الساعات السوداء التي سبقت تصفية أبو ذياب

محمد ابو دياب

يروي أحد العاملين في مستشفى الرسول الأعظم لـ”راديو صوت بيروت” تفاصيل ما حصل ليلة حادثة الجاهلية فيقول: وصل المصاب محمد أبو ذياب الى المستشفى في حالة غير مستقرة حيث كان قد فقد كمية من الدم لكنه لم يكن في حالة خطرة او حرجة فقد كانت إصابته حساسة ولكنها لم تصب أي عضو حساس باستثناء الاحتكاك البسيط بالكبد كما أن بنيته الجسدية وعمره لعبا دوراً إيجابيا في إصابته.

لم يكن فاقداً للوعي، ولَم يصل النزيف الى حالة حرجة، باعتبار أن كمية الدم التي فقدها لم تكن كبيرة. وعندما سأل الشخص الذي رافق ابو ذياب الى المستشفى الطبيب الذي عاينه عن حالته، كان الجواب انه محظوظ وان وضعه صعب لكنه لا يستدعي القلق واضاف اشكرو الله فَلَو مالت الرصاصة سنتمترا واحدا أو اثنين لا تلفت الكبد أو استقرت في قلبه. عندها قام المرافق بتطمين عائلته ورفاقه مؤكداً أنه سيعود قريباً إلى المنزل.

إلى هنا كانت الأوضاع طبيعية ولكن السيناريو الذي أعقب ذلك كان غريباً ومرعباً.

اقرأ أيضاً: بالصورة: تقرير الطبيب الشرعي حول مقتل ابو دياب

يقول المصدر أن مجموعة مؤلفة من 3 رجال وصلت بشكل مفاجئ وطلبت من الطبيب الذي عاين أبو ذياب وأجرى له العملية (التي تكللت بالنجاح) أن يسلم الملف لطبيب آخر حضر قبل المجموعة بدقائق.

وفِي هذه الأثناء كانت انتشرت أخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن وفاة ابو ذياب متأثراً بجراحه بحسب مصادر مستشفى الرسول الأعظم، الامر الذي استفز زميله الذي رافقه، ما دفعه الى تعميم تسجيل صوتي اكد فيه ان ابو ذياب بحالة مستقرة ولا صحة للإشاعات.

بعد ذلك بـ10 دقائق سمع المصدر نقاشا بين الطبيب الذي الذي اجرى العملية والأشخاص الثلاثة الذين حضرو، ومما سمعه ادرك ان النقاش يدور حول رفض الطبيب إعطاء حقنة لأبو ذياب، وارتفعت حدة النقاش ليخرج بعدها الطبيب متجهما ويغادر المستشفى تاركا أبو ذياب بين يدي الطبيب الجديد والرجال الثلاثة.

وبعدها طلب الطبيب الجديد من الطاقم الطبي الا يقترب احد من غرفة ابو ذياب. وبعد مرور نصف ساعة خرج الطبيب وبقي الرجال الثلاثة في الغرفة.

ولدى سؤال زميل ابو ذياب الطبيب المناوب الجديد عن حالته اخبره ان وضعه حرج وانه تدهور بشكل مفاجئ. وقال: فعلنا ما علينا والباقي على الله، لكن وضعه صعب وكبده متضرر بشكل كبير ويجب وضع عائلته بصورة الموقف.

يقول المصدر ان الرجال الثلاثة غادرو بعد حوالي 50 دقيقة. ومع خروجهم كان كل الطاقم الطبي المتابع يعلم ان ابو ذياب فارق الحياة. ولكن لم يسمح بتبليغ احد او نشر الخبر الا بعد ساعات.

يختم المصدر بالقول أنه عمل 15 سنة في المجال الطبي ولكنه لم يمر عليه، كما لم يسمع من زملائه قصة تشبه ما عاينه فيما يسميه الساعات السوداء التي سبقت ما يصفه بعملية تصفية أبو ذياب.

 

السابق
وزارة العدل الأميركية تقول ان «قاسم تاج الدين» أقرّ بدعمه لحزب الله
التالي
الرئيس عون يتجه الى توجيه رسالة الى المجلس النيابي الاثنين المقبل تتعلق بأزمة تشكيل الحكومة