الضاحية الجنوبية في عاشوراء: تحشيد اعلامي لحزب الله وأمل وانفاق الملايين على احياء الشعائر

مجالس عاشورائية
من عام الى آخر يتصاعد التحشيد الإعلامي المتعلق بتغطية احتفالات عاشوراء لدى الشيعة، ذكرى مصرع الامام الحسين عليه السلام. فما هي الصورة اليوم؟

تنفرج اسارير الشيعة في الضاحية الجنوبية مع دخول الأول من محرم من كل عام هجري، رغم أن محرم هو شهر الحزن. 
والسبب طبعا كما بات معروفا للجميع هو تفرّد إعلام كل من “حزب الله” وحركة أمل بنشر آلالاف اللافتات، واللوحات، والمنشورات التي تغطي أتوستراد السيد هادي في الضاحية الجنوبية لبيروت الذي يمتد من حدود حديقة قصقص وبداية دوار الطيونة إلى مدخل كلية العلوم الجنوبي أي نهاية اتوستراد الليلكي، مع ما يشمل من احياء وزواريب وبنايات ومحال تجارية. إضافة إلى كل توابع هذه المنشورات الإعلامية التي تكلّف عشرات ألوف الدولارات، التي تنفق ليس لأجل جمهور يرضع حبّ الحسين منذ ولادته، بل لأجل إثبات الحضور لهذين الحزبين الشيعيين، في حين أنه يمكن لهذه العملية الإعلامية الضخمة جدا أن تذهب إلى من يستحق من فقراء الطائفة. هذا إن لم تُحتسب بقية المناطق ذات الأغلبية الشيعية.

اقرأ أيضاً: تحضيرات الشيعة في عاشوراء: تبدأ قبل 1 محرم ولا تنتهي قبل الأربعين

فماذا يقول الجمهور المراقب حول الموضوع؟ 
ترى أحدى الشابات الجامعيات (ف.ف) التي تقيم في شارع بئرالعبد أن “هذه الشعارات واللافتات هي عادية وتتكرر كل عام، رغم أنه لكل عام هجري شعاره الخاص”. وتؤكد أنه “كما يحتفي المسيحيون بالميلاد من خلال الشجرة و”الكريسمس”، فالشيعة يقومون بالشيء نفسه في مناسبة عاشوراء”.
ويرى أحد فعاليات النبطية، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنه “بالنسبة لي أن موضوع عاشوراء موضوع حسّاس جدا، ولكن كما أعرف وأملك من معلومات أن اهالي النبطية أنفسهم هم من ينفق على ترتيبات عاشوراء، وهم جميعهم متبرعون ولا تدفع حسينية النبطية أي قرش، فالناس تبذل مالها حبّا بالحسين، وهي مسألة حساسة بالنسبة لهم. لذا لا يمكن القول أن الإنفاق هو من مال جهة معينة”.
ويضيف بالقول “إنه من واجب المجتمع دعم الفقراء طبعا بدل الإنفاق على الإعلام، لكن العديد من مراجع الشيعة يقولون للناس “زوروا الحسين ولو تقطعت أيديكم”، انطلاقا من ذلك لا بحث بالموضوع لدى الشيعة إطلاقا”.
من جهة ثانية، يرى الشيخ إياد عبدالله، أنه “لا شك إن عملية الحشد والجو الإعلامي الذي يرافق عاشوراء بالغالب ليس هدفه ديني، بل هدفه تجميع الناس لتحقيق أجندات مطلوبة، وربما في جزء كبير منها له علاقة  بالسلطة والسيطرة أكثر مما له علاقة بالموضوع الوجداني، والديني، والروحاني”. 
ويشدد عبدالله على أنه “في ظل الصراعات في المنطقة، وتصارع الأجندات والمنظومات التي تحاول السيطرة على مقدرات دول العربية وخيراتها وما فيها من مخزون إقتصادي، في ظل هذا التصارع كله، لا بد من البحث عمّا يجمع لا عما يفرّق”.

اقرأ أيضاً: فريق المقاومة يبدأ جباية المال لعاشوراء مُبَكِّراً هذا العام

ويرى سماحته أن “عاشوراء اليوم هي نوع من أنواع تجميع الشيعة ضمن رؤية سياسية بهدف تحقيق المصالح والمكاسب. وهذه العنصرة الشيعية تؤدي في أكثر من مكان إلى نوع من العنصرة السنيّة، والعنصرة الدرزية، بالإضافة إلى تصاعد العنصرية المسيحية، والتي شهدناها في أكثر من مكان منذ وصول الرئيس ميشال عون”.
ويستخلص بالقول إنه “فإذا كانت عاشوراء تأخذ هذا المنحى غير الإيجابي في وطن  كلبنان، متعدد، ويعاني ما يعانيه من فشل إقتصادي، وتدمير للبنى الأساسية للدولة، فأنا مع استصدار فتاوى شرعية تمنع كل المناسبات الدينية التي تدعو إلى العنصرة”.
ويختم سماحة الشيخ إياد عبدالله، بالقول: “بالنتيجة، العنصرية دمرّت بلادنا العربية إقتصاديا، وإجتماعيا، وتنمويا، وثقافيا”.
فهل تخفف الاحزاب الشيعية الإنفاق غير المدروس مستقبلا في عاشوراء؟

السابق
إسرائيل تعتدي على أربع دول عربية في أسبوع فأين الردّ؟
التالي
في رحاب عاشوراء