لهذا السبب سيرفض الفلسطينيون «صفقة القرن»

نشرت صحيفة "التايمز" مقالا تحليليا عن ملف "صفقة القرن" المتوقع الإعلان عنها قريبا، كتبه مراسلها لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، تحت عنوان "أمريكا تعرض الأموال على الفلسطينيين ليتخلوا عن مطلب الدولة".

يقول سبنسر في مقاله، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول دائما إنه “يحب الصفقة الجيدة”، لكنه يقول حالياً إن “صفقته بخصوص السلام في الشرق الأوسط ستكون الصفقة الأفضل”.

ويضيف الكاتب أن “الرجال الذين كلفهم ترامب ليرسموا تفاصيل هذه الصفقة هم صهره جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات وديفيد فريدمان، وجميعهم من المقربين لإسرائيل والمرتبطين بها، وبالتالي كان من الطبيعي أن تكون السلطة الفلسطينية متشككة وترفض التعاون معهم، وتعلن أنها ليست مرتبطة بهذه الصفقة، خاصة بعد نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس ضمن الإعلان عن اعتراف واشنطن بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل”.

اقرأ أيضاً: أميركا تعلم أن الصراع أوسع من جغرافيا إيران و«الموعد» المقبل… بعد أقلّ من 60 يوماً

ويجد سبنسر أنه عندما رفض كوشنر أن يصف شكل الحكومة الفلسطينية التي تقترحها الخطة بأنها “دولة”، فإنه كان قد أنهى بالفعل أي إمكانية لقبول العرب بها، مشيرا إلى أن أغلب المحللين، ومنهم الإسرائيليون، يؤكدون أنه دون القبول الأردني فإنه لن يكون هناك أي قبول سعودي ولا قبول مصري بالصفقة، رغم حرص الحلفاء الإقليميين لواشنطن على دعم ترامب وصفقاته.

ويشير الكاتب إلى ما رآه الجنرالات الإسرائيليون المتقاعدين الذين زاروا واشنطن من إصرار فريق ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على “إهانة السلطة الفلسطينية، والإشارة إلى أن الفلسطينيين طالما أدوا دور المفسد لصفقات السلام في الشرق الأوسط، وهو ما يعني أنه حان الوقت لفرض صفقة القرن عليهم”.

ويعلق سبنسر قائلا إن “هذا لن يترك أي ثغرة، ولأن التوقعات متدنية فإن أي رد إيجابي من الفلسطينيين يعني أنه إضافة”.

ويلفت الكاتب إلى أن إلياس زنازيري، الذي وصفه سبنسر بالرمز الفلسطيني البارز، يرى أن على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عدم رفض الخطة بالمطلق، بل عليه أن يقبل ما فيها من جوانب إيجابية، والمطالبة بالتفاوض على البنود التي لا يوافق عليها، وهو ما سيضع فريق ترامب أمام معضلة، فعليه رفض العرض الفلسطيني المضاد، ما يجعلهم مذنبين في الاتهام ذاته الذي وجهوه للفلسطينيين.

ويفيد سبنسر بأن غادي إزيكنوت، الذي تقاعد من قيادة أركان الجيش الإسرائيلي، حذر في زيارة لواشنطن، فريق كوشنر من عنف محتمل، وأخبره بأنه “قد يندلع العنف في الضفة أثناء أو بعد الإعلان عن الخطة، ويجب إضافة هذا لحساباتكم، وعندما يخرج هذا الجني من الزجاجة فسيحتاج خمسة أعوام لإعادته إلى مكانه”.

وينوه الكاتب إلى أن مدير السياسات السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غيلعاد، حث الإدارة على عدم تقديم الخطة.

ويختم سبنسر مقاله بالإشارة إلى قول غيلعاد: “هناك افتراض أن عباس سيبيع القضية الفلسطينية مقابل حفنة من ملايين الدولارات.. ويجب علي أن أخبركم أن هذه الصفقة لن يتم قبولها”.

 

السابق
مصلحة الليطاني استأنفت ازالة التعديات عن بحيرة القرعون في منطقة عين الجوزة
التالي
مجلس الوزراء يفرض رسوم نوعية لحماية المنتجات الوطنية