سرقوا حتى أوراق الشجر في غفلة منّا!

مصرف لبنان
يا الله... معقول سرقوا وراق الشجرة و" أحنا مش دريانين". كاميرتي لا تخاف: عيون الناس "شايفة" وقلوبهم بتعرف.. بتعرف وعم ترجف خوف.

خلال مروري صباح اليوم أمام المصرف المركزي في أول شارع الحمراء في بيروت، أستوقفتني هذه الشجرة العارية من الأوراق، صدارة المدخل الرئيسي للمصرف الذي “يخبئ لنا فلوسنا”، توقفت أمامهما ملياً، والتقطت هذه الصور، لا أعرف لماذا فضولي المهني جذب هذا المشهد الى داخلي، وأيقظ مئات الأسئلة الغافية والمدفونة في صدري،أو أن كاميرتي ورطتني بألتقاطها لهذا المشهد المخيف. ترى فعلاً هل هناك من سرق أوراق هذه الشجرة؟، أو أن “راجح” وبغفلة من المارة، تناولها غصناً غصناً وخبئها في “عبه”؟!، بل يبدو أن هناك عشرات “راجح” ينسلون فجأة من خلف الغيم وبغفلة من الليل ويفسدون أوراق الشجرة، يعبثون فيها، يمزقونها ، يمضغونها ثم يرمونها، هذه مهنتهم. ثم في الصباح يجلسون تحتها ويتباكون ويصرخون، من السارق؟ أبحثوا بين الضباب عن الحرامي. أو تفقدوها لعل اللص قد ترك ربطة عنق فوق أحد الأغصان، ساعتئذ نلقي القبض على رسم يشبهه.
رسم جر كاميرتي “للهلوسة” ودفعها للثرثرة والحكي مع حالها مريضة بالوهم!

اقرأ أيضاً: «الثنائي الشيعي والشيعي الثالث».. أعيش مأساة وغربة في بلادي

“ديون، رواتب، مصاريف خاصة، بدل تمثيل، أنهيار مالي، أزمة اقتصادية، عملة، ليرة لبنانية، دولار، صرافة، مصارف، فساد، رشوة، محسوبية، أملاك بحرية، تلزيمات، مشاريع وهمية، سفر، صالون شرف، طائرة خاصة، وفود رسمية للخارج، أدوية مشبوهة، مرفأ، مطار، صحافة السلطة، مجالس متعددة المصالح، تعويضات لممثلي الشعب منذ العام 1943 ولأولادهم وأحفادهم، رتب وسلالم، وسلسلة من ماء سلسبيل. قلت لكاميرتي بماذا ورطيني؟ أجابت لا تخف عيون الناس “شايفة” وقلوبهم بتعرف وعم ترجف خوف، ثم همست بأذني وقالت بهدؤ أنتبه! أنتبه! ما في ولا شريط كهرباء. ولا “جنس الفيول”، ولا حتى مبين طرف لباخرة موتورات، ما معقول كهرباء 24/24 ما في مشكلة، ماشية على العداد، يا حرام على الكهرباء شو ما الها علاقة بهذه الشجرة ابدا ما نشفتها هي ابدا ابدا. معقول أن تختفى كل هذه الأوراق معاً ودفعة واحدة، يا الله.. هل في هذه البلد كل شيء معقول؟ أو معقول أكيد؟ أو أنو ما في شجرة وأنا وكاميرتي “الملعونة” صارت عم تهلوس أيدها على قلبها كل يوم بتسمع خبرية عن أنو البلد رايح على انهيار وأنو في أزمة الله يستر، وأنوفي جوع جاي وفقر وتعاسة، دوخوها لكاميرتي بخبرياتهم… ولما شافت هذا المشهد هلوست وبلشت طحبش”.
لا أعرف لماذا استفزني هذا المشهد وخوفني وخفت، وضعت يدي على قلبي؛
أنا خائف…

(منعاً لأي تفسير للصورة غير ما قصدته كاميرتي
الصورة هي: “صورة رمزية” لحال الدولة وللوضع المقلق الذي نعيشه نتيجة الوضع الأقتصادي الصعب في لبنان.
لا علاقة للصورة بمصرف لبنان ولا تتناول الصورة أي مسؤول فيه أو المصرف هو المقصود. إنما صورة “رمزية إنتقادية للوضع العام الاقتصادي السياسي في البلد. وبالتحديد بوجه كل الطبقة السياسية).

السابق
اللبناني وإعلان كارلوس غصن
التالي
التيار الوطني: المسيرة مستمرة ولن يوقفها تشويه من هنا أو كذبة من هناك