الأحدب: واجهناكم بالصناديق ومستمرون إلى أن نستعيد حقنا بالعيش بكرامة

أكد رئيس “لقاء الاعتدال المدني” مصباح الاحدب في مؤتمر صحافي في دارته في طرابلس أنه “عندما تفرغ الديموقراطية من محتواها، تصبح الانتخابات شكلية بل موسمية، على صورة المحادل التي تمهد الطرقات ولا توصل إلى جهة محددة أو وجهة شافية. لقد أصبح “تجار السياسة” في لبنان يمتهنون لعبة الفوز بالانتخابات، ويرسبون في امتحان بناء الحاضر والمستقبل. للأسف، هم لا يعرفون كيف يحكم البلد، ولا كيف تسير شؤون الناس، ولا كيف يستعاد الأمل، ولا كيف تسترجع الثقة، ومعها طبعا الدور والصورة والسمعة والأمن والانماء والعدل والليرة، وسواها”.

أضاف: “أتوجه بالشكر الى أهل طرابلس لا سيما المقترعين بهذه الانتخابات، وإلى وزيرة الداخلية ريا الحسن والتي فعلت ما استطاعت لادارة الانتخابات رغم ملاحظتنا على بعض الاجهزة الامنية التي استقالت من مسؤوليتها الأمنية لتتحول الى ماكينة انتخابية ترغب وترهب الناس على الإقتراع لمرشحة السلطة كما أشكر قائد الجيش اللبناني الذي واكب بحزم وجدارة سير العملية الإنتخابية”.

تابع:” لقد ترشحت للانتخابات الفرعية في وجه تحالف السلطة للتأكيد أن لطرابلس طوق حماية من المواطنين الشرفاء الذين لن ييأسوا أبدا من الدفاع عنها وعن حقوقها. ولن يفوتوا أي استحقاق دون التعبير عن مواجهتهم لمجموعة التجار التي صادرت قرارهم عنوة وكذبا وتتاجر بمصيرهم ولقمة عيشهم، وقد أكدنا بترشحنا رفضنا لمشروعهم بأخذ الشارع وادعاء تملكه دون أي معارضة، في الوقت الذي كان يتم فيه تجويع طرابلس وأهلها وقد فضحناهم أمام كل لبنان والعالم بأنهم لا يمثلون مجتمعين هم ومالهم وسلطتهم أكثر من 8% من ناخبي طرابلس”.

اقرأ أيضاً: إضراب عام تحذيري في كل بلديات لبنان غداً

وقال: “لقد ترشحنا (ترشحا انتحاريا) فلم نعلق صورة واحدة ولم ندفع المال وحجبنا عن كثير من وسائل الإعلام التي احتكروها، ولم نشترِ أصوات بعض الناس كما فعلتم، ولم يكن لدينا أي ماكينة انتخابية، انما بعض المتطوعين وحصلنا على ما حصلنا ليبقى رأسنا مرفوعا وحصلتم على ما حصلتم ليتأكد الجميع على أن أهل طرابلس سحبوا التفويض منكم. فكان رد أهالي طرابلس مزلزلا لكم، فقوى المعارضة مجتمعة حصلت على ما يعادل 4,5 % في وجه سلطة سخرت كل مؤسسات الدولة لدعم مرشحتها حصلت على أقل من 8% من الناخبين”.

أضاف: “أقول للسواد الأعظم الـ87,5% من ناخبي طرابلس لقد وصلت رسالتكم فالمقاطعة رغم أنها ساهمت بوصول مرشحة السلطة لكنها أكدت أن الفاسدين خسروا ثقة أهل المدينة، الذين رفضوا فرض نائب عليهم بتحالف المصالح، فنجحت بالأرقام ديما جمالي وسقط كل من دعمها. لقد سجل تحالف السلطة رقما قياسيا بالفشل في هذه الإنتخابات، فلأول مرة بتاريخ لبنان تصل نسبة الإقتراع لهذا المستوى المتدني في طرابلس، ورغم نشوء تحالف سلطوي كبير لدعم مرشحتهم ضم كل من الرئيس سعد الحريري، الرئيس فؤاد السنيورة، السيدة بهية الحريري، الرئيس ميقاتي، الوزير الصفدي، الوزير كبارة، اللواء ريفي، الجماعة الإسلامية، المفتي وبعض خطباء المساجد وبعض الأجهزة الأمنية فهم فشلوا فشلا ذريعا”.

وتابع: “لقد استنفر المستقبل وحلفاؤه كل قواهم وامكاناتهم في خوض هذه المعركة، بدءا من زيارة الرئيسين السنيورة والحريري ودمج أربع ماكينات انتخابية بماكينة واحدة واستغلال النفوذ على الأجهزة الأمنية، وتسخير ما أمكن من وسائل الإعلام لخدمتهم الا أنهم لم يستطيعوا الحصول الا على 18 ألف صوت، فلو قسمنا عدد الأصوات على عدد القوى المشاركة لحصلوا على رقم أقل من الرقم الذي حصل عليه المرشح المغيب نزار زكا وبهذا تكون النتيجة التي حصلنا عليها أكبر من نتيجتكم فمن هو الذي يحق له اليوم أن يتكلم بإسم الناس؟”.

