تطبيع عربي علني مع إسرائيل ولكن هل إيران بعيدة عن هذه الأجواء؟

رأينا وسمعنا كيف تجولت وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف داخل مسجد الشيخ زايد مرتدية عباءة خليجية وغطاء رأس، وذلك ضمن زيارتها لمؤازرة منتخب إسرائيل للجودو الذي يشارك حالياً في بطولة “غراند سلام” الدولية في أبو ظبي، والذي فازفيها لاعب الجودو الإسرائيلي ساغي موكي بالميدالية الذهبية اللمسابقة، حيث تم لأول مرة في التاريخ عزف النشيد الوطني الإسرائيلي "هتكفا" في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي السياق نفسه، كانت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلطنة عُمان نهاية الأسبوع الماضي، مشيدا عبر صفحته “تويتر” بسلطان عمان قابوس بن سعيد واصفا اياه بأنه صاحب خبرة طويلة ومبهرة حيث كتب: “عدت يوم الجمعة من زيارة دبلوماسية تاريخية إلى سلطنة عمان حيث التقيت الزعيم العماني السلطان قابوس بن سعيد. إنه زعيم صاحب خبرة طويلة ومبهرة جدا. هذه هي الزيارة الأولى لإسرائيل في عمان منذ 22 عاماً، وهي تأتي على خلفية جهود دبلوماسية بذلتها خلال السنوات الأخيرة إزاء الدول العربية”.

اقرأ أيضاً: معنى زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان

يفسر بعض الخبراء تسارع خطوات التطبيع من خلال التركيز على ارتفاع وتيرة الصراع العربي الإيراني، الذي حلّ مكان الصراع العربي الاسرائيلي، وتاليا فإن لجوء عدد من دول الخليج العربي إلى خيار التطبيع مع إسرائيل، يأتي في سياق مواجهة إيران ومطامعها التي لا تنتهي في المنطقة، ولكن هناك قطبة مخفية، فسلطنة عمان التي يوجد لديها تمثيل دبلوماسي مع إسرائيل والتي أقدمت على استقبال نتنياهوتمتاز بعلاقتها الجيدة بإيران، فهل ينطبق عليها هذا المنطق؟

من ناحية أخرى فإنه إذا تمعّنا بالنظر نجد أن مجموعة من الاتفاقات غير مباشرة قد عقدت بين إيران وإسرائيل حول مستقبل درعا السورية في الأردن وبرعاية روسية، سمحت لحزب الله بالقتال والتواجد على الحدود الإسرائيلية بشكل مؤقت وذلك من أجل عودة جيش النظام السوري إلى الحدود مع إسرائيل.

وهذا ما يستوجب القول أننا نشهد تسابقا نحو التطبيع مع إسرائيل!

الكاتب الصحفي غسان جواد علق حول الموضوع وقال لـ”جنوبية”: الواضح أنه في السنوات السبع أو الثماني الأخيرة جرى تدمير ممنهج لهذه القوى العربية والإسلامية المتمثلة بسوريا والعراق من خلال استخدام سلاح الإرهاب، وتمت خلخلة القوى العربية المركزية التي كان من المتوقع أن تكون قادرة على الوقوف في وجه “صفقة القرن” أو التطبيع مع إسرائيل وما إلى ذلك”.

وأضاف جواد: اليوم موازين القوى تصب في مصلحة التيار التطبيعي، والتيار المتعاون مع إسرائيل في المنطقة. هذه الزيارات الاسرائيلية تأتي في هذا السياق.

غسان جواد

ويزيد جواد: الحرب السورية هي التي راهنت عليها إسرائيل، والحديث عن اتصال مباشر أو غير مباشر بين إيران وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة برعاية روسيا والأردن من أجل عودة الحدود لما كانت عليه والقبول بوحدات عسكرية لحزب الله وإيران قريبة من الحدود مع إسرائيل غير صحيح، روسيا دولة كبرى في المنطقة، وربما يكون لديها اعتبارات وعلاقات ومصالح، أما سوريا وإيران فموقفهما حازم بهذا الاتجاه”.

اقرأ أيضاً: زيارة نتنياهو إلى عمان: تمهيد إيراني للتفاوض حول العقوبات

ويختم: لم يكن هناك “ردّ بارد” من إيران على زيارة نتنياهو لمسقط، بل كان هناك إعلان امتعاض، ولكن بالمقابل، إيران تربطها علاقات خاصة مع عُمان، وبالتالي لديها الحق كدولة في التفكير بجزء من مصالحها بالخليج خصوصاً أن الدول الأخرى تناصب إيران العداء”.

وفي النهاية فان ما يجري من سوريا مع مئات آلاف القتلى الذين سقطوا بسبب تسلط النظام البعثي المدعوم من إيران، والحروب الشعواء الطائفية المتنقلة في المنطقة، جعل الحرب الحقيقية وصراع الوجود ينتقل وتتحوّل وجهته من القدس باتجاه دمشق وبغداد وصنعاء، والرياض وطهران.

السابق
اردوغان دشّن مطاراً من أكبر 5 مرافق في العالم!
التالي
سنة اللقاء التشاوري وكذبة الـ40%