“تلفنّ يا حسن”!

احمد عياش
عندما تصل هذه العبارة الى جدران محطات الميترو في طهران، معنى ذلك ان المزاج الشعبي الايراني، ليس كما يريد المرشد،أو كما يعلن الحرس الثوري.

لكن في المقابل، لا تبدو اوضاع الرئيس الايراني حسن روحاني ، الذي تتوجه اليه هذه العبارة في حال ملائمة، بل على العكس، فهو فعليا في دائرة التصويب المباشر ، وللمرة الاولى من الامام علي خامنئي.
في 17 الجاري،اوردت “الحياة” ان بعض الإيرانيين القاطنين في الخارج يقولون إن رد فعل بعض الشباب الإيراني ردا على نبأ محطة “سي إن إن” التلفزيونية ،بأن الرئيس الاميركي دونالد ترامب، بعث برقم هاتفه إلى القيادة الإيرانية عبر القنصلية السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في طهران،” كانت بأن كتبوا في الميترو لافتة نصت على الآتي: “اتصل يا حسن”. فهل تركت هذه اللافتة تأثيرا يذكر؟
خبراء في الشأن الايراني ، لا يقللون عبر “النهار” من أهمية تفاعل الشارع الايراني ،مع التطورات المتسارعة في المواجهة بين إيران والولايات المتحدة الاميركية.ووجد هؤلاء صلة مباشرة بين الموقف الاخير لخامنئي وبين ما يدور فعليا في الجمهورية الاسلامية.ففي هذا الموقف غير المسبوق الذي تصدّر في اليوميّن الماضيين وسائل الاعلام الايرانية ،أعلن المرشد خلال استقباله مساء الاربعاء الماضي الالاف من الطلبة الجامعیین :”…لم اكن مقتنعا كثیرا بالصورة التی تم فیها تحقیق الاتفاق النووی ولقد قلت هذا الامر لرئیس الجمهوریة ووزیر الخارجیة (محمد جواد ظريف مرارا ونبهتهم الى الكثیر من الحالات…”
ماذا يعني هذا “اللوم” المباشر الذي ألقاه قائد الجمهورية الاسلامية على كل من الرئيس روحاني والوزير ظريف اللذيّن يمثلان الطرف المباشر في الحوار الحالي مع الغرب عموما ،ومع واشنطن لاحقا ، إذا ما إنفتحت قناة الحوار بينهما؟
في جواب الخبراء ، ان خامنئي الذي يدير دفة بلاده ، يعلم ان اللوم الذي يوجهه الى سلطة روحاني، يناله منه قسطا وافرا ،بإعتبار ان الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع واشنطن في عهد الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما ، ما كان لبصر النور لولا موافقة المرشد .ولا بد ان الاخير ، وسط أزمة عميقة تغرق فيها الجمهورية الاسلامية ، من أن يلقي اللوم على السلطة السياسية المنتخبة من الشعب، كي يحمي السلطة الاخرى غير المنتخبة المتمثلة بالحرس الثوري والتي قادت إيران ولا تزال على طريق دفع إيران لتكون في مواجهة، ليس مع الولايات المتحدة فحسب، بل مع المجتمع الدولي بسبب تدخلاتها غير المبررة خارج حدود إيران.
الانظار اليوم الى الموقف الذي يطل به الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله لمناسبة عيد التحرير،والذي سيشمل أزمة النظام الايراني الذي ينتمي اليه نصرالله. لكن من المؤكد ، ان عبارة “تلفن با حسن” ، لن تجد طريقها الى خطاب نصرالله.

السابق
عندما ستقع البقرة !
التالي
حيدر العبادي: لا لزجّ العراق في الصراع بين ايران واميركا