ساترفيلد يختبر موافقة لبنان على التلازم بين الترسيم البري والبحري مع إسرائيل

الزيارة التي بدأها المُساعد الأول لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، على جدول لقاءاته اجتماعات عدة أبرزها مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيسي البرلمان والحكومة نبيه بري وسعد الحريري. ورغم أن العنوان المعلن لزيارة ساترفيلد، الذي يحْفظ الواقع اللبناني وتعقيداته عن ظهر قلب، هو الخلاف الحدودي البري والبحري بين لبنان وإسرائيل، فإن أوساطاً سياسية نقلت عنها “الراي” اعتبرتْ أن من الصعب فصل هذه المحطّة عن الوقائع الساخنة التي ترْتسم في المنطقة التي تبدو وكأنها على حافة حربٍ في ضوء التوتر غير المسبوق بين الولايات المتحدة وحلفائها وبين إيران في سياق مواجهةٍ متدحرجة يشكّل «حزب الله» أحد أهدافها مع ما يعنيه ذلك من مخاطر على لبنان.
وتضيف الصحيفة الكويتية “إذا كان موقف ساترفيلد، الذي يستعدّ لتسلُّم مهماته كسفير لبلاده في تركيا، معروفاً من «حزب الله» كامتدادٍ لسياسة الإدارة الأميركية حيال الحزب كما تجاه إيران وهو موقفٌ سبق أن عبّر عنه وزير الخارجية مايك بومبيو من بيروت في مارس الماضي ويكرّره دورياً، فإنّ زيارة الديبلوماسي الأميركي كانت محط رصْد من زاوية أخرى أيضاً باعتبار أنها جاءت بعد أيام من تسلُّم سفيرة الولايات المتحدة في بيروت إليزابيت ريتشارد من الجانب اللبناني ورقة تتضمّن موقفاً موحداً (وافق عليه الرئيس بري) من الآلية التي تراها بيروت مناسبة لحلّ الخلاف الحدودي مع إسرائيل وترتكز على التزامن بين الترسيم البري والبحري (وليس في البر قبل البحر)، بدءاً من نقطة الخلاف المركزية في رأس الناقورة، باعتبار أن هذه النقطة البرية تشكّل مفتاح عملية الترسيم البحري وتحديد توزيع الحصص في المنطقة الاقتصادية الخالصة وخصوصاً البلوك النفطي رقم 9 الواقع في المنطقة المتنازَع عليها بين البلدين.

السابق
منتقدو العهد وبري وباسيل الى السجن وتحذير من الدولة البوليسية
التالي
بعد فك العزلة عن أوجلان: تركيا امام فرصة تاريخية