الاشكالات الأمنية والمنازعات في الضاحية تضرب رقماً قياسياً

الضاحية الجنوبية
ضربت المشاكل اليومية والمنازعات المستمرة في ضاحية بيروت الجنوبية رقماً قياسياً، فبحسب إحصاء قام به بعض طلاب الجامعة اللبنانية عبر مراجعة المخافر والمحاكم والمحامين ومسؤولي لجان الأحياء المعينين من قبل حزب الله لضبط الشارع وحل المشكلات.

 بحسب هذا الإحصاء بلغ معدل المشاكل والمنازعات في الضاحية بمعدل اشكال أمني واحد كل ثمان دقائق!

 ويعزي المراقبون في الشأن العام في الضاحية السبب في ارتفاع معدلات المنازعات والمشكلات في الضاحية إلى تضخُّم أعداد السكان في الضاحية التي غدت ملاذاً لمئات الآلاف من النازحين اللبنانيين بالدرجة الاولى الذين ما زالوا يتدفقون من قراهم الجنوبية والجردية في البقاع وبعلبك، الى جانب عشرات الألوف من اللاجئين من جنسيات سورية وفلسطينية بالدرجة الثانية، وأكثر السوريين في الضاحية هم من الذين لم يتمكنوا من ترتيب أوضاعهم القانونية لتحصيل إجازات عمل ليعملوا في مناطق أخرى، كما أن كمَّا كبيراً من النازحين الفلسطينيين من المخيمات الفلسطينية في سورية يقطنون في الضاحية منذ بداية الأزمة السورية، هذا إلى جانب الآلآف من العمال المصريين والسودانيين والنغلاديشيين والحبشيين والفليپينيين والصوماليين والهنود ومن جنسيات أخرى.

اقرأ أيضاً: من هي ضاحية بيروت الجنوبية وشو تاريخها؟ (2)

كلهم احتشدوا في الضاحية المحرومة من كثير من الخدمات الحياتية من قبل الدولة اللبنانية لتزداد أزماتها مع هذا التضخم السكاني المهول والمخيف الذي يتسبب بزحمة سير خانقة، وبتوتر السكان بسبب المعاناة اليومية، مضافاً إلى الأزمات المعيشية التي تلقي بظلالها على كل أبناء الوطن، إلى جانب غياب الرقابة الرسمية التي تسمح بتضاعف المشاكل، وإلى جانب تخلُّف الدعاة الدينيين عن تأدية الدور الصحيح في التوجيه والإرشاد الأخلاقي الذي يضمن التقليل من تلكم المشاكل والمنازعات لو نهض به أهله المغيَّبون بسبب تسلط القوى الحزبية في الضاحية كما في كل لبنان.

 فهل ستقوم القوى الحزبية بنقلة نوعية لفتح المراكز الدينية لمختلف الأنشطة التوجيهية لعلماء الدين المستقلين علَّنا نسيطر على جزء من التفلُّت القائم في شوارع وأزقة الضاحية المجاهدة؟ وهل ستقوم القوى السياسية بواجبها تجاه معضلة التضخم السكاني في الضاحية ؟ هل ستضع الكتل النيابية آلية لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم سالمين؟

 وماذا عن مستقبل الكثافة السكانية غير اللبنانية في الضاحية لمن يلجأ سكان الضاحية لحلها؟ أليس من يحصدون الأصوات في الانتخابات هم المعنيون بحل هذه المشاكل جميعاً؟

السابق
لماذا يَتَخَوُّفُ الثنائي الشيعي من تمدد التيار الشيرازي في لبنان؟
التالي
تقديم موعد الانتخابات الرئاسية في تونس إثر وفاة الباجي قائد السبسي