حوار حول الواجهة البحرية في صيدا.. لا يتحول الى نقاش!

مرفأ صيدا
على الرغم من مرور أكثر من شهر على اللقاء الحوار الذي دعا إليه تجمع "عل صوتك" في بلدية صيدا مساء الخميس 28 شباط 2019 وحضره عدد كبير من المهتمين والاختصاصيين وتقدمتهم النائبة بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي.

لكن هذا الحوار لم يصل إلى مرحلة النقاش الذي قد يؤسس إلى قواسم مشتركة حول مستقبل الواجهة، بسبب اكتفاء ممثلي السلطات بطرح وجهة نظرهم والانسحاب من الجلسة بسبب الانشغال حسب تعبيرهم.

يبدو أن هذا الحوار كان ضرورياً كي يشق تجمع “عل صوتك” طريقه في محاولة لطرح موضوع اقتصادي له علاقة بمستقبل المدينة. حاول ممثل التجمع المهندس دندشلي أن يطرح مجموعة من الخيارات من دون أي إصرار على خيار محدد، وظهر من خلال مداخلته أنه حاول إظهار إيجابيات وسلبيات كل خيار من الخيارات المقترحة على ممثلي السلطات المحلية والوطنية كي يساعد أصحاب القرار على سماع آراء المواطنين واتخاذ القرارات المناسبة لمستقبل المدينة.

اقرأ أيضاً: الأملاك العامة في صيدا إلى زوال

في موضوع المرفأ، تساؤل عن الجهة المسؤولة عنه، وعن وظيفته، هل هو تجاري أم سياحي بعد أن تكاثرت الآراء حوله وأضاف متسائلاً: هل جرى إعداد دراسة جدوى اقتصادية لهذا المرفأ الهام، وما هو التوقعات حول حجم أعماله؟ وما هي فرص العمل الفعلية التي يمكن أن يوفرها وما هي نوع الفرص؟ وأشار إلى أن انعكاسات تنفيذ المرفأ في الموقع المحدد سيكون له أثار مدمرة على النسيج الاجتماعي في المدينة القديمة، ومن الناحية التجارية سأل دندشلي عن الصناعات المحلية القابلة للتصدير عبر المرفأ المذكور. مع العلم أن مداخيل المرفأ تذهب إلى الخزينة العامة من دون أي إفادة لبلدية صيدا. أما حول المساحة المردومة فقد تقدم بخيارات مختلفة مثل إنشاء منطقة تجارية حرة، منطقة تخزين نفط وغاز، ومنطقة اقتصادية خاصة مع جدول مقارنة.

أحد أعضاء تجمع “عل صوتك” أشار إلى أن المرفأ سيخضع لنظام المحاصصة الطائفية وأن المنطقة المردومة ستعطى إلى شركات خدمات للنفط والغاز وهذه لا تؤمن فرص عمل فعلية.

وجهات نظر ممثلي السلطات المحلية والوطنية لم تقدم أجوبة منطقية وعقلانية للاشكاليات التي طرحت في اللقاء واكتفوا بطرح عناوين عامة وشعارات حاول أحدهم تبرير بعض الأخطاء التي ارتكبت بحق المدينة مثل شق الطريق الساحلي الذي نفذ في تسعينيات القرن الماضي على الرغم من المعارضة التي طرحت في وجه المشروع آنذاك. وفي وجه الخيارات والأسئلة التي طرحها تجمع “عل صوتك”، اضطر ممثلو السلطات إلى استخدام وسيلة الهجوم في موقع الدفاع مثل: هل يستطيع أحد أن يلغي مرفأ صيدا التجاري؟

اقرأ أيضاً: «علَّ صوتك» تَجمع صيدا لمواجهة التحدّيات الاقتصادية

وهل يجرؤ أحد على تحمل مسؤولية إلغائه؟ ثم الدخول في تفاصيل تتعلق بعمق المرفأ القديم وعمق المرفأ الجديد، وتجاهل ممثلو السلطات اعتراض منظمة اليونسكو على فصل المدينة عن البحر وشطب مدينة صيدا من لائحة التراث العالمي. أما بخصوص الأرض المردومة فقد أصر ممثلي السلطة على استخدامها لشركات الخدمات للنفط والغاز.

واليوم وعلى الرغم من مرور أكثر من شهر لم تبادر الهيئات المسؤولة والمعنية بتقديم أجوبة جدية حول الواجهة البحرية، بل اكتفت بتقديم خريطة يتيمة وحيدة غير مرفقة بأي دراسة للجدوى الاقتصادية المطلوبة. ولم تدع أي من أبناء المدينة الاختصاصيين لنقاش وجهات نظرهم علناً ولمرة أولى تجمع المدينة على اختبار الخيار الأصوب لما فيه مستقبل أهالي المدينة وليس الخيار الأفضل لمصالح بعض أبناء المدينة.

السابق
الصور الأخيرة لـ«كارلوس غصن» قبل توقيفه..
التالي
حزب الله يستولي على الحقوق الشرعية وأموال البلديات