أضاف: “المؤشر الواضح اليوم أن الناس لم تعد تأخذ بتجييشكم المذهبي، فكل الكلام عن مجابهة إيران وحزب الله في طرابلس لم يستقطب الأهالي خلف مخططاتكم المشبوهة بضرب السلم الأهلي وهذا مؤشر واضح على وعي أهلنا وسحبهم الثقة منكم كما أن اخواننا المسيحيين والعلويين كانت رسالتهم أقسى فنسبة الإقتراع لم تتجاوز 2% في جبل محسن، وكانت متدنية في أقلام الإخوة المسيحيين ليكون الجواب : أنتم لا تمثلون لا السنة ولا المسيحيين ولا العلويين، فأنتم لا تمثلون طرابلس”.

تابع: “ان نتائج الانتخابات كانت بمثابة اسفين دق بنعش سيدر وسيخرب عليكم هذه الصفقة التي ستدفع من جيوب الناس، وبترشحنا لهذه المعركة نتوجه لأصدقائنا في الدول المانحة بعريضة فيها مطالب أهل طرابلس ونحن مستمرون بحشد أكبر كمية ممكنة من تواقيع أهلنا وهي تتضمن رسالة مفادها أنكم لا تمثلون ارادة الناس لتستدينوا باسمهم، ان لم تقوموا بوقف مزاريب الهدر والسرقة والصفقات والفساد فنحن لن نقبل بتمويل صفقاتكم من جيوبنا”.

وتابع: “أقول لأحبتي الذين منحوني ثقتهم، وكل الذين تطوعوا لمساعدتي في الانتخابات، سأبقى معكم ولن أتخلى عنكم. وأدعو المرشحين المعارضين الإنتحاريين مثلنا الذين أهنئهم على شجاعتهم ونتائجهم إلى توحيد الجهود وتشكيل جبهة معارضة موحدة في وجه هذه السلطة الفاسدة تضم كل صوت معارض حر يرفض الذل والفساد ويسعى الى انماء وانصاف مدينته فعلينا أن نجتمع لنقف جميعا في وجه هذا التحالف الظالم، وكما تعرفونني سأبقى الى جانب الأساتذة المظلومين بلقمة عيشهم”.

وقال: “سأبقى مع شباب مدينتي المحرومين من وظائفهم، سأبقى مع قدامى القوات المسلحة المحرومين من أبسط حقوقهم، سأبقى مع عناصر الدفاع المدني المحرومين من حقوقهم، سأبقى مع كل تجار المدينة الذين يصرخون من الكساد والركود الإقتصادي، سأبقى مع كل مواطن سئم وعودكم الفارغة وشعاراتكم التحريضية، سأبقى مع كل شاب أعطيتموه الغطاء ثم التحريض ثم السلاح ثم رميتموه بالسجن، سأبقى مع أهالي الأبرياء المعتقلين ظلما في أقبية التعذيب المشهود”.

أضاف: “أهلي الشرفاء أتعهد بأني لن أتخلى عنكم، لكن لا تتخلوا أنتم عن حقوقكم، فالدولة مقبلة على استحقاقات قريبة جدا ولن تكون الا نتيجة لسياسة الإفقار والفساد التي تعتمدها الحكومة بدل أن تعتمد سياسة التطهير الذاتي وسد مزاريب الهدر، فهي مقبلة على فرض سلسلة من القرارات الكارثية والتي وصفت بالبيان الحكومي بأنها قرارات صعبة ومؤلمة بزيادة الضرائب ووقف التوظيف والاقتصاص من السلسلة وغيرها، ومن هنا أتوجه بالتحية لقدامى القواتت المسلحة ورابطة الذين قطعوا الطرقات قبل قليل.
وللسلطة أقول : واجهناكم بالصناديق، ومواجهتنا مستمرة في كل الميادين إلى أن نستعيد حقنا بالعيش بكرامة”.

وختم: “أخيرا كلمة أوجهها لصديقي نزار زكا ان هذه المعركة كانت بين انتحاريين يرفضون الذل ومغتصبين للسلطة استطاعوا الهاء الناس عن قضيتك ومظلوميتك وكن على ثقة أنك في قلب كل حر في هذا المدينة وسنواصل بذل كل ما بوسعنا لتنال حريتك وتخرج من سجنك كما نسعى لإخراج كل المسجونين ظلما في السجون اللبنانية. لقد حول الفاسدون وطني الى مغارة سيجتاحها الناس يوما قرفا ويأسا وغضبا وهربا من جحيم الحياة في انتفاضة أخلاقية ومطلبية آتية لا محالة واللبيب من الإشارة الاتية من الجزائر والسودان يفهم”.

السابق
حريق في محل للألبسة في ضهور الصرفند
التالي
الشيوعي دعا الى التظاهر في الاول من أيار: لا مساومة على حقوق الناس وسنكون في الشارع داعمين