رسالة قاسية من 8 اذار لباسيل… ودمشق مستاءة

علي ضاحي

تؤكد اوساط بارزة في ​8 آذار​ انه لا يمكن السماح بأي شكل من الاشكال بضرب العلاقة مع دمشق او بهز التحالف بين المقاومة في لبنان وفلسطين مع سوريا وايران وخصوصاً في زمن الانتصارات التي يعيشها هذا المحور. وتشدد الاوساط على ان كلام رئيس ​التيار الوطني الحر​ ووزير الخارجية ​جبران باسيل​ من امام اللوحة التذكارية لجلاء القوات الاجنبية عن لبنان في ​نهر الكلب​ غير ناضج سياسياً ولا يمكن “بلعه” او هضمه او السكوت عنه ولو صدر عن حليف استراتيجي كالتيار الوطني الحر. وتقول الاوساط ان رسالة شديدة اللهجة وعالية النبرة وُجهت منذ ايام الى باسيل عبر قيادي في التيار وبإسم ​قوى 8 آذار​ التي رأت في مواقف باسيل المتكررة وخصوصاً لجهة توقيتها بأنها تسبب ضرراً كبيراً للغاية في صلب العلاقة بين لبنان وسوريا. وتستغرب الاوساط توقيت مواقف باسيل عن مساواة ​الجيش السوري​ بجيوش الاحتلال والانتداب عبر الازمان وخصوصاً الجيش الصهيوني وفي توقيت سيء للغاية استراتيجياً. فعلى بعد ايام من انتصار محور المقاومة وكل فصائل المقاومة في غزة على العدو الصهيوني وتكبيده هزيمة عسكرية وسياسية مدوية وفي ظل الانتصارات التي يسطرها تحالف المقاومة والجيش السوري على طول الارض السورية، يخرج باسيل ليحول الاعلام من انتصار غزة الى مواقفه المتسرعة وغير المسؤولة عن سوريا. وتقول الاوساط ان مواقف باسيل المتكررة باتت محرجة ومكلفة سياسياً وتسيء الى العلاقة الجوهرية والاستراتيجية والمصيرية مع سوريا ونظام الرئيس السوري ​بشار الاسد​ الذي ينتصر على عدوان تكفيري واميركي وصهيوني وخليجي واسع ويضع حداً لازمة تجاوزت السبع سنوات. وتشير الاوساط الى ان مواقف باسيل ورغم ما فيها من عدم “النضوج السياسي” الا انها تحمل في طياتها مواقف تجاه الشارع المسيحي وشد العصب والمزايدة على باقي القوى المسيحية وخصوصاً القوات اللبنانية كما تحمل رسالة ذات ابعاد مستقبلية ومتعلقة برئاسة الجمهورية الى كل من يهمه الامر اذ يقول باسيل للسعودية والاميركيين والاوروبيين انه مستعد لاطلاق مواقف وان يذهب فيها بعيداً الى حد “التطرف” لكنها تحمل في طياتها ايضاً عدم قطع “شعرة معاوية” مع سوريا وايران وقوى الممانعة. وتشدد الاوساط على ان لا يمكن لباسيل او لغيره ان “يحلم” برئاسة الجمهورية من دون موافقة ​حزب الله​ وسوريا وايران وقوى الممانعة فأي رئيس للجمهورية وللحكومة معاد للمقاومة لن يحظى برضاها وبالتالي لا يمكنه القفز فوق هذا الفيتو.

اقرأ أيضاً: حزب الله وترييف تيار المستقبل

وتشير الاوساط الى ان رغم الاستياء السوري الرسمي والسياسي البرلماني والشعبي من مواقف باسيل الاخيرة والمستهجنة والمستغربة، تسأل هل يحتمل باسيل مثلاً ان توقف سوريا عودة النازحين اليها والتي تتم بموافقة وتسهيل منها؟ وهل يحمل باسيل كلفة منع ​الدولة السورية​ للشاحنات اللبنانية من عبور المصنع و​معبر نصيب​؟ وهل يحمل باسيل كلفة ايقاف الدولة السورية لاستجرار الكهرباء الى لبنان منها؟

وعن مواقف الحكومة الاخيرة من منع الطائرات السورية بالتزود من الوقود في ​مطار بيروت​ وعدم دعوة سوريا الى قمة بيروت العربية الاقتصادية وانسحاب رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ من تهاني بعبدا بالاستقلال كي لا يصافح السفير السوري ​علي عبد الكريم علي​، ترى الاوساط انها خطوات سياسية ومواقف لا تليق بدولة حليفة لسوريا كلبنان وبات ضرورياً من فريقنا السياسي وما نمثل ان “يضرب” رجله في الارض ويحسم موقفه وان لا يقبل ان يكون موقف لبنان ضد سوريا موقف معاد وموقف خارج التيار والتطورات الجارية في سوريا ففي حين يزحف العالم الى دمشق لمصالحة الرئيس الاسد واعمار سوريا نغلق نحن اللبنانيون ابوابنا في وجه سوريا وفي خطيئة سياسية كبرى لا يجوز ان تستمر.

في المقابل تؤكد اوساط سورية دبلوماسية وجود استياء سوري كبير ومن اعلى المستويات من مواقف بعض القوى اللبنانية وخصوصاً من حليف كالتيار الوطني الحر فمواقف باسيل الاخيرة ازعجت السلطات السورية العليا رغم امتناع ​النظام السوري​ عن الرد المعلن والمباشر على هذه المواقف بشكل رسمي الا انه لن يدع ما قاله باسيل ان يمر مرور الكرام وخصوصاً انه يتعارض مع اتفاق الطائف ومع العلاقة التاريخية بين لبنان وسوريا ولا سيما ان وجود رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ في بعبدا يريح سوريا ورئيسها وتعتبر انه حليف استراتيجي لها ووقف معها في محنتها كما يقف مع المقاومة في لبنان. ولا تستبعد الاوساط السورية ان تكون الرسالة السورية للاحتجاج على مواقف باسيل قد وصلت الى عون عبر القنوات المختصة وفيها ضمناً المطالبة بالتوضيحات عن الغاية والتوقيت والمضمون.

السابق
التيار الوطني الحر يقيل نصور بعد ترشحه لـ«الصيادلة»
التالي
هاني فحص: وُلدت الى جانب شتلة التبغ وراديكاليتي حصنتني من خيانات كثيرة