هل تتجه إسرائيل وإيران نحو الحرب الشاملة؟

نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا لمراسلها أنشيل بيفر، يحذر فيه من انزلاق الأعمال العدوانية “العارية” إلى حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.

ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن إسرائيل وإيران تخوضان اليوم حربا مفتوحة في سوريا، لافتا إلى أن البلدين تخوضان حرب ظل قامت من خلالها إسرائيل باستهداف أهداف ثمينة لإيران ووكلائها، خاصة حزب الله، تغيرت في نهاية الأسبوع إلى مواجهة علنية.

ويلفت بيفر إلى أن إسرائيل وإيران قامتا بمواجهة صاروخية في وضح النهار يوم الأحد، وأعلنت إسرائيل، ولأول مرة، مسؤوليتها عن الهجوم على مواقع قالت إنها تابعة لفيلق القدس في الساعات الأولى من صباح يوم أمس.

اقرأ أيضاً: جهود العرب لإعادة تأهيل الأسد ستفشل

وترى الصحيفة أن الهجمات التي ينفذها كل طرف دافعها، على ما يبدو، الفراغ الموجود في سوريا، مشيرة إلى أن نظام بشار الأسد يبدو آمنا الآن، ويسيطر على معظم البلاد التي دمرتها الحرب، فيما خسر تنظيم الدولة معظم المناطق التي كان يتحكم بها قبل عدة أعوام.

وينوه التقرير إلى أن إيران انتهزت الفرصة لبناء قاعدة قوية لها في سوريا، وإكمال الهلال الشيعي، وهو عبارة عن ممر بري يمتد من طهران حتى البحر المتوسط، ويمر عبر العراق وسوريا إلى لبنان.

ويعلق الكاتب قائلا إن “إسرائيل استهدفت ما اعتقدت أنها مواقع إيرانية في سوريا دون أن تعلن مسؤوليتها عنها؛ أملا في أن تقوم روسيا والولايات المتحدة بردع القوة الإيرانية، ويبدو أن روسيا ليست ميالة لأداء هذا الدور، أما الرئيس دونالد ترامب فقد أعلن عن خروج (سريع وكامل) للقوات الأمريكية من سوريا، تاركا إيران وإسرائيل في مواجهة مع بعضهما”.

وتجد الصحيفة أن تكثيف النزاع سيترك آثاره العميقة، لافتة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخوض انتخابات تتركز على صلاحيته للحكم في ظل الملاحقات القضائية واتهامات بالفساد.

ويفيد التقرير بأن نتنياهو يريد أن يثبت للناخب الإسرائيلي أنه الشخص المناسب لقيادة إسرائيل في منطقة مضطربة مهما كانت الاتهامات الموجهة، مشيرا إلى أن هذا لا يعني أنه سيعلن عن حرب مع إيران، لكنه سيقوم بغارات جوية تدفع إيران للرد.

ويذكر بيفر أن العقل المدبر للاستراتيجية الإيرانية في سوريا قاسم سليماني، يواجه صراعا على السلطة، فمن جهة فإن الرئيس حسن روحاني يعارض تضييع المال على المغامرات الخارجية، إلا أن سليماني لا يزال يحظى بدعم من المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي، ويواجه سليماني من جهة أخرى معضلة، وهي أن قواته في سوريا تعرضت للإهانة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، ويريد نجاحا من أجل البقاء.

وتبين الصحيفة أنه في ضوء المواجهة الحالية بين إيران وإسرائيل فإن هناك مخاوف من أن تنتقل العدوى للدول المجاورة، خاصة لبنان، الذي يملك فيه حزب الله 100 ألف صاروخ طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى.

وتختم “التايمز” تقريرها بالقول إنه مع أن لا أحد من الأطراف يرغب في الحرب، سواء كانت إسرائيل أو إيران أو حزب الله، إلا أن الجميع يسير على منحدر زلق نحو الحرب الشاملة.

السابق
…وماذا عن الأنفاق التي لن تُدَمِّرها إسرائيل؟
التالي
خبراء: إيران لا تريد التصعيد وردها الأخير استعراضي فقط