الموقف السعودي من لبنان بعد استقبال «الملك» سلام، السنيورة وميقاتي

فؤاد السنيورة تمام سلام
في خطوة تعكس اهتماما سعوديا بالعلاقة مع لبنان، استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رؤساء الحكومات السابقين، تمام سلام، فؤاد السنيورة، ونجيب ميقاتي بقصر السلام في جدة،

تأتي هذه الزيارة التي جرى التنسيق فيها مع رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي استقبل الرؤساء قبل مغادرتهم بيروت، لدفع العلاقة السعودية مع لبنان، نحو مراحل تعيد التوازن السياسي المختل في لبنان، بسبب الانكفاء العربي عموما عنه، والذي وفّر أسباباً إضافية لتعزيز النفوذ الدولي والإقليمي ولا سيما الإيراني على حساب الدور العربي.
المعلومات الأولية عن اللقاء الذي جرى صباح اليوم، أنه كان “ممتازا” من دون أن تتضح نتائج اللقاء وما خلص إليه.
على أن مصادر قريبة من الوفد اللبناني، أشارت إلى أن الوفد حمل الى الملك سلمان والمسؤولين السعوديين الذين سيلتقيهم، أن الدور السعودي في لبنان حاجة لبنانية أولاً، وهو الى جانب كونه يعبر عن دور عربي مطلوب، فإن ما يفرض على “المملكة” إيلاء الدولة اهتماما نوعيا، هو أن لبنان اليوم يعاني من اختلال سياسي، واهتزاز مالي واقتصادي، من أحد أسبابه المحورية هو تراجع الرعاية العربية، التي تبقى كما أثبتت التجارب الحاضرة حاجة وجودية للبنانيين.

اقرأ أيضاً: العقوبات على حزب الله تضع الحكومة و«سيدر» في دائرة الخطر

ينفي المصدر أن يكون في ملف الرؤساء الثلاثة، ما ينطوي على مطلب مذهبي أو طائفي، على رغم محاولات من قبل بعض المسؤولين في لبنان، وبدعم اقليمي، ضرب التوازن الدقيق في المعادلة السياسية التي ارساها “الطائف” مستثمرين حالة الانكفاء العربي والسعودي على وجه الخصوص.
وكان شدد الملك سلمان خلال اللقاء على أهمية الحفاظ على لبنان ضمن محيطه العربي لافتا بحسب تسريب إعلامي غير رسمي الى أن “ما يمس أهل السنة في لبنان يمسنا في المملكة”. فيما نفى الرئيس ميقاتي “أن يكون الملك تطرق على وجه الخصوص الى السنة، إنما تحدث عن الحفاظ على التوازنات للحفاظ على لبنان”.
وأكد الملك سلمان أن “المملكة موقفها واضح وتريد للبنان الأمن والاستقرار والازدهار”.
وفيما يستكمل الوفد لقاءاته لتشمل وزير الخارجية السعودي ابراهيم العساف، تشير مصادر دبلوماسية في بيروت الى أن السياسة السعودية في لبنان، تتركز على دعم مقررات مؤتمر سيدر، وتتفادى التدخل المباشر، انطلاقا من منهجية جديدة في سياستها الخارجية، تقوم على الوقوف وراء السياسة الدولية المتعلقة بلبنان. على أن مصادر متابعة للسياسة السعودية، تعتبر أن ثمة مرحلة جديدة على مستوى لبنان وسوريا، لا سيما المتصل بطبيعة الدور الإيراني ونفوذه، في مرحلة يجري فيها الاتفاق حوله دوليا، والرياض لن تكون بعيدة عن الانخراط في هذا الصراع، لا سيما أن الدور العربي والسعودي بات أكثر من حاجة في سوريا ولبنان، بل ثمة محاولات إيرانية لفتح نوافذ حوار، في ظل الحصار الخانق الذي تعاني منه.
الساحة اللبنانية يمكن أن تكون اختبارا على هذا الصعيد، وسط تساؤلات حول مدى استعداد الأطراف المعنية لمثل هذا الحوار، طالما لم تظهر ايران اي استعداد جدي لتغيير سياستها التي أشعلت المنطقة بحسب تعبير مصدر مطلع على الموقف السعودي
البعد السني كان حاضرا في لقاء الرؤساء الثلاثة في السعودية، لكن يبقى هذا الجانب غير ذي أهمية أن كان منفصلا عن دور سعودي في لبنان فاعل ومؤثر كتعبير عن الدور العربي الذي سيبقى حاجة وجودية للمنطقة بأكملها، وللبنان على وجه الخصوص.

اقرأ أيضاً: رسائل نصرالله وتضامن لبنان الرهينة

وكان حضر اللقاء وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي مساعد بن محمد العيبان، ووزير الخارجية إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومساعد السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين تميم بن عبدالعزيز السالم، والمستشار بالديوان الملكي نزار بن سليمان العلولا، والسفير السعودي في لبنان وليد بن عبدالله بخاري.

وكان الرؤساء الثلاثة وصلوا صباحا الى السعودية وكان في استقبالهم على ارض المطار العلولا ومدير مكتب المراسم الملكية في المنطقة الغربية احمد بن طافر والسفير بخاري وقنصل لبنان في جدة علي قرانوح.

السابق
شهيب: سوق الغرب ستبقى الحاضنة لكل الجبل بعيداً عن أي خطاب لا يشبهها
التالي
زيارة الرؤساء إلى الرياض: هل يعود الدعم السعودي لـ«رئاسة الحكومة»؟