في ذكرى انسحاب الجيش السوري..ماذا تغيّر؟

26 نيسان 2005، ذكرى انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد 29 عاماً من الوصاية، في هذا اليوم سطرت ثورة 14 آذار انتصارها الأبرز، على وقع جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي هزت العالم، بعدما كان التفكير بالانسحاب غير وارد لأي سبب من الأسباب.

في مثل هذا اليوم منذ 14 سنة، أُقفلت بوابة الحدود اللبنانية ـ السورية وراء آخر الآليات العسكرية السورية المقيمة في لبنان. وأخلت القوات السورية ثكناتها وفكّكت حواجزها، وانسحبت تاركةً خلفها مراكز نفوذ سياسي في مجالس ومقار حزبية.

حينها حاول حلفاء سوريا في لبنان التقليل من شأن هذا الإنسحاب، على اعتبار أنه تراجع شكلي يقتصر على انتقال موقع القيادة من عنجر، مقرّ إقامة رئيس الاستخبارات السورية في لبنان سابقاً، إلى دمشق، وتوالت التحيات وعبارات الشكر لنظام بشار الأسد، وحاول البعض “الاستعراض” أمام الدبابات السورية لمنعها من الخروج.

في سنوات الإنسحاب الأولى، لم تبرهن الصورة الفعلية على الأرض بأن شيئاً قد تغير، حيث ظلّت سوريا ممسكةً بالساحة اللبنانية رغم خروجها، إلى أنّ أتت الثورة السورية، التي قلبت أولويات النظام وأشغلته في الداخل السوري، وصولاً الى اضعاف موقعه الداخلي مع امساك روسيا بالقرار السوري.

ومع توالي الضغوط الدولية والعسكرية والاقتصادية، بدأ انحسار دور دمشق في لبنان، وأتى دور حزب الله السياسي داخلياً ينشط بشكل كبير كبديل عن النظام السوري، الذي استنجد به أيضاً في حربه الداخلية، الى أن دخلت روسيا وقلبت الموازين لصالحها.

التركيبة الحالية للبنان القائمة على عودة “الهدنة” مع حزب الله، أرجعت خصم النظام الأول الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، مقابل توسع لنفوذ التيار الوطني الحر في الحكومة وفي رئاسة الجمهورية بشخص الرئيس ميشال عون. وبات موضوع “العلاقات الطبيعية مع دمشق” هو الموضوع الشائك الأبرز الموضوع في الدرج، كونه موضوع خلافي متفق على تجميده داخلياً منعاً لتفاقم الأزمات لبنانياً.

اقرأ أيضاً: العار الذي سيلطخ وجه روسيا إلى الأبد

في هذا الشأن، أكد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش، في حديث لجنوبية، أن نضال اللبنانيين واستشهاد الرئيس رفيق الحريري شكلا القاعدة التي دفعت الى صدور قرار خروج الجيش السوري بعد احتلال دام حوالي الثلاثة عقود. مضيفاً: “المبدأ الأساسي في هذا الأمر لا ينتج عنه تراجع العلاقة الأخوية مع الشعب السوري ولكنه ينطلق من قناعة أساسية بأن أي علاقة بين الشعوب حتى ولو كانت ذات قومية واحدة يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل من خلال العلاقات السوية”.

وقال: “انطلاقاً من ذلك، نتمنى اليوم أن ينال الشعب السوري حريته من ظلم النظام السوري كما تمكن الشعب اللبناني من الحصول على حريته”.

ماذا تغير اليوم؟

في هذا الإطار، قال علوش أنه بالتأكيد ما زال هناك اشكالية أساسية متمثلة بـ”احتلال مقنع” ولكن إيراني، فحزب الله يقول أنه يأخذ أوامره مباشرة من ايران، ولكن الإشكالية الكبرى أن هذا الحزب يستند أيضاً على مكون لبناني، بالتالي على الرغم من خروج الجيش السوري، فان لدينا اشكاليات أخرى علينا معالجتها، لكن بالنهاية هذه الاشكاليات تعالج بين بعضنا البعض.

كيف تعالج هذه الإشكاليات؟

عن كيفية المواجهة، أكد علوش أن اشكالية حزب الله وعلاقته مع ايران مرتبطة بمركزه في ايران، وأحلام الامبراطورية الإيرانية هي أساس ما يحصل في لبنان، وبالتالي علينا أن نخفف قدر الإمكان من آثار هذا الواقع على البلد، بانتظار اللحظة التي تقتنع بها ايران أنها تريد أن تعيش كبلد مجاور مثل باقي البلاد.

وختم: “هذا الواقع لا يعني أن نوقف الضغط والمطالبة بأن يكون هناك جيش واحد وسلاح واحد على كافة الأراضي اللبنانية”.

مواقف في يوم الذكرى

في ذكرى الإنسحاب، أطلقت مواقف سياسية لبنانية في هذا الشأن، حيث لفت الوزير السابق أشرف ريفي إلى أنه “في مثلِ هذا اليوم إنسحب جيش النظام السوري من لبنان بقدرة وإرادة اللبنانيين الذين ثاروا في ساحة الحرية، وأن الهدف لن يتحقق الا بعد استعادة الدولة لسيادتها الكاملة.

وغرد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط قائلا: “في الذكرى الـ 14 لانسحاب الجيش السوري من لبنان ننحني أمام الشهادات والنضالات والتضحيات العظيمة التي قدّمها اللبنانيون في مواجهة الوصاية. نحيّي ما أنجزته ثورة الأرز ووحدة اللبنانيين ونجدّد الايمان بالجمهورية القويّة والدولة العادلة ، الضمان الوحيد لمستقبل لبنان.

في حين وجهت اللجنة المركزية للاعلام في التيار الوطني الحر في تغريدة عبر حسابها الرسمي على تويتر تحية الى ناشطات وناشطي التيار الوطني الحر الذين أبقوا مشعل الحرية والسيادة والاستقلال مضاء على مدى خمسة عشر عاما، وفاء للشهداء ومن أجل مستقبل أفضل

السابق
مصادر ‏«القوات» تحمّل وزارة الخارجية مسؤولية‎ ‎تسريب المحاضر
التالي
الصراع الأميركي_الايراني