حفل تخريج طلاب الجامعة الاسلامية فرع الوردانية

برعاية رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى رئيس مجلس أمناء الجامعة الشيخ عبد الأمير قبلان ممثلا بالمفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان احتفلت الجامعة الاسلامية في لبنان بتخريج طلاب الجامعة (خلدة) للسنة الدراسية 2017-2018  الدفعة العشرين في قصر المؤاتمرات في الوردانية، حضره الى رئيسة الجامعة ا.د. دينا المولى وأمين عام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الأستاذ نزيه جمول، حشد من الشخصيات والفعاليات السياسية والإجتماعية والدينية ورؤساء البلديات وممثلو الأجهزة الأمنية والأندية الثقافية والإجتماعية والرياضية واهالي الخريجين.

بداية كلمة ترحيب لعريفة الاحتفال د. هويدا شريّف، ثم دخول موكب الخريجين وموكب الرئيسة والاساتذة ، وآي من الذكر للقارئ محمد المؤمن والنشيد الوطني، القى كلمة المتخرجين الطالب مصطفى شمس الدين شكر فيها الجامعة رئيسة وادارة واساتذة على جهودهم وذوي الطلاب على سهرهم وتفانيهم.

والقت رئيسة الجامعة الدكتورة المولى كلمة استهلتها بالقول: منذ أسبوع ونحن نجول في رحاب الوطن من مدينة الشمس بعلبك إلى مدينة الحرف – صور مدينتي القسم لسماحة الامام المغيب السيد موسى الصدر، لنحتفل بتخريج دفعات من خيرة الشابات والشباب في اختصاصات متنوعة، يقفون امام أهلهم مرفوعي الرأس، يحملون بين أيديهم أمضى سلاح، سلاح العلم، هم أساس رقي المجتمع، المجتمع الذي ظلم أجيال منذ عشرات السنين وغلّف مناطقهم بالحرمان والظلم والتمييز ضمن الوطن الواحد،  ما كان هذا الأمر ليضعف عزيمة هامة كبيرة كهامة الامام الصدر، وهو رجل دين لا سياسي، لم يقف على المنابر طمعاً بمناصب بالية بالنسبة له، وهي أساس الوجود للسياسيين، رفض الواقع، ورفض الظلم فتحدّى الكل الى أن التف حوله كل المحرومين في الوطن، لم يبن ذلك على قاعدة دينية أو مذهبية، أو على خط سياسي جديد، بل على قاعدة وطنية، واعتبر أن لبنان هو وطن الأديان، والانسانية، ولكنّه كان يبحث عن العدالة بين كل مكونات لبنان وكان هدفه الانسان، لأن الانسان مكرّم في الديانات السماوية، ومفضل على كثير من الخلق، مخلوق في أحسن تقويم، من أحسن الخالقين، وهو مخلوق بِيَد الله والإنسان، هو الموجود الوحيد الذي شرفه الله بالعلم، ومن إمكانية السيطرة على سائر الموجودات، ولقد قال الإمام الصدر” كونوا في خدمة الإنسان، تكونوا في خدمة الله وفي خدمة النبي محمد والسيد المسيح”عليهما السلام وأن الدفاع عن الوطن، وعن كرامة الإنسان وعن حرية الإنسان، دفاع عن الله سبحانه وتعالى. هذا هو نهج المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المؤمن بالعيش المشترك والوحدة الوطنية، لأنها وحدة الأهداف، وبها يستمر الوطن، وهي السلام الأقوى، وأن حقوق المواطنين أمانة في الأعناق، من هنا كانت الرؤية الثاقبة، منذ أكثر من ستة عقود بالبحث عن كيفية محاربة هذا الظلم وبتلبية حاجات الناس على عدة أصعد ومنها التعليم العالي فأطلق فكرة إنشاء ” جامعة ” ووضعها في صلب قانون إنشاء المجلس عام 67 . ولم يستطع المجلس حينها من تحقيق هذه الفكرة أثناء الحرب وبعد جريمة العصر القاسية والمستمرة بإخفاء الإمام الصدر ورفيقيه.ولكن ومع إنتهاء الأزمة القاسية بادر الإمام شمس الدين إلى المباشرة والعمل لتحقيق الفكرة فأبصرت الجامعة الإسلامية في لبنان النور وكانت الإنطلاقة من مدينة الزهراء – خلدة ذلك الموقع الذي شهد هزيمة العدو الصهيوني على أبوابها فتحولت من شاهدة على الإنتصار إلى صرح علمي جمع بين أحضانه طلاباً وثقوا به.

