لماذا يَتَخَوُّفُ الثنائي الشيعي من تمدد التيار الشيرازي في لبنان؟

الشيرازيون
لا يُخفي الثنائي الحزبي التنظيمي الشيعي تخوُّفه من تمدد ما يُسمى بالتيار الشيرازي في لبنان، وهو يظهر ذلك في العلن بين الفترة والأخرى، عبر إثارة الضوضاء حول المرجعية الشيرازية تارة، أو النقد اللاذع لأدواتها الفكرية أخرى، أو مهاجمة قنواتها الإعلامية ثالثة، في الوقت الذي تلتزم المرجعية الشيرازية الصمت لضعف موقفها، فهي محاصرة في كل من إيران ولبنان أشد حصار، وتعمل فيهما بالسر أكثر من العلن، وإن كانت تمارس كل الشعائر في بقية الدول، سيما العراق والخليج وأوروپا وأمريكا وأطراف دول العالم.

أدوات الشيرازية في لبنان كشفت عنها الأزمة الأخيرة التي افتعلها المنسق غير المباشر للحضور الشيرازي في لبنان، ألا وهو مقرئ العزاء الحسيني المركزي لدى حركة أمل الذي ينسق دائماً – وبطريقة غير مباشرة – العلائق بين الشيرازيين والمجالس الحركية عبر دعوة الرادود باسم الكربلائي وقراء العزاء الشيرازيين، ليسد بذلك نقص القراء في مجالس العزاء التي تنظمها حركة أمل وتسيطر عليها في لبنان.

اقرأ أيضاً: الثنائية الشيعية.. ماذا فعلت لأبناء البقاع منذ ربع قرن؟

وقد أثارت انتقادات وجهها المنسق غير المباشر بين الشيرازيين وحركة أمل للمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله في شهر رمضان الماضي موجة استياء لدى القيادة الحركية التي رأت في ذلك إقحامها في توجهات الشيرازيين بطريق مباشر، ففي الوقت الذي يشارك الرئيس نبيه بري في عزاء المرجع فضل الله ويحضر ذكراه السنوية ويُؤبِّنُه بإلقاء كلمة في تلك الذكرى في إحدى مؤسسات المرجع فضل الله، ينادي أتباع الشيرازية في الجسم التنظيمي الحركي بمقاطعة كل حضور في مؤسسات المرجع فضل الله، وهذا استدعى إعادة قراءة لواقع اختراق الشيرازيين للجسم التنظيمي الحركي في لبنان، فحركة أمل تخشى تمدد الشيرازية من جهة، وتُعطي الشيرازيين كل أسباب هذا التمدد من خلال تقديم أدوات التيار الشيرازي على غيرهم في العمل الثقافي الحركي، وخصوصاً في مجالس عاشوراء.

أما الحزب فقد قطع دابر الفتنة بمنع أي استفادة ممن يُظن انتماؤه للمرجعية الشيرازية، خصوصاً بعد الصراع المستمر بين رجالها وبين رجال السلطة في إيران.

اقرأ أيضاً: الثنائي الشيعي يحتكر الوظائف الرسمية ولا يحترم الكفاءات

والحقيقة المرة أن الثنائي التنظيمي الحزبي الشيعي إنما يحاربان الشيرازيين لأن للشيرازيين ما للثنائي من أدواته التنظيمية والعقلية الحزبية والانتشار في العالم والرأي السياسي والتحالفات الدولية والامتدادات الإقليمية والخطط الثقافية والاجتماعية والرؤى السياسية، وهو يُهدد الإجماع على مشروع الثنائي الشيعي على أكثر من صعيد، لذلك يحاول الثنائي منع تمدد هذا التيار في لبنان منعاً لوجود فريق ثالث يتحرك في دائرة االساحة الشيعية، فهم لا يريدون حزباً شيعياً ثالثاً على الساحة الشيعية اللبنانية كمنظمة العمل الإسلامي الشيرازية وما شاكل، وهذه هي حقيقة الصراع بين الطرفين..

السابق
أسود: يتم نقل مهندسين من مجلس الجنوب وصندوق المهجرين بشكل مقصود بهدف ضرب التوازن
التالي
الاشكالات الأمنية والمنازعات في الضاحية تضرب رقماً قياسياً