ثورة لا يحميها حراميها!

الشوف
كتب جهاد الزين في النهار:

ربّما لم تحصل هذه الثورة الحقيقيّة، فقط، بسبب تبرّم اللبنانيين من طائفيّاتهم المتعددة وفقدان صبرهم عليها لكنّ الأرجح بل المؤكّد أنها حصلت بسبب بلوغ نظام المحاصصة والزبائينيّة درجة من الفساد أيقنوا أنها صارت خطرا عليهم كأفراد وعائلات. إنّه الفساد الوقح المرتكز على كثافة من الشعارات الأخلاقيّة التي ضاع معها الفارق بين النذالة والمقدّس وأصبح استعمال الاثنين في حياتنا اليوميّة صنوين مدهشين لما هو بارع وحقير في الوقت نفسه، تافه وأخّاذ: كأنّما هناك جماهير مجزّأة، متحاقدة تنتظر استدعاءها لممارسة الكراهية والعنف من قبل قلّة من الزعماء الآلهة الذين ستساعدهم التركيبة الإقليميّة المتعاقبة في الشرق الأوسط وبكلّ موروثاتها العائدة لقرون لأن تدير منذ العام 1945 ما سيصبح أحد أقوى الأنظمة السياسيّة في العالم العربي رغم مايبدو عليه كنظام من أنّه منتج بالتكوين لأنماط من العمالة التي لا تنتهي.

اقرأ أيضاً: انتفاضة لبنان لإسقاط «مرشد الجمهورية» وصهرها ويتيمها

لهذا وقياساً على هذا الذي يحدث في الشارع اللبناني صار سخيفا مطلب إسقاط الحكومة كرد على الثورة المتواصلة. هذه ثورة تحتاج ليس أقل من رفع شعار استقالة الحكومة وحلّ البرلمان اللبناني ومطالبة رئيس الجمهوريّة اتّخاذ إجراءات وإعلان برنامج يكسر قواعد اللعبة التقليدية وإلّا فعليه أن يكون في مقدمة المستقيلين مسلّما سلطته المعنويّة إلى مجلس انتقالي من شخصيّات محترمة خارج الطبقة السياسية التقليديّة بعد مشاورات مع قوى دوليّة معنيّة بالوضع اللبناني.

هذه أكبر من ثورة الأرز لأنّها تطالب بإسقاط النظام الذي تحدث على أرضه ومن هنا شرعيّتها الكاملة. لم تكن تظاهرات العام 2005 جزءا من الربيع العربي لأنّها كانت تطالب بإسقاط نظام بلد. أمّا اليوم فهي تكمل انخراطها العميق والحقيقي في الربيع العربي بل تعيد تجديده.

كلّ المخاطر مطروحة، فهذه طبقة سيّاسيّة متجذّرة في مواقعها الدولتيّة ولا نستطيع التكهّن بما يمكن أن تفعل٠

لبنان الآن محتاج إلى حماية دولية.

السابق
انتفاضة لبنان لإسقاط «مرشد الجمهورية» وصهرها ويتيمها
التالي
بالفيديو.. الاعتداء على مواطن بالضرب لأنه شتم برّي!