صيف بأي حال عدت ياصيف؟!.. اللاجئون السوريون ومرارة الجوار

أحداث متسارعة تشهدها دول الجوار السوري وسط اشتعال النيران في مدينة إدلب آخر معاقل المعارضة السورية ضد نظام الأسد، ذلك مع ازدياد نبرة الترحيل لاسيما في تركيا البلد الأكثر دماثة مع اللاجئين السوريين فيما سبق، في حين طالبت الحكومة الأردنية الأمم المتحدة بالتعويض عن أضرار السوريين على البيئة الأردنية.

لم يكن المواطن السوري ليتخيل أنّ ثورته على نظام الأسد ستحوله يوماً ما إلى شمّاعة يلقي عليها الآخرون أخطائهم، فلم يهدأ الخطاب الإعلامي في لبنان خلال السنوات الماضية عن إلصاق كافة علل الفساد برقبة اللاجئ السوري من أزمة الكهرباء إلى النفايات وتلوث الماء وحتى مشاركة اللبناني قوته وحرمانه من العمل كما برز في الآونة الأخيرة من خطاب وزارة العمل الموجه ضد ما سمّي العمالة الأجنبية في لبنان.

اقرأ أيضاً: اللاجئون السوريون في لبنان وآلة الفرْم العنصرية

بالمقابل تزايدت حدة الخطاب العنصري ضد اللاجئين السوريين في تركيا لا سيما بعد أحداث شغب شهدتها مدينة اسطنبول مؤخراً، وكانت الحكومة التركية قد سبق وتعاملت مع اللاجئين على عدة مراحل فحددت إقامتهم في المدينة التي يعيشون فيها وصعبت عليهم إمكانية التنقل والعيش في مدينة أخرى، كما منعت حاملي بطاقة الإقامة المؤقتة من العودة لتركيا في حال غادروها خارجاً. بينما بقي الخطاب التركي يحوم حول مسألة المنطقة الآمنة لسنوات بين الأخذ والرد دون قرار دولي واضح بذلك، وحين وقّع اتفاق وقف التصعيد وانتشرت نقاط للشرطة التركية على حدود إدلب، لم تتمكن تركيا من عزل إدلب نهائياً باتجاه محيطها الجغرافي فتحولت إدلب إلى بقعة دامية تتصارع فيها القوى الكبرى.

من ناحية ثانية، برزت في الأيام الأخيرة روايات عن بدء الأمن التركي ترحيل سوريين يحملون بطاقات الإقامة المؤقتة بعد انتشار دوريات تلاحقهم في اسطنبول، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي قصصاً عدة من بينها للاجئ ألقى الامن التركي القبض عليه ووضعه في حافلة مع مجموعة من اللاجئين، ليمارس بحقهم التنكيل اللفظي دون طعام أو شراب كافي قبل أن يجدوا أنفسهم ملقيين جنب معبر “الصداقة” على الحدود التركية السورية، في حيت أصدرت مديرية العلاقات العامة في ولاية اسطنبول بياناً صحفياً عن عملها المستمر في القبض على الداخلين بطريقة غير شرعية والغير مسجلين تحت الحماية المؤقتة مع خطة ترحيلهم إلى ما سمته المحافظات المحددة من قبل وزارة الداخلية مع إغلاق باب التسجيل على الحماية المؤقتة في اسطنبول.

أما الأكثر غرابة في حواديت هذا الصيف، فهو أن وزارة البئية الأردنية قدمت مشروع قرار للأمم المتحدة من أجل تعويض الأردن بما يتعلق بالآثار السلبية على البيئة نتيجة نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين لأراضيها منذ عام 2011.

اقرأ أيضاً: لاجئون لن يعودوا ولكن… ماذا عن الذين بقوا في سوريا؟

وكان الأردن قد حصل عام 2018 على 1.6 مليار دولار أمريكي للاستجابة لأزمة اللاجئين السوريين، بواقع 63% من احتياجاته الفعلية، في حين حصل على 65% من احتياجاته لعام 2017، وفق ما قالت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية. في حين طالب وفق خطة الاستجابة لأزمة اللجوء السوري عن حاجته إلى 2.4 مليار دولار أمريكي. هذا وتقدر الحكومة الأردنية أن عدد السوريين على أراضيها بلغ 1.3 مليون لاجئ سوري، وتشتكي من أعباء يتكبدها الاقتصاد الأردني بسبب ضغط اللاجئين السوريين رغم إعادة طريق الترانزيت عبر معبر نصيب والذي شكل انفراج كبير للاقتصاد الأردني بعد سنوات من الإغلاق.

فهل جاء صيف 2019 بعواصف قاسية على السوريين في الجوار، مع كثرة الحديث عن تعويم نظام الأسد والضغط الدولي لإنهاء ملف اللاجئين قبل انتخابات 2021؟!

السابق
ياني في بيروت من أجل أعيادها!
التالي
الحشرات الطائرة تغزو الضاحية الجنوبية