محور إيران المتماسك يواجه أعداءً وأخصاماً متفرقين متناقضين

اسلام الراديكالي
لا شك أن المجتمع الدولي لا يعي حتى الآن أن الخطر الإستراتيجي الأكبر الذي يتهدد العالم بأسره بكافة شعوبه ودوله وكياناته هو خطر الإسلام الراديكالي، أكان سنياً" أو شيعياً".

العالم يعيش حرباً عالمية لا تشبه سواها. فهي ليست حرباً بين دول، إنما حرب عابرة للحدود بحكم العولمة ومفاعيلها.
ومن يقول حرباً عالمية، يقول بضرورة إقامة حلف عالمي بين دول تختلف بطبيعة أنظمتها ولكن لها مصلحة مشتركة في مواجهة الخطر الرئيسي الذي يتهددها جميعاً، واضعين خلافاتهم في الثلاجة إلى حين التخلص من عدوّهم الرئيسي المشترك. كما يتوجب وضع إسترتيجية مشتركة للحلف العالمي لبلوغ هذه الغاية.
هذا ما دعوت إليه في كتابي باللغة الفرنسية “حرب عالمية ثالثة لا تشبه سواها”.

اقرأ أيضاً: عروبة «مسيحية» معاصرة vs «مشرقية» بنكهة إيرانية!

غير أن قيادات الدول لا تزال تتصرف حسب ما تعتبره هي مصالحها السلطوية وإستطراداً مصلحة دولها ومن زاوية صراعاتها وصداقاتها التقليدية مع دول بعينها. هذا ما كشفته مواجهة خطر الجمهورية الإسلامية في إيران ولا سيما بعد إستهدافها أرامكو.
ومن المعلوم أن خطر إيران أصبح داهماً بعد لجم صعود القاعدة وأخواتها بالقوة وبعد ضمور وضع الإخوان المسلمين.
ما نشهده بعد وضع إستراتيجية ترامب لمواجهة إيران موضع التنفيذ وقصورها في بلوغ أهدافها المعلنة في النقاط الـ12 للوزير بومبيو، هو تحول ما يسمى بمحور المقاومة إلى جبهة مقاومة، ما يعني أن ثمة إرتقاء بمستوى المواجهة وأن تماسك الجبهة بات أكثر صلابة وأن أيّ إعتداء على أحدهم هو إعتداء على الجميع ويستدعي الردّ بقوة على المعتدي.
هذا الوضع يقابله عدم التضامن بين الأفرقاء المواجهة لإيران، حيث توجد أولويات وأجندات ومصالح تختلف من واحد إلى آخر بين هؤلاء، علماً أن العلّة الرئيسية تقع على العطب في الإستراتيجية الأميركية لمواجهة إيران، كما أسلفت طرحه في منشورات سابقة.

اقرأ أيضاً: هل بتنا نعيش فعلاً في «جمهورية خامنئي»؟

ومن المفارقات أن أولوية أميركا تبدو أنها لمواجهة صعود الصين بالقوة ومواجهة روسيا… وكأن مواجهة إيران ليست أولوية. وروسيا التي تعاني من الإسلاميين تتحالف مع إيران الإسلامية، والصين تهادن إيران، وأوروبا بائسة وتضع رأسها في الرمال وأميركا وإسرائيل يستغلان الوضع للتقدم بمشاريع حل للقضية الفلسطينية تزخم “جبهة المقاومة” بدل إضعافها….
ومع ذلك كله لا أرى إمكانية للخروج من المأزق كما أرى أن دينامية التطورات، تشي بوقوع الحرب الشاملة في المنطقة.

السابق
بعد ثبوت «تشابه الأسماء»..الصحافي محمد صالح حرا في بيروت
التالي
«do_action Beirut 2019» مبادرة خبرات شبابية لإنشاء مواقع الكترونية مجانية