إقرأ أيضاً: حفل تخريج طلاب الجامعة الاسلامية في الوردانية

واردفت الرئيسة المولى …أرحب بكم في هذا المجمع العلمي الكبير، وهل تعلمون أن الإمام الصدر قد اشترى هذه  الأرض منذ خمسة عقود ليبني عليها مجمعاً تربوياً ثقافياً للفقراء ضمن مشروع خيري يساهم في مكافحة حرمانهم من دخول جامعة؟ لم يفكر أنها للطائفة الشيعية بل لكل المحرومين من اللبنانيين، أرادها المجلس جامعة لكل الوطن دون تميّيز. وبهمة وعزيمة ورغبة سماحة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان إنتشرت على مساحة الوطن فكانت الوجهة إلى مدينة الحرف صور بمكرمة من رجل الوطن والمؤسسات دولة الرئيس نبيه بري أطال الله بعمره. وبعدها إلى مدينة الشمس بعلبك. وإلى هنا حيث نقطة الإلتقاء بين العاصمة والجبل والجنوب في المجمع الجامعي في الوردانية. مجمع عصري وحضاري يحاكي أرقى المواصفات العمرانية في مبان تعليمية مجهزة بأحدث التكنولوجيا، وأهم القاعات الرياضية وقصر المؤتمرات، حيث أنتم والذي تحوّل إلى مركز لتلاقي الجامعات اللبنانية والأوروبية والعربية.

وقالت: لقد كان لي شرف قبول المهمة وحمل رسالة الجامعة بثقة من دولة الرئيس نبيه بري وسماحة الإمام قبلان حفظهما الله ،هذه المهمة الكبيرة، وهي العمل على أن ترتقي الجامعة وأن تنافس على الصعد الأكاديمية والبحثية، كبريات الجامعات في الشرق الأوسط وإنني وبدقائق قليلة سوف أعرض مسيرة متواضعة أوصلت الجامعة في فترة قياسية إلى المحافل العربية والدولية وهذا المسار بدأ بوضع الرؤية العامة لعمل الجامعة وصولاً إلى الإنجازات التي حققتها. رؤية تهدف أولاً إلى تنمية شخصية الطالب لتصبح قيادية، متكاملة، مسؤولة تتحلى بمهارات التعليم والإبتكار وذلك من خلال ترسيخ جودة التعليم والبحث العلمي. وثانياً لتمكين طلابنا من المعرفة واكتساب المهارات على قاعدة شعارنا معرفة- قيم- ووطنScienca-Virtus-Patria. كل ذلك في سبيل نجاحهم في حياتهم وفي مجتمعهم وإنخراطهم في سوق العمل وبناء مستقبل أفضل. هذه هي الجامعة الإسلامية في لبنان، جامعتكم التي هي منكم ولكم، واستحقت تسمية جامعة لكل الوطن.

وتابعت… عملنا على وضع الجامعة الإسلامية في لبنان على خارطة الجامعات في لبنان، والدول العربية، والدول الغربية، حيث استطاعت هذه الجامعة الفتية بترؤوس رابطة جامعات لبنان بعد أن ساهمت بإنشائها، تلك الرابطة التي ضمت أرقى الجامعات اللبنانية والتي لها الموقع المؤثر في رسم سياسة التعليم العالي في لبنان. كما أصبحت الجامعة الإسلامية مستشاراً لوزارة الإقتصاد وتم توقيع اتفاقية التعاون في رئاسة الحكومة حول مواضيع عدة كالوساطة وحماية المستهلك والإقتصاد الأخضر والملكية الفكرية.كما تبوأ طلاب الجامعة المراكز الأولى في مباريات عديدة حول الهجمات السيبرانية بمشاركة أكثر من 70 جامعة من أنحاء العالم. وشاركنا في مباراة المشاريع الصناعية وريادة الأعمال. وأيضاً وبكل فخر في مباراة اللغة الفرنسية في جامعة الروح القدس – الكسليك وكانت لنا المرتبة الأولى، هذا على الصعيد الوطني.أما على الصعيد العربي فإن الجامعة اليوم تترأس المكتب التنفيذي لإتحاد الجامعات العربية والدورة 51 للإتحاد الذي يضم380 جامعة من 21 دولة عربية حيث يتم التنسيق بيننا في كل ما هو عائد للبرامج والمناهج والأبحاث المشتركة والإشراف المتبادل وورش العمل في كل الحقول الأكاديمية.وعقدنا العديد من الإتفاقيات مع جامعة طهران، وجامعة الشهيد بهشتي، وجامعة بغداد، وجامعة القاهرة، وجامعة دمشق. وكان آخرها مع جامعتي سلطنة عمان وأبو ظبي. وعلى الصعيد الدولي، نحن نترأس إتحاد الجامعات الفرنكوفونية Confremo الذي يضم 48 جامعة من 16 دولة، ويهدف إلى تبادل الأساتذة والطلاب وكل النشاطات العلمية والبحثية وتطوير المناهج، وعقدنا من خلال هذا الموقع الريادي والمتقدم إتفاقيات تعاون مع جامعات نيس، وليموج، وليون وباريس، ونحضر لإتفاقيات مع جامعات كندا وماليزيا، ونشارك بفعالية في البرنامج العالميErasmus+  وبرامج الوكالة الجامعية الفرنكوفونية AUF  لريادة الأعمال حيث نمثل لبنان في هذا البرنامج، إضافة إلى التعاون المثمر مع المركز الثقافي الفرنسي CCF. هذه هي الجامعة التي أقسمت وتعهدت بأن أصل بها من جامعة لكل الوطن لتكون جامعة يصل مداها إلى العالم .

