«قرنة شهوان» جديدة وعابرة…

احمد عياش

العظة التي ألقاها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في وداع البطريرك صفير حفلت في مضمونها بقراءة مسيرة البطريرك الراحل .وفي هذا السياق إكتسبت  الفقرة التي وردت في العظة حول “لقاء قرنة شهوان” دلالة، إذا ما جرى حصرها بالزمن الذي مرّ،أو إذا ما جرى إسقاطها على الحاضر. ومن المفيد إيراد ما جاء في عظة البطريرك الراعي حول الموضوع: “…شاء بطريركنا الراحل لقاء قرنة شهوان إطاراً جامعاً للقوى المسيحية المؤمنة بسيادة الوطن، وصدى لصوته في المحيط السياسي. بهذا الهدف كان على تنسيق دائم مع القديس البابا يوحنا بولس الثاني الذي تبنى قضية لبنان بنداءاته ورسائله وديبلوماسية الكرسي الرسولي…”
كي لا يجري تأويل كلام سيد بكركي بما لا يريده، علمت “النهار” ان هناك حركة سياسية على وشك إعلانها قريباً، تشبه تماما “لقاء قرنة شهوان”، تمثل تجمعا عابرا للطوائف تحت عنوان “البيت اللبناني”. وهي تضم فيمن تضم، شخصيات مؤسسة لJ”لقاء قرنة شهوان”. كما تضم شخصيات متحدرة من 14 آذار وأحزاب تصدّرت الصفوف لإنجاز الاستقلال الثاني الذي صار البطريرك صفير رمزا تاريخيا له.

اقرأ أيضاً: مواجهة «التوتّر العالي» القاتل: مَن يصرخ أولاً!

تقول شخصية نيابية بارزة لـ”النهار”، ان البطريرك الراحل وضع في جدول نضاله الوقوف في مواجهة سيطرة المشروع الايراني على لبنان. ولا يزال البيان الذي أصدره عشية إنتخابات حزيران 2009، شاهدا حيّا على الدور الحاسم الذي قام به صفير لترجيح كفة قوى 14 آذار .ففي ذلك البيان الذي أبرزته  “النهار، دعا سيد بكركي وقتذاك الى “احباط عملية تغيير وجه لبنان”، والى عدم ذهاب لبنان الى المشروع الذي تدعمه إيران وسوريا في يوم الانتخابات.
في “الميثاق التأسيسي”  لـ”البيت اللبناني” المرتقب الاعلان عن نشوئه قريبا نقرأ الاتي: “يقع لبنان اليوم مع اقتراب المئوية الاولى لنشوء الكيان والدولة، تحت تهديدات وجودية على درجة عالية من الخطورة، ليس اقلها ان هنالك على المستوى الإقليمي مشروع هيمنة إمبراطوري موهوم او متخيّل، يفكّك دول المنطقة بزعم قيام كيان إمبراطوري تحت سيطرة ولاية الفقيه، وبايديولوجية مذهبية ضيقة ومتخلفة ادخلت المنطقة في نكبة الصراع المذهبي الشيعي السنّي، التي فاقت بنتائجها التدميرية نكبة فلسطين، وألحقت الأذى بالقضية الفلسطينية بجعلها على الهامش في جدول الأعمال الإقليمي والدولي”.
هل سينجح  الكيان السياسي الجديد، الذي يطمح ليكون جامعا لكل أطياف المعارضة، على قاعدة الاتحاد الاختياري، بما لا يلغي خصوصية أي مكوّن لها؟ وهو ما فشلت في إنجازه كل تشكيلات الاستقلال الثاني منذ عام 2005 حتى اليوم؟
الجواب متروك طبعا  للزمن الاتي. غير ان مضمون المهمة التي يطرحها ميثاق “البيت اللبناني” تبقى هي الاساس. فبعد نحو أربعة عقود من نفوذ المشروع الايراني الذي غيّر وجه لبنان، وصل لبنان، كما وصلت المنطقة اليوم، الى مفترق التعامل مع هذا المشروع. وهنا يحلو للبعض الحديث عن “الاستقلال الثالث”. فهل سيكون هناك “بطريرك” جديد له؟

السابق
مأساة اغترابية جديدة: «مشهور جمعة» قتيلا في أبيدجان
التالي
صاروخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء في بغداد…ولا ضحايا