مصالحة سعودية قطرية برعاية كويتية.. فهل ستنجح؟ وما دور الحريري؟

الكاتب السياسي راجح الخوري في حديث لجنوبية، "إن الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، لم تتوقف إطلاقاً، وحاولت دائماً وحتى من دون الإعلان عن ذلك أن تحفظ خطوط الرجعة، وأن تعيد جمع الأسرة الخليجية".

رسائل عديدة تظهر مؤخراً، تخرق جدار الجمود الذي يدور حول الأزمة الخليجية بين قطر وكل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين، كان أولها نبرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الإيجابية تجاه قطر في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”، وآخرها تصريح نائب وزيرالخارجية الكويتي خالد الجار الله عن أن القمة الخليجية المقبلة في الرياض ستعقد بحضور جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون، بما في ذلك قطر، فهل نشهد على مصالحة سعودية قطرية قريباً؟

فتح بن سلمان الباب أمام مساع جديدة لتبريد الأجواء مع قطر حينما استهل كلمته في مؤتمر دافوس بالرياض الى جانب الرئيس المكلف سعد الحريري، وولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة، بالحديث عن مستقبل الاقتصاد في المنطقة، وشمل بحديثه أن قطر أيضاً، وعلى الرغم من المشاكل الحالية، سيكون لاقتصادها دور في السنوات القادمة، مامهد للهجة جديدة في التعامل مع قطر.

اقرأ أيضاً: لماذا قاطعت دول الخليج قطر؟ وهل ستتحمّل الحصار؟

وفي الأيام القليلة الماضية، بعث العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز برسالة شفوية إلى أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مفادها الإعلان عن مشاركة جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في قمته المرتقبة في 9 كانون الأول القادم.

في هذا الإطار، قال الكاتب السياسي راجح الخوري في حديث لجنوبية، “إن الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية، لم تتوقف إطلاقاً، وحاولت دائماً وحتى من دون الإعلان عن ذلك أن تحفظ خطوط الرجعة، وأن تعيد جمع الأسرة الخليجية”.

وأضاف أن قطر مؤخراً “اعتمدت مبدأ الlow-profile، أي تجنبت إظهار ردات فعل قوية عن العلاقة بينها وبين الدول المواجهة لها، ففي بداية قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، شهدنا علو صوت قناة الجزيرة حيال القضية، لكن مؤخراً خفت هذا الصوت، فيبدو أن هناك خرقا ما يدور في الأفق، لا سيما أن أميركا دخلت على هذا الخط، بشخص رئيسها دونالد ترامب، الذي يريد إدراج الموضوع الخليجي ضمن ما يسمى “صفقة القرن” التي تتضمن تسوية لأزمات المنطقة بما فيها القضية الفلسطينية، وذلك لرغبته بالحصول على موقف خليجي موحد حيال هذا الأمر، وخصوصاً في ظل ما يشاع في هذه الفترة عن انفتاح خليجي على اسرائيل، بحيث شهدنا حضورا لمسؤولين إسرائيليين خلال بعض المناسبات التي جرت في دول الخليج”.

شرط أميركي على قطر

المسعى الأميركي لتوحيد الصف الخليجي مدرج حالياً على جدول أعمال إدارة ترامب، ففي ظل هذا الاهتمام، أكد الخوري أن لأميركا شرط مسبق على قطر، “يقضي بتوقف الأخيرة عن استخدام جماعة الإخوان المسلمين وأجنحتها، لمحاولة تدخلها في سياسات بعض العواصم العربية، ومنها مصروليبيا وبعض دول الخليج، وهناك مناخ قطري يوحي بأنها استجابت لهذا الشرط.

العقوبات الأميركية على إيران عامل أساسي.

في هذا الشأن، أوضح الخوري أن العقوبات الأميركية الاخيرة على إيران تشكل عاملا أساسيا مرتبطا بالملف الخليجي، لأن إيران “حاولت استغلال الانقسام الخليجي ودخلت بشكل قوي على الخليج، وتعد أحد أسباب هذا الانقسام، فلذلك فإن إعادة ترتيب البيت الخليجي، وخصوصا بعد العقوبات الأميركية، يخفف من التأثير الإيراني داخل الخليج و داخل قطر”.

وإلى جانب عامل العقوبات على إيران، أفاد الخوري أن الخلاف القائم بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول قضية تسليم الداعية التركي عبدالله غولن، ومحاولة تركيا استخدام جريمة اغتيال خاشقجي لابتزاز ترامب بالموضوع السعودي، يشكلان عوامل أساسية في هذا الملف، لا سيما أن تركيا دخلت على قطر ولها قاعدة عسكرية فيها. وبالتالي يعد تقليص دور تركيا وإيران في قطر هدفاً أميركياً قبيل حل الأزمة الخليجية”.

هل يحضر أمير قطر قمة الرياض؟

في هذا الإطار، شدد الخوري أن “لا موعد محددا لإنهاء الأزمة، إلا أن القمة الخليجية المقبلة التي ستعقد في الرياض، قد تشهد حضور الأمير تميم بن حمد، ما من شأنه أن ينتج مشهدية تنازل قطري في هذا الصدد، ولكن لا يمكن الجزم بهذا الأمر لأنه دائماً ما يُترك للحظات الأخيرة”.

اقرأ أيضاً: مسلسل الصراع السعودي – القطري…الى أين؟

هل هناك دور للحريري لحل الأزمة؟

خلال وجود الرئيس المكلف سعد الحريري في فرنسا، وحضوره ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى الى جانب قادة العالم، نشر الحريري صورة تجمعه بالأمير تميم بن حمد، ما أثار الكثير من الجدل حول ماهية اللقاء وإلى ماذا تطرق.

وتعليقاً على الموضوع، يعتقد الخوري أنه قد لا يكون له دور مباشر في حل الأزمة الخليجية، وأن اللقاء مع تميم يأتي على خلفية فهمه للمساعي الدولية التي تدور في هذا الشأن، في حين تعتقد مصادر سياسية أنه قد يكون للحريري دور في محاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة بحكم علاقته المتينة بهذه الأطراف إضافة إلى العلاقات الدولية مع الدول الداخلة على خط التسوية، الا أنه الأزمة المحلية لا سيما الملف الحكومي تشكل حاليا أولوية بالنسبة له.

السابق
دعوة لانتخابات تمهيدية ضد ترامب في 2020
التالي
استقالة ليبرمان تعكس ميلا إسرائيليا إلى المزيد من التطرف