«اللقاء التشاوري» يلملم «امتعاضاته».. وهاشم لجنوبية: التسوية الكاملة ستأتي بعدرا

اللقاء التشاوري
قاسم هاشم لجنوبية: "في التسويات ليس هناك منتصر أوحد، بل ينسب الانتصار للبلد كله، وذلك لما تشكله الحكومة من انتظام في عمل المؤسسات التي نحتاج إليها خصوصاً بعد انتظار سبعة أشهر قبل إعلانها".

كشفت التسوية الحكومية المرتقبة ما في خبايا “اللقاء التشاوري”، وظهر للعلن في الأيام القليلة الماضية ما يدحض كل الكلام عن التفاهم التام بين النواب الستة، وما إذا كانوا فعلاً هم من يقرروا خطواتهم، أو أنهم حليف لحزب الله يرتهن قراره بما يصدر عن الضاحية الجنوبية، بالاشتراك مع عين التينة.

بعد التسوية التي أدت إليها مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون، وبمعية مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، خرج اللقاء التشاوري مبشراً بنهاية العقبات، عبر النائب عبد الرحيم مراد، إلا أنه كان للنائب فيصل كرامي رأي آخر حيث قال اليوم قبيل اجتماع اللقاء التشاوري إن هناك عقبات ما زالت موجودة وهي رهن الساعات القادمة.

اقرأ أيضاً: خلاصة «الحكومة»: انتصار للحريري وهزة عصا للرئيس عون

ويبقى اللقاء العاصف كما وصفته وسائل إعلامية منذ يومين، إثر طرح اسم جواد عدرا لتمثيل اللقاء التشاوري، هو الأساس في كسر الهوة بين أطراف اللقاء، وكان النائب قاسم هاشم قد طرح اسم عدرا، ورد على الممتعضين من زملائه في اللقاء بقوله “يمتعضوا.. أنا حر”، مما استدعى التلميح إلى خيانة من قبل هاشم لزملائه.

وتعليقاً على الموضوع، قال هاشم في حديث لجنوبية، “إن هذا الكلام انتهينا منه، وكان هناك اجتماع للقاء التشاوري اليوم أوضح كل شيء”، وأضاف: “يلي بدو يتعلم الوفاء ويتعلم الأخلاق فيه يجي لعندي.. أنا عندي مدرسة”.

وبالعودة إلى أجواء التسوية الحكومية التي أدت إلى تنازلهم عن المطالبة بوزير من بينهم وبحقيبة وازنة من اختيارهم، قال هاشم: “كان من الواضح أن الوضع سيستمر على ما هو عليه، إذا تمترس كل فريق خلف موقفه، وكان بإمكاننا الاستمرار على موقفنا، لكن بعد اطلاعنا على تصنيفات لبنان اقتصادياً، والمخاطر جنوباً، رأينا أن وجود حكومة اليوم بات ضرورة لمواجهة التحديات وتحمل المسؤولية”.

وعن الكلام حول توجيه اللقاء التشاوري من قبل حزب الله وحركة أمل بالتراجع وبتسمية آخرين، شدد هاشم على أنه عند طرح التسوية، كانت تقتضي وضع أسماء مختلفة، شرط عدم إلزامنا باسم معين.

ورداً على سؤال عن إلزام أفراد اللقاء باسم جواد عدرا، قال: “نحن لا نلزم أصحاب المبادرة الذين هم من يتحمل مسؤولية اختيار الإسم، أي رئيس الجمهورية الذي سيختار من بين 3 إلى 6 أسماء”.

وعن قرب اختيار عدرا للتوزير، أكد هاشم أن التسوية حكماً يجب أن تكون مكتملة ولا داعي للاختباء خلف إصبعنا.

