السجال الأكثر تداولا بين المشنوق ووهاب

تستمر تداعيات حادثة الجاهلية لليوم الثالث على التوالي، ويتوسع اجتذابُ دوامتها مزيداً من السياسيين، كان آخرهم وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي خاض سجالاً كلامياً عنيفاً تحوّل الأكثر تداولاً على السوشال ميديا مع الوزير السابق وئام وهاب (إضافة إلى صور مرافقي وهاب المسلحين ببنادق M4 التي ادعى وهاب أن رصاصة منها قتلت محمد بو دياب وأن محازبيه لا يملكونها) المسؤول عن تسريب الفيديو المسفّ الذي كاد يفجر الساحة اللبنانية، وأخرج العداوات المستكينة من الصدور.
وكان المشنوق عرض صورة للقائه رئيس الحكومة سعد الحريري أمس في بيت الوسط، لإظهار عدم تأثّر العلاقة بين الرجلين بكلام كان وهّاب قاله في حديث تلفزيوني وجاء فيه: “لا تدفعني الى الحديث عن رأيك الحقيقي بسعد الحريري وطلبك مني في مكتب اللواء محمد ناصيف 5 ملايين دولار من إيران بهدف قيادة السنة في لبنان”، متحدثاً عن علاقة المشنوق بأركان النظام السوري بثينة شعبان واللواء علي مملوك وناصيف من دون علم الحريري، وأنه كان يطرح نفسه لديهم بديلاً منه، ومشيراً إلى أنّ المشنوق طلب منه إبان تشكيل حكومة الحريري الأولى، الاتصال بالسوريين لوضع فيتو على اسمَي اللواء أشرف ريفي والوزير جمال جراح من لائحة ثلاثية تضمهما إلى اسمه، لمنصب وزير الداخلية.
وفي تغريدات على “تويتر” وعد المشنوق: “سأردّ على وهاب بدقّة، في التواريخ والأحداث، وهو ما افتقده في حديثه عنّي”، ليأتي الرد في بيان عن مكتبه الإعلامي وفيه: “زرتُ سوريا علناً بين عامَي 2005 و2008 بصفتي كاتباً سياسياً عن السياسة السورية، وقابلت اللواء الراحل محمد ناصيف ونشرتُ رواية العلاقات الإيرانية – السورية من ألفها إلى يائها، وزرتُ اللواء غازي كنعان، فضلاً عن اللواء رستم غزالة، وكان معي في بعضها وئام وهّاب، آخر شخص في الجمهورية اللبنانية يستطيع دخول خط العلاقة بيني وبين الحريري، إذ لا مصداقيته ولا تاريخ اعتداءاته على هذا البيت السياسي، مكلّفاً ومتطوّعاً، يسمحان له بادّعاء الحرص. أما رأيي بسياسةٍ أو موقفٍ معيّن للرئيس الحريري فيشرفني أنه في السرّ والعلن واحد، كما في الاتفاق والاختلاف، وما أكثرهُ”. وتابع بيان المشنوق: “ما رأي وهّاب لو تبادلتُ موقفي من الحريري مع موقفه من بشّار الأسد وحسن نصر الله؟ إن باب مصعد منزله شاهد على ما أقول، لكنّني ما زلتُ حافظاً لأمانات المجالس”. وأكد المشنوق في بيانه: “بعد انتخابي نائباً عام 2009، زرتُ دمشق مرّة واحدة وأخيرة، بالتنسيق مع الراحل وسام الحسن، ومعرفة لاحقة من الرئيس الحريري، وقابلتُ اللواء علي المملوك والسيدة بثينة شعبان محاولاً رأب الصدع في مسيرة “السين سين” وفشلتُ”. وتابع المشنوق: “تخيل وئام طلبي بواسطته أموالاً إيرانية، في إهانة ليست لي فحسب بل لأهل السنّة في لبنان، فلو أنني جُننتُ وقبلتُ المهمة هل أتوقّع في قمة الجنون أن يقبل بها جمهور رفيق الحريري الذي لا يُشترى ولا يُباع ويدفع من دمائه وأرزاقه واستقراره ومستقبله منذ 14 شباط 2005؟ إن مواقفي من السياسة الإيرانية الموثّقة منذ 2005 لا تشجّعني على الطلب ولا الإيرانيين على التجاوب، فضلاً عن أنّني لم أتوسّط مع أحد بشأن تولي وزارة الداخلية ما عدا الرئيس الحريري، الذي قال لي إنه لو تولّى اللواء ريفي أو الوزير الجرّاح الداخلية فإنّ حقّي السياسي يصلني واختارني”. وختم المشنوق بالقول إن “لا شيء يحرّك وئام مثل التبرّعات، وكانت حجته حين سُئل عن سبب مهاجمته علاء الخواجة أنه دخل لبنان واتّصل بالجميع ولم يتّصل به، فقال لنشتمْه بركي حكي معنا. وطبعاً لا أظن أنه يريد من الكلام معه قراءة أفكاره”.

السابق
وئام وهاب يهاجم جنبلاط: كان ينتظر وصول جثتي في بيت الوسط
التالي
خواء انتصارات حزب الله أو الهزيمة النكراء