لهذا يجب «إعادة تأهيل الحالة الدينية في لبنان»…

منذ مدة سنتين يطرح العالم المحقّق عميد الخطباء الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي في محاضراته ومجالسه الحسينية في مختلف المناطق اللبنانية يطرح نظرية : " إعادة تأهيل الحالة الدينية في لبنان".

لقد أعجبني طرح الدكتور الشيخ ابراهيم العاملي يوم سمعت تأسيسه لهذه النظرية على معطيات واقعية، فالمتدينون يعانون من أزمة فعلية، والمجتمع الإيماني في لبنان يواجه غزواً فكرياً من كل اتجاه من قبل الأفكار والمفاهيم غير الدينية، وقد ساهمت وسائل التواصل إلى حد كبير في التحلل الأخلاقي والفساد السلوكي، يضاف إلى ذلك الضغوطات الاقتصادية التي دفعت كثير من المتدينين الى خلط الحلال بالحرام وتشريع الضرورة لأنفسهم في أكثر التكاليف الدينية، مضافاً إلى ذلك سيطرة غير علماء الدين الأكفاء على المنابر الدينية في المساجد والحسينيات والجمعيات والمراكز الثقافية ووسائل الإعلام والدعاية التي تُرصد لها إمكانات مادية وبشرية هائلة، ولكنها لا تؤدي دورها الرسالي في التوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يجب…

فالمحسوبيات والاستزلام الحزبي والسياسي هما سيدا الموقف في إشغال هذه المنابر الدينية، والعلماء الفعليون الممتلئون علماً مبعدون ومهمشون لأسباب سياسية منها محاولات السيطرة والنفوذ على كل المنابر والأبواق الدينية من قبل الأحزاب التي جعلت أصاغر طلبة الحوزة العلمية يتحكمون بهذه المنابر..

وقد انعكس كل ذلك على نسبة المتدينين الفعليين وعلى نوعية التدين، فالنفاق والكذب والزنى والسرقة الشرعية وغير الشرعية والغِيبة والعدوان والظلم وتعاطى المنكرات بأشكالها يجتاح البيوت المتدينة!

والدعاة المخلصون محقَّرون وكلمتهم غير مسموعة بسبب عمليات التشويه المنظم التي عاناها هؤلاء من الأحزاب التي نشرت الدعايات والإشاعات المغرضة ضد مئات الدعاة المخلصين لتجلسهم في البيوت وتخلو الساحة لها ولمحازبيها من المعممين الحزبيين غير الأكفاء، فكانت النتيجة وبمرور الزمن في العقود الثلاثة الماضية أن غدونا بحاجة لإعادة تأهيل الحالة الدينية في لبنان من الصفر، من إثبات وجود الخالق وما بعدها من مفردات العقيدة، ومن طهارة الماء وما بعدها من مفردات العبادات، ومن البيع المحلل وما بعدها من مفردات المعاملات.

وهكذا  فعلى القيمين على المنابر الدينية المتسلطين عليها المبادرة فسح المجال من جديد لفضلاء العلماء والخطباء للتصدي لمهمة التبليغ والإرشاد قبل وقوع الهيكل على رؤوس الجميع وبهذه الطريقة تتم عملية تحصين المجتمع الإيماني من الغزو الفكري والثقافي المعادي للأديان وفي طليعته الغزو الصهيوني.

فأفيقوا قبل فوات الأوان وقبل الإفلاس التام في لبنان والعراق وإيران .. اللهم قد بلغت.

السابق
بوتفليقة اعلن استقالته من رئاسة الجزائر
التالي
ماذا يحمل نتنياهو الى بوتين عشية الانتخابات الاسرائيلية وغداة الإغارة على حلب؟