هل ستبصر الحكومة النور مساءً؟

في هذا الإطار أكد هاشم على تمنياته بحصول ذلك، لافتا الى بقاء بعض التفاصيل، وأنه لم يتم تحديد موعد لنواب اللقاء التشاوري في بعبدا، وعندما يتحدد الموعد فهذا يعني أن الحكومة ستعلن خلال ساعات.

وعن لقاء الرئيس الحريري، قال هاشم أنه سيحصل في بعبدا.

هل التسوية الحكومية انتصار للحريري أو لبري؟

في هذا الشأن أوضح هاشم أنه “في التسويات ليس هناك منتصر أوحد، بل ينسب الانتصار للبلد كله، وذلك لما تشكله الحكومة من انتظام في عمل المؤسسات التي نحتاج إليها خصوصاً بعد انتظار سبعة أشهر قبل إعلانها”.

وأضاف: “إذا كان هناك طرف يعتبر نفسه الرابح ويقول إنه الرابح فهو الخاسر، الكل خسر لمصلحة البلد”.

هل انتهت وظيفة اللقاء التشاوري؟

نفى هاشم الكلام المتداول عن كون اللقاء التشاوري شكل لغاية حكومية، وينتهي دوره حينها، وقال: “اللقاء التشاوري مستمر، وإن حصلت بعض التباينات في المواقف فهذا حال جميع الأحزاب أو الجمعيات أو التكتلات، وهذا أمر مشروع وطبيعي، وبالنهاية يؤخذ قرار موحد”.

هل جواد عدرا مقترح من بري عبر هاشم؟

في هذا الإطار، شدد هاشم على أنه لا شك أنه على من يعمل في الحقل السياسي، وينضوي تحت كتلة نيابية، ولديه خلفية سياسية أن يكون على بينة من كل ما يحدث من تطورات.

وعن اسم عدرا قال هاشم: “أعرف جواد عدرا منذ عام 2001، وأنا اقترحت من أعرفه، وحتى إذا كان غيري في اللقاء لا يعرفه، فهم اقترحوا أسماء خاصة بهم ولهم خيارهم”.

وأضاف: “لو كان الموضوع يتعلق بأحدنا كان الأمر ليكون مختلفاً تماماً، إنما مع وجود تسوية تقضي بتوزير اسم من خارج اللقاء، فذلك يوجب طرح أسماء عدة للاختيار من بينها”.

اقرأ أيضاً: هل يكرس دور اللواء إبراهيم عرفاً حكومياً جديداً؟

الحريري كسب الرهان.. وحزب الله كسر رغبة باسيل

على الرغم من أن الخلاصة الحكومية رست من خلال تسوية أخيرة بين الأطراف، إلا أنه لا يمكن نفي النقاط المكتسبة للحريري من خلال صموده، حيث حصل ما أراد، لم يوزر أحد الستة، ولم يؤخذ منه مقعداً يضاف إلى ذلك أن الاسم الأقرب للتوزير توافقي، كما أنه لم يجتمع بالنواب الستة في بيت الوسط.

أما فيما يخص دور الحزب، الذي فرض منذ يومين اسم عدرا على النواب الستة، فإنه لم يفلح بإلحاق الضرر بالحريري، إلا أنه قضم حصة التيار العوني وقضى على هدف الوزير جبران باسيل بالحصول على الثلث المعطل.

ولا ينفي أحد ارتباط الحلحلة الحكومية بالعوامل الخارجية، كاتفاق الحديدة، والقرار الأميركي بالانسحاب من سورية، تزامناً مع انفراجات حكومية في العراق أيضاً، إضافة إلى الدور الروسي البارز.ويبقى أن ننتظر ما ستنتجه الحكومة المرتقبة، وكم ستصمد إذا ما انققلت الخلافات السياسية إلى طاولة السراي الكبير.

السابق
بيروت مدينتي: أوقفوا هدم السور الروماني في الباشورة
التالي
أعمال صب إسمنت للعدو في مكان حفر الانفاق مقابل بوابة فاطمة استمرت حتى الفجر