جنبلاط وزاسبكين في ذكرى ميلاد «المعلم» يدعوان للإسراع بتشكيل الحكومة

بين كنيسة سيدة الدر ومسجد الامير شكيب ارسلان والضريح وقصر المختارة بباحاته الواسعة، شكّل المشاركون من الآلاف سلسلة بشرية مترابطة ظللتها الاعلام واللافتات والصور وبصعوبة شُقّت طريق وصول الشخصيات السياسية والحزبية والدبلوماسية والروحية الى القصر حيث استقبلها الزعيم وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط وافراد العائلة. لتنطلق قرابة العاشرة صباحا مسيرة شعبية ضخمة تقدمها رجال الدين الذين يمثلون كافة الطوائف الاسلامية والمسيحية، والزعيم جنبلاط يحيط به نجله النائب تيمور جنبلاط والسيدة نورا جنبلاط، وممثل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري النائب محمد الحجّار، ووزراء ونواب “اللقاء الديموقراطي” مروان حمادة، نعمة طعمة، اكرم شهيب، هنري حلو، بلال عبدالله، فيصل الصايغ، وائل ابو فاعور، هادي ابو الحسن. وعدد من الوزراء والنواب السابقين، الى جانب ممثلين عن عدد من الاحزاب والتيارات والفصائل الفلسطينية، ووفد كبير ضم نواب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وامين السر العام ظافر ناصر واعضاء مجلس القيادة والمفوضين ووكلاء داخلية المناطق والمفوضين ومدراء الفروع الحزبية.

ومثل شيخ عقل طائفة الموّحدين الدروز نعيم حسن قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم، وقضاة المذهب الدرزي ورؤساء لجان واعضاء المجلس المذهبي، ووفدين من الآباء يمثلان راعيي ابرشيتي صيدا ودير القمر للموارنة والروم الملكيين الكاثوليك المطرانين مارون العمّار وايلي بشارة حداد، ومن الطائفة القبطية برئاسة الاب رويس الاورشليمي، لفيف من رجال الدين المسيحين وسيّاد ومشايخ وأئمة من الطائفتين الشيعية والسنية واللقاء الروحي في لبنان، ووفدا كبيرا ضم الهيئات الادارية والتربوية والتعليمية والاهلية والطلابية في مؤسسة العرفان التوحيدية تقدمه الشيخ علي زين الدين، وحشد كبير من المشايخ الدروز.

كما حضر السيد مهدي الأمين ممثلا والده العلامة المفكر الاسلامي السيد محمد حسن الأمين.

ومع وصول مقدمة المسيرة الى باحة الضريح قرأ المشايخ الفاتحة عن روح صاحب الذكرى، ثم وضع الزعيم جنبلاط زهرة على الضريح وكذلك النائب جنبلاط والشخصيات المشاركة بينها ممثل الرئيس الحريري وباقي المشاركين.

بعد ذلك التقى الزعيم وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور جنبلاط رجال الدين المشاركين من مختلف الطوائف، وبعد كلمات تنويه بقيادته وحكمته في التعاطي مع القضايا السياسية والوطنية للحفاظ على الوطن وامنه واستقراره، شكر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط “المشاركين في احياء ذكرى ميلاد كمال جنبلاط الذي لو كان معنا اليوم لوضع زهرة لاجل لبنان ووحدته وسلامته وبهذه المناسبة نجدد أملنا في الاسراع بتشكيل الحكومة لاجل لبنان وهناك كما قال احدهم خصوصيات لم يتم التوافق حولها، انما المهم التنازل من الفريقين لاجل صالح لبنان”. وتوّجه الى رجال الدين “بحكمتكم ومحبتكم انشاءالله يستمر لبنان واهلا وسهلا بكم”.

جنبلاط 
وفي حديث تلفزيوني قال ” لو كان كمال جنبلاط بيننا لكان وضع زهرة على ضريح الشهيد اللبناني بالحركة الوطنية وعلى الشهيد الفلسطيني لاننا ناضلنا من اجل حق العربي والحق الفلسطيني”.
وتابع جنبلاط: “لبنان لم يمت .. كان الخلاف السياسي في الماضي ولا يزال إنما من غير نوع… أصبح هناك سلم اهلي واصبح وفاق إنما في مشكلة وزارة الآن”، مشدداً على ان “كل الشعب اللبناني عاقل”.
ولفت جنبلاط الى ان “هناك تراجعاً في الموضوع الاقتصادي لان الدولة لا تقوم بدورها الكافي” داعياً، الى اعادة توزيع الثروة.
وتعليقاً على الاحداث التي تجري على الحدود اللبنانية قال جنبلاط: ” انهم يكبرون الموضوع وينسون الارض اللبنانية المحتلة والانتهاكات الاسرائيلية شبه اليومية”.
وختم جنبلاط كلامه بالقول: مستمرون بالنضال السلمي والديمقراطي وكل لبنان بخير لكن اقتصادياً ليس بخير”.

السفير الروسي
ووصل الى الضريح السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين مع وفد من السفارة ووضع اكليلا من الزهر على الضريح بحضور النائبين تيمور جنبلاط ووائل ابو فاعور، والقى زاسبكين كلمة شدد فيها على “اهمية ومكانة العملاق الكبير كمال جنبلاط والذي كان جامعا للكل بين السياسة والعلوم والفلسفة وبالنسبة لبلدنا كانت متينة ومتطورة ونوعية وخلقنا جو الصداقة والتعاون الاستراتيجي المستمر حتى اليوم، ودائما نستفيد من وصايا كمال جنبلاط في كافة المجالات ولا سيما للقضايا البشرية والوطنية لكي تتغلب على الاعتبارات الفئوية والحزبية الخ… وهذا ما ندركه تماما اليوم في روسيا”.
وتطرق ردا على سؤال الى الموضوع الحكومي في لبنان، معتبرا ان “موقف روسيا يشجع الفرقاء للاسراع في تشكيل الحكومة لاننا ندرك الاهمية للامر المتعلق بمصير لبنان، وواضح للجميع المشاكل الكبيرة جدا التي تهدد الامن والاستقرار والاقتصاد، من هنا فان معالجة هذه القضايا جميعها موضوعة امام تشكيل الحكومة شيئ مطروح امام اللبنانيين وانا على قناعة انه قرار لبناني بغض النظر عما يحدث في المنطقة، وهو الهدف الذي نسعى اليه والمجتمع الدولي يجب ان يساعد ولكن المسؤولية الاكبر وفي هذه الظروف تقع على القوى السياسية اللبنانية”.
وعشية الذكرى كانت منطقة الجبل انيرت بالمشاعل النارية والشموع على شرفات المنازل ووسط الشوارع العامة، وجرى تنظيم مسيرات سيارة ومواكب جابت القرى وتالبلدات وهي تبث الاناشيد الوطنية والثورية، اضافة الى مسيرات شعبية الى ضريح كمال جنبلاط وهي تحمل الشموع والزهور.

السابق
روسيا اليوم: عميل داخل حزب الله سلّم خرائط الأنفاق لإسرائيل!
التالي
انفجار خزان مازوت على اتوستراد هادي نصر الله يتسبب بحريق هائل