ضوّ لـ«جنوبية»: تحذير السفيرة الأميركية من تزايد نفوذ حزب الله ينذر بالتصعيد

نوفل ضو
لم تكن زيارة السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد للرئيس سعد الحريري منذ أيام للتهنئة، بقدر ما كانت للمصارحة بالقلق الأميركي من تزايد دور "حزب الله"، لا سيما داخل الحكومة.

ذكر بيان السفارة الأميركية أن ريتشارد كانت “صريحة جداً” أثناء زيارتها للرئيس سعد الحريري فيما يتعلق بقلق الولايات المتحدة من الدور المتزايد في مجلس الوزراء لتنظيم يواصل الاحتفاظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة.

ريتشارد التي لم تذكر حزب الله بالإسم، قالت أن هذه الجماعة تواصل اتخاذ القرارات الأمنية الوطنية الخاصة بها، وتواصل خرق سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة من خلال المشاركة في صراع مسلح فيما لا يقل عن ثلاث دول.

وتعليقاً على هذا التصريح الذي أتى من داخل السراي الكبير، سأل منسق عام “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو في تغريدة على حسابه عبر “تويتر:”ماذا يعني كلام السفيرة الاميركية؟ الا يعني ان الحكومة هي حكومة حزب الله؟

واعتبر أن هذا التصريح يؤكد على سقوط نظرية ان “الوزير بكرافات” لا يستفز الادارة الاميركية ويخفف من موقفها المتشدد تجاه لبنان.

فهل فعلاً هذه الحكومة هي حكومة حزب الله؟

اقرأ أيضاً: بومبيو إلى لبنان قريباً: الساحة غير متروكة لإيران!

في حديث لجنوبية، قال ضو أن ما كتبه على تويتر كان توصيفاً للواقع كما هو، فعندما ينظر المجتمع العربي والدولي لهذه الحكومة على أنها حكومة حزب الله، أو على أن فاعلية وحضور الحزب يتنامى في هذه الحكومة، فهذا حكماً صادراً عن الشرعية الدولية والعربية، ونحن لسنا “نخترع البارود” عندما نقول ذلك.

وأضاف: “الطبقة السياسية التي شاركت حزب الله في هذه الحكومة، رفضت هذا الواقع، وصدر الحكم الدولي عليها بكل بساطة، فالمجتمع الدولي يقول أن لحزب الله في هذه الحكومة الكلمة الفصل، وبالتالي هذا توصيف للواقع بمعزل عن رأينا السياسي”.

وأكد ضو أن كل هذه المسيرة منذ انتخاب الرئيس ميشال عون الى اليوم، من شأنها أن تسمح لحزب الله بإحكام قبضته أكثر على المؤسسات الدستورية اللبنانية، وعلى مؤسسات الدولة بشكل عام.

ما هي تطمينات الحريري لأميركا؟

في هذا الشأن، رأى ضو أن طمأنة الأميركيين كان يجب أن تحصل قبل تشكيل الحكومة، وبطبيعة الحال، الرئيس الحريري عمل على شرح موقفه من هذا الموضوع، إلا أننا إذا عدنا الى البيان الذي صدر عن مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد هيل، في زيارته منذ شهر الى لبنان، نرى كلاماً واضحاً بأن للبنانيين الحق والحرية والمسؤولية لتشكيل الحكومة التي يرونها مناسبة، ولكن على ضوء هذه التشكيلة، على أميركا والمجتمع الدولي أن يقرروا كيف سيتعاملون معها.

وعن كيفية التعامل الأميركي مع لبنان بعد التشكيل، قال ضو: “علينا أن ننظر الى عملية التصاعد بالموقف الأميركي، بدءً من زيارة هيل الى بيروت الذي قرأ بها بياناً مكتوباً، بمعنى أنه كان يوصل رسالة وليس رأي، وصولاً الى تصريح السفيرة الأميركية من السراي التي بدورها أيضاً قرأت بياناً مكتوباً ينقل رسالة واضحة من حكومتها.

اقرأ أيضاً: هل سيعرقل حزب الله مشاريع «سيدر»؟

واعتبر ضو أن كل هذه المواقف، هي تحضير لزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المنتظرة الى لبنان، وأضاف: “في هذه المرحلة بالذات هناك شيء من التصعيد أو القسوة بالموقف الأميركي ينذر بتبدل طريقة التعامل مع لبنان، قد يكون بمواقف سياسية، أو من خلال الضغط أكثر على حزب الله وعلى البيئة السياسية المتحالفة معه.

وعن أجواء زيارة بومبيو التي قد تعني لإيران بأن الساحة اللبنانية غير متروكة لها، أشار ضو الى أن التصاعد بالموقف الأميركي لن يؤدي الى تصعيد عسكري أو أمني، ففي أسوأ الاحتمالات، ستتشبث بموقفها، مع امكانية زيادة الضغط السياسي على لبنان.

وأضاف: “لا أحد ينتظر من الولايات المتحدة مهادنة حزب الله خلال مواجهتها الواضحة والمعلنة لإيران”.

وعن ارتياح الحريري للجو الدولي رغم الموقف الأميركي، قال ضو أن للحريري حساباته كما لكل طرف سياسي آخر حساباته الخاصة، ويعتبر أنه يحاكي بشكل صائب الإعتبارات التي تفرض مواقف معينة، ولكن قد لا تكون حسابات صحيحة.

وأردف: “نحن نتمنى أن لا يتعرض لبنان لمشاكل إضافية نحن بغنى عنها في هذه المرحلة بالذات، ولكن لا يمنع بأن نكون حذرين جداً ولا نعتبر أن الأمور هذه سهلة جداً وعابرة، وأن لا نتجاهل حقيقة هذه المواقف العربية والدولية”.

السابق
طرابلس تحت المجهر: نحو خرق جديد لزعامة الحريري
التالي
قيومجيان: استحضار المجلس الأعلى اللبناني السوري من عمل الشيطان