ماذا وراء تَفَاقُر أمين المقاومة في المرحلة الراهنة ؟

السيد حسن نصرالله في مهرجان التحريري ٢٠١٧

يمعن أمين المقاومة في التفاقر كتدبير وقائي للالتفاف على تداعيات الحصار الاقتصادي الذي يواجهه هو وفريقه السياسي وداعمه المركزي في إيران وهو في كل لقاء يكرر ذلك منذ بدأت العقوبات الاقتصادية الأمريكية وتبعتها البريطانية وقد تتبعها الأوروپية والإفريقية بعدما سبقتها الخليجية حيث كان يصل لعوائل شهداء حزبه معونات من أثرياء الخليج بالرغم من كون نفقات هؤلاء كلها كانت مكفوله من داعمه الإيراني ، وإنما كان يستقطب بهذه الطريقة الأموال لتجميع الثروة ليُخبِّأ قرشه الأبيض لليوم الأسود .. وبعد التشدد الرقابي على تحول الأموال توقف هذا الرافد الخليجي بشكل شبه تام ، وإن كان ما زال يتدفق عبر بعض الجيوب من طريق بعض دول الخليج كسلطنة عمان والكويت ..
وبعد التشدد الأمريكي والبريطاني حُرم فريق أمين المقاومة السياسي من تبرعات غير مباشرة كانت تأتيه من بعض أثرياء أمريكا وبريطانيا على هيئة مساعدات إجتماعية وخيرية ومساهمات لعاشوراء بواسطة بعض الزوار المترددين للبنان وعبر التحويلات الجزئية المتكررة التي كان يتم توريدها بأسماء أشخاص غير متورطين بتهمة الإرهاب الدولية التي أُلصقت بكل الجسم الحزبي لفريق أمين المقاومة السياسي ..
وأما أفريقيا فهي أكبر مورد اقتصادي لجمع التبرعات لحزب ولاية الفقيه في لبنان وبطرق متعددة خصوصاً في أيام عاشوراء باسم الحسين عليه السلام حيث يتم جمع ملايين الدولارات الأمريكية وتورَّد عبر قنوات عديدة لمالية فريق أمين المقاومة السياسي .. فضلاً عن طرق أخرى لجمع التبرعات واستنزاف حقوق الفقراء الشرعية في الداخل اللبناني والحديث عن هذه ذو شجون يسمع لأجله أنين اليتامى والثكالى والمعدمين الذين لم يبقِ فريق أمين المقاومة لهم باباً ليطرقوه لسد حاجاتهم وجبر فقرهم فقد سيطر حزبه على كل منافذ المال في داخل لبنان التي يمكن أن تدُرَّ الخير على الفقراء والضعفاء بحيث لم يعُد هناك من مقصد يقصده هؤلاء بعدما سُدَّت في وجوههم أفواه السكك .. ورغم كل ما جناه فريق أمين المقاومة في العقود الثلاثة الماضية له الجرأة أن يظهر التفاقر ليثير النخوة لدى مريديه لجمع المزيد من الأموال الوقائية للحرب المستقبلية التي لن يتمكن فيها حزبه من أن يُعيد البناء أجمل مما كان .. وقد تغافل سماحته عندما يقول للهيئات النسائية في ذكرى ولادة السيدة الزهراء عليها السلام : ” إن عنوان المرحلة هو تجويعنا وإفقارنا عبر الحصار الاقتصادي ” تغافل بقوله هذا عن جرائم فريقه السياسي في تجويع وإفقار الآلاف من الشرفاء من علماء وشخصيات وازنة عمل فريقه على تجويعها وإفقارها بسياساته العدوانية من خلال منهج الإقصاء والنفي الاجتماعي ومن خلال إبعاد الناس عن التواصل مع هؤلاء عبر سياسة الدعايات المضادة والإشاعات المغرضة .. ولكن ما ينبغي أن لا يتغافل عنه أمين المقاومة هو أن الله يمهل ولا يهمل وأن دعاء المظلوم يستجاب ولو بعد حين فهل من معتبر بما حلَّ بالأولين والآخرين ؟

السابق
لوفيغارو: الارتباك يخيم على رموز المعارضة في الجزائر
التالي
تفحّص ماذا يقول موقع الشامة عن شخصيتك؟