حقارة في استغلال المرضى القادمين من العراق

لا تسقط اللعنات الإلهية بالصدفة ولا تفتري الآلهة في الميتافيزيقيا على الناس، فالزلزال غضب والخسوف والكسوف عدم رضا وتسليط قساة القلوب من جيوش وطغاة وحكّام على الناس، وجوه "ممتعة" من البلاء والابتلاء والمصائب، ومهما أمهلت الآلهة عبادها المنافقين فإنها لا تهمل ولا تنسى احداً.

يتعرّض المريض العراقي لسلسلة اشكال من الاستغلال المادي، تبدأ عادة من باحة الوصول في المطار، إذ يتلقفه سائقوا التاكسي بعطفهم اللبناني السمج بهضامته، ويمدّون معه أواصر علاقات سمسرة غير معلنة، مستغلين اسئلته الاستيضاحية لتحويلها فوراً الى قائمة هواتف لأطباء في جيوبهم، يتصلون بهم ليحصلوا منهم على عمولة، وفق حالة المريض الزبون المالية.

سلخ جلد المريض
اكثر من ذلك فقد وصلت وقاحة بعض السائقين او المرشدين السياحيين او موظفي الاستقبال في الفنادق، أن يطلبوا من الطبيب سمسرة مالية، ليس فقط من جراء المعاينة الطبية بل من استشفاء المريض، وأجر العملية الجراحية.
‏للاسف هناك أطباء ينساقون الى هذا الشكل من اشكال نتف ريش الزبون المريض العراقي بحجج لبنانية غير مهضومة، مثل “إن لم استفد أنا واقبل مع السمسار فإنّه سيقع تحت يد طبيب آخر ليسلخ جلده مالياًً”.

تسعيرة خاصة
الاسوأ من كل هذا، مكاتب الدخول في المستشفيات تضع” تسعيرة”خاصة للمرضى العراقيين تفوق بأضعاف ما يدفعه اللبناني الذي يعالج على نفقته الخاصة، بل اكثر من ذلك فإنّ هؤلاء المرضى الزبائن “المدهنين” يدخلون في حلقات تحويل من طبيب لآخر، مع طلب فحوصات لا تلزم من أجل أن يربح قسم المختبر والاشعة، طالما ان الزبون المريض”المشحّر”لن يشتكي ولا يعرف الاحتجاج ولا كيف يرفع الصوت مستنكراً.
يوجد ايضا مكاتب تمريض او طبية تتصل بالطبيب وتشترط عليه في حال معاينة مريض في فندق اجنبي او شقة مفروشة ان تحصل على نصف المعاينة التي يحددونها له مسبقاً.
نهب وسمسرة وتواطوء وفرص”لقطة”، “تلهط” الزبون المريض العراقي لاقتناعه فقط أن الاطباء في لبنان كفؤون، وهم فعلا كذلك طبياً، لا جدال في الأمر بتاتاً، وإنّنا لفخورون بأطبائنا، لكن على مهل فليس بالضرورة كلّ كفاءة علمية يكملها الربّ معه بكفاءة اخلاقية.

أنذل ما يمكن ان نفعله هو استغلال سائح مريض، او استغلال وجع او آلام احد أكان عراقي ام لبناني أو سعودي ام كويتي ام قطري لا يهمّ مهما كان غناه ومهما كانت جنسيته. نفهم جيدا ولا نمانع ان يستفيد السائق وموظف الفندق وحتى الطبيب و المستشفى من السوّاح ولكن ليس سرقتهم بجشع وحقارة بالحرام و”تربيحهم جميلة”.

أنظروا إلى أثرياء بلدنا واعتبرو. من يظنّ أن استغلال ايٍّ كان طبّياً أو في اي مضمار آخر، سيعود عليه بالمال او الثراء مخطىء.

انظروا اغنياء لبنان الكبار المعروفون بأساميهم والمجهول مصدر غناهم الأوّلي والأساسي، ألم يخسر اغلبهم احد ابنائه في حياته؟! أولم يبتلوا في زيجاتهم؟

الإلهة هنا تراقب، وتزلزل، وتسقط البلاء، وتخسف وتكسف القمر والشمس طالما ان لا احد يحاسب بل اغلبهم يتقاسمون الرزق الحرام.
اغلب هؤلاء النّخاسين الجدد من اللبنانيين يحدثونك عن العروبة والبطولة ويحمدون الربّ في مستشفيات ذات اسماء مقدسة وهم يرتشفون القهوة في كافتريا المستشفيات.

ملاحظة: كلامنا عن عدد قليل من الاطباء شوهوا سمعة الطب في بلدنا، مع ان اغلب الاطباء ذوي اخلاق عالية وكفاءة علمية وافرة.

السابق
قذائف وعيارات نارية في الهرمل ابتهاجا بخروج احد الاشخاص من السجن
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 23 آب 2019