لماذا تحدث محمد رعد عن الخطر الإسرائيلي عشية الانتخابات؟

محمد رعد
ما ان تبدأ الاستعدادات للانتخابات حتى يبدأ مسؤولو حزب الله بالحديث عن أهمية المقاومة، وعن العدوان الوشيك الذي تستعد له اسرائيل ضدّ الجنوب واهله، وهدف هذا الكلام هو ردع المرشحين المنافسين وتصويرهم انهم يترشحون مقابل المقاومة.

قال رئيس كتلة “حزب الله” النيابية محمد رعد “إن إسرائيل تتهيأ لشنّ الحرب علينا”، لذا “علينا أن نلفت نظر الكل إلى أهمية ألا يغفلوا عن العدو الإستراتيجي الوجوديّ الذي يتربّص بنا، ويثير بيننا الإنقسامات والمشاكل والفتن، ويحرّض بعضنا ضد بعضنا الآخر”. رابطا بذلك بين الإستعدادات لمواجهة أيّ عدوان إسرائيلي، وضرورة استقرار الساحة الداخليّة.

اقرأ أيضاً: المرشح حسين عطايا: لا نشعر باليأس.. والمعارضة يجب أن تتوحّد لمواجهة حزب الله في الانتخابات الفرعية

حول تصريح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، قال الناشط السياسي والمرشح عن مقعد صور للانتخابات الفرعية علي عيد لـ”جنوبية”: “تقديري أنه عندما يتحدّث محمد رعد عن الإستعدادت لمواجهة العدوان الإسرائيلي واعادة ربطها بالإستقرار الداخلي، فهذا كلام تمهيدي للمصالحة بين طلال إرسلان ووليد جنبلاط على أثر الخلاف الذي نشأ بينهما، حيث كان حزب الله هو الذي يرعى هذه المصالحة شخصيّا، وكانت عملية تهيئة للرأي العام من أن حزب الله مضطر للمصالحة بسبب التهديدات الإسرائيلية. وواقع الحال إن حزب الله كان مجبرا على الدخول بالمصالحة، لأن السفارة الأميركية وبيانها الشهير الذي أصدرته أجبر الجميع على الهرولة. فمن أجل أن يخرج الحزب أمام جمهوره من فكرة رضوخه لبيان السفارة وليُظهر أنه لا زال يعيش في جو الإنتصار، حتى لا يُهزم أمام جمهوره، ويظهر ضعيفا أمامه، أخرج هذا الكلام من أجل شد العصب، هذا من جهة”.

علي عيد

ويضيف عيد بالقول “من جهة أخرى، إن حزب الله مقبل على إنتخابات فرعيّة حيث يخاف من تراجع قوّته بسبب حالة الملل لدى الجمهور وفقدان الثقة به، – وهو طبعا سيفوز بالمقعد-، ولكنه يخشى من التراجع عن إنتخابات العام 2018 بسبب تراجع مستوى نوّابه والفشل في اختياره وتراجعه عن وعوده التي قدّمها لناخبيه، خاصة أن النائب الذي حاز على أعلى نسبة أصوات قد ارتكب عددا من الهفوات التي أحرَجت الحزب، واعطت صورة باهتة عنه”.

ويشدد عيد، بالقول “طبعا لن ننسى أن حزب الله يحاول شدّ العصب عندما يتحدث داخل البيئة الشيعية وأمام جمهوره عن حرب قادمة. وغدا سيتحدث عن أمانة الشهداء والشهادة والخطر الإسرائيلي، وأنه سيقوم بمواجهة، وسيتحدّث عن احتلال الجليل وبعض المستعمرات وانتصاره، وسيرش البهارات في هذا الموضوع ليُوقظ الجمهور من غفوته، وليقل له ها أنا ذا موجود”.

ويكشف عيد بالقول “علما إن الواقع يقول عكس ذلك تماما، أولا لن نهرب من حقيقة إن إسرائيل هي عدو، ولها أطماع منذ نشوئها كدولة مغتصبة، وعلينا مواجهتها ومحاربتها، لكن في ظل أجواء التناحر، والصراع العربي – العربي، والمناكفات والإنقسامات والتدّخل في شؤون الدول، فإن إسرائيل مرتاحة وتقف متفرجة. ولن تدخل في صراع مع أيّ طرف. إسرائيل تبقى متفرجة دوما في هذه الحالة. وهي تخاف فقط عندما تهدأ الجبهات. عندها تقول أن ثمة خطرا عليها من أن تقع حربا بينها وبين حزب الله. وخلاصة القول إن كلام رعد هو لشدّ العصب الداخلي فقط”.

من جهة ثانية، يرى المحلل السياسي والصحافي غسان جواد، إن “الجملة التي قالها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد أتت في سياق التحذير من مخاطر خارجيّة، ويمكن انطباقها على الواقع الداخلي، لكن ليس هناك قرار بالحرب، ولكن هو لترتيب الوضع الداخلي، وإن كانت إسرائيل تتهيأ للعدوان عندما تسنح لها الفرصة. لكن بالقراءة الواقعية ليس لدى إسرائيل قدرة على المواجهة لأن المواجهة الأميركية – الإيرانية أوسع وأشمل. وتدرك إسرائيل إنها قد تغيّر موازين القوى، وقد تؤدي إلى حرب عالية الكلفة ومردودها السياسي صفر”.

غسان جواد

اقرأ أيضاً: علي عيد: نترشح في الانتخابات الفرعية في «صور» لكسر تابو الإحتكار

و”بهذا الموقف يُستبعد قيام إسرائيل بأي عدوان على لبنان، لكن طالما أنه هناك شخصيّة كدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، فهذا الخيار يظل قائما، وإن كان لا يمكن أن يحصل”.

ويختم غسان جواد، بالقول “إن تصريح رعد هو رسالة للداخل، إنه يجب أن نلّم الساحة، وأن نلم البلد، وأن نكّوّن شبكة أمان داخليّة من أجل تشكيل ساحة موّحدة بوجه العدو”.

ومن المعروف أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لطالما تغنّى بتحديّ إسرائيل البدء بالحرب بعيد حرب تموز 2006، فكيف يمكنه اليوم وعلى لسان نائب حزب الله محمد رعد أن يُخيف الناس من المواجهة مع العدو؟

السابق
طائرة إسرائيلية رمت موادا قابلة للاشتعال فوق الحدود وهذا ما تسببت به
التالي
بعد تفنيد تهمة القتال ضد الجيش: فضل شاكر ينتظر البراءة