الأزمة الدرزية: نكء لجراح الماضي بتشجيع الوصاية الإقليمية؟

قبرشمون
هل باتت الطائفة الدرزية على محك الخطر، خاصة أن الصراعات البينيّة تعود كل فترة مهّددة ابناء الجبل باستمرار الشرخ الجنبلاطيّ – الإرسلانيّ. فماذا يقول الشيخ دانيل عبد الخالق لـ"جنوبية" في هذا الاطار؟

يبقى السؤال الأهم هل إن الأزمة الحالية التي تحصل في الجبل بين كل من الحزب التقدميّ الاشتراكي والحزب الديموقراطي منشؤها أزمة درزية قديمة تتجدد، رغم الخطر الذي يحيط بالدروز حاليّا نتيجة غياب الراعي والحامي الإقليمي، تستعر الخلافات كل فترة دون أي وعي لأزمتهم الداخلية.

في اتصال مع الناشط في بناء السلم الأهلي والحوار الإسلامي- المسيحي، الشيخ دانيل عبد الخالق قال لـ”جنوبية” إن “الازمة الحالية التي تحصل داخل طائفة الموحدين الدروز أو بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي ليست مستغربة، منذ القدم يوجد لدى طائفة الموحدين الدروز رأيان أو أكثر، ولكن هذا الاختلاف يبقى عادة خلافا سياسيا لا أكثر وإن كان وصل في مراحل تاريخية قديمة إلى درجة الاقتتال”.

اقرأ أيضاً: لماذا زار جنبلاط الكويت وأميرها؟

ويتابع الشيخ عبد الخالق “نحن كرجال دين دورنا هو العمل على تطويق الخلاف وحصره في إطار الخلاف السياسي دون أن يتحوّل إلى صدام دموي أو ما شابه، وما يحصل حاليّا ليس أزمة داخلية بقدر ما هي فتنة تأتي من الخارج وتستهدف الطائفة الموحدين، فالحزب الديموقراطي موجود منذ فترة والتيار الإرسلاني موجود قديما، وفي فترة الحرب كانوا يقاتلون سوية والحزب التقدمي الاشتراكي في وجه العدو الإسرائيلي مع الحزب القومي والحزب الشيوعي، اما الخلاف فليس بجديد”.

الناشط في بناء السلم الأهلي والحوار الإسلامي- المسيحي، الشيخ دانيل عبد الخالق

فشل العهد هو سبب الازمة الدرزية

وما يحصل اليوم يعود برأي عبدالخالق الى”كما قلت هي محاولة زرع فتنة من الخارج، ولا أريد أن ادخل بالتفاصيل السياسية، لكن في البعد الوطني أنا أتهم هذا العهد الذي فشل تماماً في إدارة وتحسين الأزمة الإقتصادية وإدارة البلد، منذ عشرات السنين هناك من يمنن اللبنانيين انه سيحدث التغيير والاصلاح، وعندما وصل ورغم أنه لا يوجد معطلين لا داخليين ولا خارجيين، نعم هناك خلاف سياسي وهذا أمر طبيعي، لكن لا يوجد سلطة وصاية تعطل وتفرض بالقوة، ولا يوجد أي سلطة حاليا تفرض تغيير مجريات الأمور على الساحة الوطنية، وبالتالي يحاول هذا العهد برأيي الشخصي، تغطية فشل الإدارة وتغطية عدم القدرة على تنفيذ الوعود عبر افتعال خلافات سياسية من المستوى والعيار الثقيل، ليشيح نظر اللبنانيين عن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها كل لبناني، ويحاول أيضا عبر رئيس تياره تحديدا اختلاق فتن مع كل الطوائف من العيار الثقيل لتحويل النظر عن المحاسبة وعن امتعاض اللبنانيين”.

اقرأ أيضاً: الظاهرة الباسيلية: لبنان «قرطة عالم» تتعايش على حافة الحرب الأهلية!

(الجناح الاستفزازي) في التيار الوطني الحرّ

ويلفت الشيخ عبد الخالق إلى أن ” نصيب طائفة الموحدين الدروز كان ثقيلا، وهنا لا بد أن نترّحم على الشهداء والضحايا، ولكن أؤكد إننا لن نترك الوضع كما هو، خصوصا في ظل قلة الخبرة لدى القيميّن على الحرتقة السياسية وهو ما أسميه شخصيّا (الجناح الإستفزازي) في التيار الوطني الحرّ الذي أحترم قاعدته ولي فيه كثير من الأصدقاء والمثقفين، وقلة الخبرة لديه تجعله لا يقيس ولا يميز أين يضع رجله وكيف يُقدم على خطوته، فيحاول عبر هذا البيت، العريق تحديدا، الذي وقع ضحية الفتنة، أي بيت الوزير صالح الغريب، وهو البيت نفسه الذي جمع الدروز باستشهاد المرحوم القاضي مسعود الغريب، فهذا البيت لُدغ سابقا مما كان يُسمى الشرعية أيام الأحداث بينما كان في حقيقته انقساما طائفيا داخل الجيش، وكانت دماء الشهيد القاضي الغريب رغم انه كان يحمل لافتات الترحيب بالشرعية، ورغم ذلك غدروا به، وكان هذا الاستشهاد هو السبب في لحمة كل الموحدين الدروز تحت لواء واحد هو لواء مواجهة الخطر”.

ويختم الشيخ دانيل عبدالخالق متفائلاً بالقول “نعم إن استشهاد القاضي الغريب وحّد الموحدين الدروز، واليوم نعتبر أن قلة خبرة هذا الفريق السياسي في التيار الحر (الجناح الإستفزازي) تسبب نكء الجراح عبر القناة الخاطئة، وسوف يعلمون قريبا إننا جميعنا سنلّتف حول هذا الجرح، ولن نترك أحد الشخصيات السياسية المحترمة كالوزيرالغريب ضحية لهذه الفتنة، وسنخرج منها أقوى إن شاء الله وسنعيد اللحمة كما كنا سابقا حول هذا البيت العريق وسنخرج من هذه الأزمة”.

السابق
قلق في بيروت: خوف من «حزب الله» أم من لائحة عقوبات جديدة؟
التالي
عارض أزياء سعودي يتوفى بالسرطان