«إسرائيل».. واستمرار مشروعها التوسعي في المنطقة

الحدود
ما زالت إسرائيل منذ قيام كيانها الغاصب على تراب فلسطين وأجزاء من سورية ولبنان ومناطق حدودية في مصر والأردن ما زالت تمارس الأعمال الإجرامية العدوانية في كل المنطقة العربية مستفيدة من تفوقها النوعي في سلاح الجو ومن ضعف إمكانات التسليح عند الدول العربية.

 وكان آخر اعتداءات العدوة اسرائيل ما أفادت به صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية نقلاً عن وكالة أنباء: “روسيا اليوم”، فقد أفادت عن قيام سلاح الطيران الإسرائيلي عبر مقاتلة أمريكية الصنع من طراز أف 35 بقصف مواقع في العراق منذ أيام، وكانت أمريكا قد قامت منذ سنوات بتسليم إسرائيل هذه الطائرة المتطورة من حيث دفاعاتها الأمنية، ويظهر أن الغارة المذكورة أتت في سياق التدرب الميداني والعملي على استخدام الطائرة المذكورة لحرب تخطط لها إسرائيل في المنطقة في المدى القريب بعدما كانت إسرائيل تهدد وتتوعد دائماً باستخدام الطائرة المذكورة في حربها الأخيرة على لبنان.. 

اقرأ أيضاً: أمام خطر العدوان: لبنان بلا أصدقاء

وللغارة المذكورة كما لغارات متعددة سبقتها على سورية والسودان كما للخروقات الجوية العسكرية شبه يومية لسلاح الطيران الصهيوني وطائرات الاستطلاع الصهيونية للأجواء اللبنانية وغير اللبنانية لكل ذلك دلالاته الاستراتيجية التي تمارسها إسرائيل من خلال السلطة غير المباشرة على كل المنطقة العربية، وهي تؤكد بذلك يوماً بعد يوم طموحها للبقاء على مشروعها التوسعي في البلاد العربية من خلال توسعها في العمليات الأمنية في البلاد العربية يوماً بعد يوم، ويفهم المراقب أن مسألة تنفيذها لمشروعها التوسعي النهائي هي مسألة وقت لا أكثر ولا أقل. فهي تنتظر الانبطاح النهائي لكل دول المنطقة أمام مشروعها التوسعي عبر التسليم بالأمر الواقع الإسرائيلي لتبني الامبراطورية الإسرائيلية من الفرات إلى النيل على أنقاذ الدول العربية! 
فهل سيبقى العرب يبيعون الكلام للمقاومة في كل من لبنان وفلسطين، أم ستتحرك الشعوب العربية بجيوشها المليونية ومعداتها التي لا يستهان بها لحسم المعركة مع هذا العدو الذي لن يترك مشروعه التوسعي في المنطقة بحسب ممارساته الميدانية التي ما زالت تتكشف بها نواياه العدوانية يوماً بعد يوم؟
فبالأمس قام بقصف مواقع عسكرية إيرانية ولبنانية وسورية في الأرض السورية من سماء لبنان ولم يُحرك أحدٌ ساكناً، وقبلها قام في الأراضي السودانية بقصف قافلة ادعى حملها سلاحاً للمقاومة اللبنانية، وقد تكرر منه منذ عشر سنوات قصفه لمواقع في سورية كان أحدها مبنى المفاعل النووي السوري، كما قصف في الماضي مبنى المفاعل النووي العراقي، واليوم يقوم بغارته التدريبية على استخدام المقاتلة الأمريكية الحديثة أف 35 في أرض العراق، وفي عمل شبه يومي يقوم بطلعاته الجوية الاستطلاعية والمقاتلة في الأجواء اللبنانية، وبين الفترة والأخرى يهدم مواقع في الضفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين المحتلة! كما وضع في الماضي خطة سنة 1975 في خزانة الكونغرس الأمريكي لاجتياح دول الخليج واحتلالها!
 كل هذه التطورات والأحداث تحصل ومن حوله كل الجيوش العربية والشعوب العربية لا تحرك ساكناً سوى ما تفعله المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية بإمكاناتها المتواضعة!
 فهذه المقاومة حتى الآن لم تتمكن من امتلاك سلاح ردع للطيران الإسرائيلي . فمتى سيحمل العرب همَّ الدفاع عن حرمة وحياض بلادهم قبل أن تتفاقم الأمور أكثر فأكثر؟ 
ومتى سترد الجيوش العربية – التي لا يستهان بقدراتها – متى سترد الكيل كيلين والصاع صاعين؟ وهل سيقتصر الرد على تشجيع بعض الأبواق العربية للمقاومة في لبنان عبر تحميس قيادتها للدخول في المعركة الحاسمة على مرأى ومسمع من المعنيين بالقضية بالدرجة الأولى؟ 
ولكن على من تقرع مزاميرك يا داود…

السابق
«تجمع المؤسسات» يعقد لقاءاً موسعاً في بلدية صيدا لمتابعة التحركات حول قرار وزارة العمل اللبنانية
التالي
انتشار كثيف لقوى أمن الداخلي ومكافحة الشغب في أنحاء صيدا