«حزب الله» يُحرّم الصلاة ويُحلّ الإستجداء!

هيئة دعم المقاومة
هل بلغ الحصار الاقتصادي على حزب الله مبلغه بحيث يدفعه ذلك ليستجدي المال على أبواب من كان بالأمس يُحرِّم ويمنع الناس من الصلاة خلفهم!

فقد أدَّت المناكفات بين حزب الله وتيار المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله إلى أن يطلب الأمنيون الذين كانوا يزرعون على  الطرق المؤدية إلى مسجد الإمامين الحسنين عليهما السلام في منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، كان هؤلاء الأمنيين يطلبون ممن كان يُصلِّي خلف المرجع فضل الله أن يُعيد صلاته!

واليوم وبعد مضي عقدين من الزمن على الحرب الدعائية التي خاضها الحزب ضد مرجعية فضل الله، وبعد مواقف الحزب المتشنجة من المصلين خلف المرجع الراحل آنذاك وخلف من يدعو لمرجعيته الدينية، لفت انتباه اهالي الضاحية منذ يومين وقوف بعض الموالين للحزب العاملين في “هيئة دعم المقاومة” وقوف هؤلاء على باب مسجد الإمامين الحسنين عليهما السلام طلباً للتبرع المالي من المصلين لدعم المقاومة!

اقرأ أيضاً: فضيحة أكاديمية مدوية: حزب الله «يُصدر» الشهادات.. «على هواه»!

وقد كانت هذه الحملة قوية عند باب مسجد المرجع فضل الله قبل مقاطعة الحزب له، خصوصاً عندما كان يؤمُ الصلاة في مسجد الإمام الرضى عليه السلام في منطقة بئر العبد، فهناك كانت حملات التبرع المالية لهيئة دعم المقاومة جارية على قدم وساق، واستمرت لعقدين من الزمن عند باب المسجد القديم وبعد الانتقال إلى المسجد الجديد لحين وقع الخلاف بين الطرفين والذي لا نريد الخوض في أسبابه الحقيقية.

 وما يعنينا هو أن الحزب يتّبع سياسة المصلحة التي تتفوق على المبدأ في غالب الأحيان، ففي الظرف الحالي الذي يعيش فيه الحزب بعض الضائقة المالية بسبب تجفيف بعض منابعه، يلجأ إلى سياسة جباية المال حتى من الخصوم السياسيين، مما يجعلنا نتلتمس بوضوح أن الحزب ينتهج نهج السياسات الأمريكية التي ترفع شعار: “المصالح الدائمة “حيث لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة في عالم السياسة وقاموسها المعاصر، وهذا ما يترجمه حزب الله بسياساته، ومنها سياساته المالية التي بيَّنا نموذجاً منها منذ يومين عند باب مسجد الإمامين الحسنين عليهما السلام في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية

وفي انتهازية العمل السياسي للحزب، فقد ورد في الحديث الشريف: “الساكت عن الحق شيطان أخرس”، وكأن هذا الحديث ليس معتمداً في قاموس العمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي عند حزب الله في لبنان، فالحزب ساهم بسكوته عن السياسات المالية والاجتماعية التي مارستها الطبقة الحاكمة في لبنان في العقود الثلاثة الماضية بل بانخراط بعض المحسوبين عليه في فسادها، ساهم الحزب بهذا السلوك في تدمير البلد ودفعه نحو الهاوية، بل إلى حافة الانهيار على كل الأصعدة!

اقرأ أيضاً: هذه حقيقة «التسرب المالي» لـ«حزب الله»!

 واليوم نرى الحزب محكوماً بالتفاهمات والتحالفات الانتخابية بحيث أصبحت حركته المطلبية مقيدة بما يُرضي الحلفاء فضاعت بذلك حقوق الشعب الذي كان يُعوِّلُ على الحزب الكثير، ويعلق الآمال في أن يتمكن الحزب من تحصيل حقوقه، خصوصا بعد الحملات العنيفة لمسؤوليه ومشايخه وجيشه الالكتروني ضد الاحتجاجات المطلبية المحقة التي خرجت قبل اسبوعين ضد فساد المسؤولين، والوضع الاقتصادي المتردي في لبنان.

فهل سيبقى الحزب ساكتاً عن الحق؟ أم سيُضحِّي بتحالفاته الانتخابية لكسب القاعدة الشعبية التي سوف يتراجع تأييدها له في الدائرة الشيعية فيما لو لم يبادر بتحركات إنقاذية للوضع المتردِّي؟

السابق
نداء من «الداخلية» لأصحاب اللوحات المميزة!
التالي
ما حقيقة تعرّض شرطي بلدي لعامل سوري بالضرب؟