سليماني يهدد بـ«حزب الله» و«حماس»!

احمد عياش

عودة قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني بالامس الى واجهة الاحداث في بلاده ينطوي على أهمية ترتبط بإحوال الجمهورية الاسلامية داخليا وخارجيا.لكن اللافت ان المسؤول عن التدخل الايراني الخارجي ،لم تفته الاشارة الى دور “حزب الله” وحركة “حماس” كمصدريّن لقوة طهران على المستوى الخارجي ،ما يطرح علامات إستفهام حول الهدف الذي يرمي اليه سليماني من وراء تحديد الحزب والحركة واجهتيّن للمواجهات التي تخوضها القيادة الايرانية ردا على الضغوط التي تعرضت لها ولا تزال، منذ إنسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي إبرمته الادارة الاميركية السابقة مع عدد من الدول الغربية مع العاصمة الايرانية.
في خطاب ألقاه في مدينة بابل شمال ايران اثناء تأبين قتلى “الحرس الثوري” الذين سقطوا في زاهدان أعلن سليماني “إن العالم الإسلامي اليوم بسبب وجود قوتين في لبنان وفلسطين يشعر بوجود قوة ردع قوية ناشئة من نهج الإسلام والثورة الإسلامية.”ودافع سليماني عن دعم “حزب الله” وحركة “حماس”، قائلا:” “النظام الصهيوني لا يجرؤ على مهاجمتنا بسبب أساس وجود ركائز صلبة مثل (حزب الله) و(حماس) في المنطقة”.

اقرأ أيضاً: اعتذر حزب الله.. لكن عن ماذا؟

بالطبع، لم يكشف سليماني سرا عندما يجاهر بعلاقات النظام الايراني مع الحزب والحركة اللذين، لا يكتمان أيضا ،وجود مثل هذه العلاقات.غير ان الجديد في الامر ،ان الجنرال الايراني يلمح الى وجود بحث في موضوع إنكفاء طهران عن التدخل في شؤون المنطقة عندما قال :”إذا خضعنا لاتفاق ثانٍ فسنضطر إلى تطبيق اتفاقيات أخرى…”
في قراءة مصادر ديبلوماسية عبر “النهار” ان هناك معطيات متداولة حول قناة حوار غير مباشرة قد فتحت بين طهران وواشنطن عبر بغداد التي تمثل المكان الوحيد في المنطقة الذي يستضيف الوجوديّن الايراني والاميركي معا سواء على المستوى السياسي ،أو على المستوى الامني عبر ميليشيا “الحشد الشعبي” الذي يرتبط بإيران وعبر قاعدة “عين الاسد” التابعة للجيش الاميركي.وعندما يتم الحديث عن العراق ، فسينتقل تلقائيا الى الحديث عن سليماني الذي هو الحاضر دوما في بلاد ما بين النهريّن التي تقع ضمن نطاق عمليات “فيلق القدس”.وفي هذا الاطار ،كشفت المصادر عن ان سليماني إنخرط في الاسابيع القليلة الماضية في الحوار غير المباشر مع الطرف الاميركي .
هل يمكن تفسير التشدد الذي أطل سليماني بإنه يعبّر عن فشل هذا الحوار، أو ظهور تعقيدات على مساره؟بالتأكيد، ان سليماني قال بصورة غير مباشرة ان التفاهم الايراني-الاميركي ما زال بعيد المنال. أما فيما يتعلق بلبنان فإنه، بحسب المصادر الديبلوماسية،منطقة النفوذ الايرانية الاساسية التي تتقدم من حيث الاهمية على سوريا والعراق.
هل نحن امام مرحلة جديدة سيتصدّر فيها “حزب الله” و”حركة حماس” المواجهة الايرانية عبر لبنان وغزة؟ كل التجارب السابقة تفيد ان إيران واجهت التحديات بلبنان وغزة.فهل ستكرر؟ لا شيء يمنع!

السابق
أبي اللمع ردا على باسيل: لماذا لا يعيد النازحين ما دامت الأكثرية معه؟
التالي
كولومبيا تفجّر منزل بابلو إسكوبار