حزب الله يحتكر الخدمات الرسمية والخاصة لمحازبيه

منذ نشأة حزب الله وهو ينتهج النهج السياسي اليهودي في سياسته الخدماتية الاجتماعية وتحركاته الاقتصادية، فاليهود لا يشترون حاجياتهم إلا من بعضهم البعض ويختصون بالخدمات الاجتماعية أبناء الطائفة اليهودية دون غيرها.

هكذا هو حزب الله في التعاطي الاجتماعي والاقتصادي في الوسط الشيعي فهو يُعَمِّم لمناصريه لإنعاش مؤسسات تجارية وصناعية وزراعية تدين له بالولاء السياسي فيستطيع تشغيل المؤسسات هذه الموالية له في السياسة بهذه الطريقة والتي بدورها تقدم له الدعم المالي .. وهو كذلك لا يقدم الخدمة الاجتماعية لأي أحد إلا بعد التحقق من الانتماء السياسي لمن يُريد الخدمة وذلك عبر التحرِّي عنه باستخدام الأجهزة الأمنية المختلفة من أمن مضاد وسري وداخلي وخارجي لمعرفة الواقع السياسي لمن يُريد الخدمة ولا تتم خدمته إلا بعد دراسة أبعاد هذه الخدمة من ناحية مردودها الاجتماعي والتنظيمي والسياسي والاقتصادي، فإن كان من قوم المال يعجِّلون بخدمته طمعاً في حلب وجلب الدولارات من قومه وأقربائه.

وإن كان من العائلات الكبيرة يبادرون للخدمة بهدف حصد الأنصار من هذه العائلات في الجبهات والانتخابات، وإن كان طالب الخدمة من الأسر المتدينة أو العلمائية يخدمونه لتحصيل الغطاء الديني ليخدعوا به هواة الدين وعلماء الدين من أبناء الطائفة الشيعية…وهكذا حتى أقنعونا من كل ذلك بالقطع واليقين بعدم وجود أي عمل لله عند هؤلاء الجماعة، وبتنا ندرك عدم إمكانية الاعتماد عليهم عند الشدة والمحنة والبلاء.

اقرأ أيضا: بومبيو وفتنة حزب الله

أقصد نحن الشيعة المستقلين الذين يحلو للبعض تسميتنا بالشيعة المعتدلين ونحن نُشكل بالأرقام أكثر من ثلاثة أرباع عديد الشيعة في لبنان، ولكن أكثرنا لا يتعاطون الشأن السياسي العام والخاص ولا يتدخلون ولا يطالبون ولا يتابعون إما خوفاً أو إهمالاً أو جهلاً أو طلباً للسلامة والعافية في آخر الزمان، والشيعة المستقلون في لبنان اليوم في محنة فهم مطالبون بحماية الشيعة المحازبين كدروع بشرية ومادية واقتصادية عند كل مشكلة وبوجه كل الحروب والمواجهات التي يجرُّهم إليها الشيعة المحازبون فعليهم الغُرْم وليس لهم الغُنْم.

فالذي يحصد ثمار كل ذلك الشيعة المحازبون ولا حول ولا قوة إلا بالله .. وتخطأ إسرائيل وأمريكا وحلفاؤهما من العرب عندما يظنون بأنهم بضرب كل الشيعة في لبنان بأنهم قد أصابوا حزب الله في مقاتله فالذين يقتلون ويتضررون غالباً هم من الشيعة المستقلين الذين هم يشكلون مكرهين ومغلوباً على أمرهم يشكلون مزرعة لحزب الله ولأهدافه المتعددة والذين يحتمي بهم الحزب في كل مواجهة ولا يستفيدون منه شيئاً فكل الخيرات بيد محازبيه يتنعمون بها ويحتكرونها بكل وقاحة.

وإلى هنا جفَّ القلم ..

السابق
كرة نار بين يدي حزب الله..؟
التالي
القاضي منصور: انتمي للسلطة القضائية وعلاقتي بالقاضية عون ممتازة