أمر يشكر الحزب عليه، فالطائرات الإسرائيلية التي تخترق الأجواء اللبنانية يوميا لم يعد سرا وهو خرق لكل القرارات الدولية لا سيما القرار الشهير 1701 ورغم ذلك فان إسرائيل مستمرة في خرقه من دون أن يردعها رادع.

لقد تم محاولة اسقاط الطائرة وشاهد اللبنانيون هذه العملية، بحيث أن عملية التصوير كانت من ضمن العملية وليست منفصلة عنها، وهو أمر جيد ويستحق التنويه، وربما سيتكرر المشهد غدا وبعد غد وكل يوم الى حين توقف إسرائيل عن انتهاك سيادة لبنان.

ولا شك أن هذه العملية ستوفر للأمين العام لحزب الله مادة خطابية يوم غد الجمعة في كلمته المرتقبة في ذكرى أسبوع الراحل السيد جعفر مرتضى، فالسيد نصرالله لن يفوت المناسبة للحديث عن هذا الإنجاز، بل سيجهد في التعبير عن الخطر الإسرائيلي الداهم والدائم على لبنان منذ أن وجد الكيان الصهيوني في هذه المنطقة. وفي المقابل سيظهر للجميع أهمية المقاومة العسكرية التي يمثلها حزب الله، في الدفاع عن لبنان بل عن كرامة اللبنانيين. ولن يخذله اللبنانيون في التنويه والترحيب والدعم لكل ما يعزز من امن واستقرار لبنان وحماية سيادته من العدوان الإسرائيلي.

إقرأ أيضاً: أنباء عن إسقاط طائرة استطلاع اسرائيلية فوق النبطية.. وهكذا علّق أدرعي

الكثير من اللبنانيين بل معظمهم سيشدون على يديه، ويثنون على ما قامت به تلك المجموعة التي تكفلت بمحولة اسقاط الطائرة ونجحت في ابعادها عن اجواء النبطية والجنوب أمام عدسة الكاميرات المقاومة، وامام أولئك المعتصمين في كفررمان والنبطية، وهم كما يرفضون إسرائيل وعدوانيتها، يرفضون تلك المحاولات الخبيثة التي حاولت ان تلوح بعلم إسرائيل على جسر الرينغ، على رغم ادراكهم أن اللبنانيين اليوم باتوا اكثر حرصا على بلدهم ولن يقبلوا بأن يزين سماءهم الا العلم اللبناني فما بالك بعلم دولة العدو.

لا شك أن الجميع بات يدرك هذه الحقيقة، لكن لا يخفى على حزب الله وهو البارع في ميدان الأمن، أن ثمة لبنان جديد يولد، وأن اللبنانيسن في غضبهم على السلطة السياسية، انما نتج في جانب أساسي منه، لشعورهم ان لبنان يسرق منهم، وبات امام خطر وجودي بسبب تلك السياسات التي افلست الدولة واستباحت كرامة الشعب.

لذا لن يسمح أولئك الشباب الذين يبشرون بلبنان الجديد بالفعل لا بالقول فحسب، أن يسرق حلمهم ومشروعهم الوجودي باستعادة الدولة، فلا الطائرات الإسرائيلية ولا العلم الإسرائيلي يمكن أن يقوّض انتفاضتهم الراسخة في وعيّهم وفي ارض لبنان، وإسرائيل لن تستطيع الوصول الى تغيير وجهتهم اللبنانية، يبقى أنهم يتمنون على السيد نصرالله في كلمته المنتظرة التي سيلقيها، ان لا يؤخذ بمحاولات إسرائيل الخبيثة، فالشعب اللبناني ادرك منذ سنين بعيدة، أن إسرائيل عدوة ومغتصبة ومحتلة، وهو وهو ادراك متصل بوعي جديد وخلاّق بأن مواجهة العدو الفعلية تقوم على نهوض الدولة والوطن ونهضة الهوية الوطنية التي تعلو فوق الطائفة والحزب والجماعات على اختلافها، هم متأكدون ان السيد نصرالله الذي رفع العلم اللبناني وحيدا خلفه في اطلالته الأخيرة، لن يستحضر في كلمة الغد درسا ممجوجا عن إسرائيل وحقدها وعدوانيتها، يريدون ان يسمعو خطابا يلامس العقل والوجدان اللبناني بأن انتصار الدولة والدستور والقانون والعدل بين اللبنانيين، هو الهزيمة الكبرى لإسرائيل ومشروعها العدواني. فانتفاضة اللبنانيين أقوى من طائرة إسرائيلية وارقى بكثير من علم إسرائيل مدسوس في ساحات المقاومة اللبنانية.

السابق
محاولات لفتح الطريق.. ومحتجون يفترشون الارض على جسر الرينغ
التالي
أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 1 تشرين الثاني 2019