النازحون السوريون وحذاء الاسد!

احمد عياش

ما ورد على لسان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قبل أيام خلال إستقباله سفراء الاتحاد الاوروبي في لبنان ،بشأن النازحين السوريين ،بدا وكأنه تكرار لموقف معروف، ألا وهو، ان لبنان “عامل ولا يزال يعامل النازحين السوريين بكل انسانية، وهو لم يجبر احدا منهم على العودة الى بلاده قسرا”، وفق تعبير الرئيس الحريري. لكن هل أنتهى الامر عند هذا الحد؟
في معلومات ل”النهار” من مصادر ديبلوماسية ،إنطلاقا مما ورد في بيان وزعته سفارة الاتحاد الاوروبي في لبنان حول اللقاء ان ” السفراء تناولوا الوضع الحالي للاجئين في لبنان”، أفادت المصادر ان سفراء الاتحاد “أعربوا عن قلق دولهم من الطريقة التي يتم التعامل بها مع اللاجئين ،سواء على مستوى الخطاب، أو على مستوى الافعال”.وعبّر هؤلاء السفراء عن “الخوف من طرد بعض اللاجئين الى سوريا”. وحول الموقف الذي صدر عن رئيس مجلس الوزراء ،قالت المصادر: “كلام الرئيس الحريري معروف،لكننا نتمنى ان تصل الرسالة الى غيره”.

اقرأ أيضاً: ازدواجية مفهوم الدولة لدى حزب الله.. وكذلك السلطة اللبنانية؟

في التدقيق في قول المصادر حول “وصول الرسالة” الى غير الرئيس الحريري، يرى متابعون لملف النازحين، ان هناك طرف رئيسي في السلطة، هو من تشير اليه المعطيات بإنه قد يندفع في مغامرة لطرد اعداد من النازحين تندرج في إطار التعبئة التي بدأها هذا الطرف مثيرا الجدل على أكثر من صعيد. وقد بدأ هذا الطرف التحضير لمثل هذه المغامرة، تحت عنوان مكافحة عمل السوريين في غير القطاعات التي حددها القانون الذي يعود الى عقود من الزمن علماً ان خبراء قدّروا عدد النازحين الذين شملتهم إجراءات المنع من العمل في قطاعات خدماتية ببضعة عشرات الالاف، مقارنة بأكثر من 200 الف عامل وعاملة من جنسيات عربية وافريقية وأسيوية، يعملون في هذه القطاعات.ونظرا للظروف الاستثنائية التي تمرّ بها سوريا، يرى الخبراء ان النازحين اولى من سواهم بفرص العمل هذه.
من المفارقات، ان المخاوف الاوروبية من عملية شعبوية قد يتعرّض لها النازحون في لبنان، تترافق مع أزمة خانقة يمرّ بها النظام السوري وحلفاؤه. وتبيّن وفق معلومات “النهار”، ان “حزب الله” الذي أعاد عددا من العائلات الى منطقة القصيّر التي يحتلها الحزب، هو من اجل توفير عمال في الارض التي يسيطر عليها الحزب ويستثمر خيراتها.
في تحقيق نشرته صحيفة أتلانتيك” الاميركية في السابع من حزيران الماضي، تناول ظاهرة عودة التماثيل التي تمجّد عائلة بشار الاسد ك”تعبير عن سحق المعارضة”، يقول مواطن سوري طلب عدم ذكر إسمه “ان التماثيل برهان على ان النظام صمم على الاستمرار في حكمنا بالجزمة العسكرية فوق رأسنا”.

عمليا،ليس النازحون من يتهددهم فقط خطر حذاء الاسد ،إذا ما أجبروا على العودة، بل ان هناك رؤوسا في لبنان تريد تحقيق مآربها ولو تحت حذاء الاسد!

السابق
فادي سعد: لن نوافق على موازنة دفترية خالية من أي رؤية اقتصادية
التالي
أمين شري: مندوب «حزب الله» السامي في بيروت