وخاطبت الخريجين بالقول: إن المستقبل أمامكم والجامعة لن تترككم، فكل فريق العمل من أكاديميين وإداريين هم في خدمتكم،  فنحن ننظم دورات إعداد لدخول نقابة المحامين والقضاء وكتّاب العدل والوظائف العامة بدورات مجانية، نعم إنها مجانية بإشراف أهم الأخصائيين لمساعدتكم لدخول سوق العمل. نعم مجانية، لأننا جامعة لا تتوخى الربح، فنحن نقدم المنح والمساعدات عبر مكتب مركزي وفق معايير عادلة دون تمييز بالرغم من أن أقساطها هي الأدنى بين الجامعات الخاصة في لبنان. فبإسمي وبإسم الأساتذة والإداريين نهنيء طلابنا وأهلنا الأعزاء بهذا التخرج. لقد حققتم حلمكم الخاص وحلمنا ليكون علمنا في خدمة الوطن وطن العيش المشترك الواحد، وطن الرسالة، لأن الجامعة الإسلامية في لبنان حدودها الوطن والإنسان في كل زمان ومكان. عشتم عاشت الجامعة الاسلامية في لبنان عاش لبنان.

وألقى ممثل راعي الاحتفال المفتي قبلان كلمة قال جاء فيها: يقول أمير المؤمنين علي(ع):”العلم لقاح المعرفة، وطول التجارب زيادة في العقل”، ولأن الإنسان مصلحة الهية ومخلوق عزيز أراد الله له أن يتعلّم فكانت اول آية نزلت على نبينا محمد(ص) { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }، لأن العلم هو أن تغوص في الحقيقة، وأن تتعرّف على شتى مجالاتها التي تضمن مصالحك أيها الإنسان, وترقى بك الى المستوى الذي يليق بك كمخلوق اصطفاه سبحانه وتعالى لعمارة الأرض والتمازج معها من خلال البحث والمعرفة والاستكشاف, و”العلم احدى الحياتين” كما يقول أمير المؤمنين(ع)،  و”بالعلم تكون الحياة”.فالحياة بمقياس الطبيعة والرسالة السماوية ليست أكلاً وشرباً فحسب، بل هي معرفة وعلم وإنتاج وإبداع، لأن في ذلك تحقيقاً لذاتية الانسان ولمعنى وجوده، ولذا ورد عن النبي’ أن:” اعرفوا منازل الناس بالعلم”، وفي قوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.

وتابع سماحته… لقد أكّد الإسلام على العلم وحضّ عليه رسول الله(ص) وأهل البيت عليهم السلام، وقالوا فيه الكثير، جعله فرضاً وواجباً، واهميته أساسية في بناء الأمم وتطوير المجتمعات على قاعدة اكتسبوا العلم يكسبكم الحياة،  وكسب العلم هو بالتأكيد أكبر غايات هذا الصرح الذي يشدّد رئيسه سماحة الامام الشيخ عبد الأمير قبلان على ضرورة تطويره وتمكينه وتوسيع اختصاصاته على امتداد الأجيال، وفي كافة المجالات التي تفيد في بناء الإنسان واستنهاض الوطن، وهو ما يجب على أي سلطة أن تكرسه كأساس للتنمية والتربية الوطنية، وعلى قاعدة “لبنان من دون علم وتعليم كالجسد من دون رأس”، كما أن لبنان من دون أسواق استثمارية في العلم كالشجر بلا ثمر. نحن مع جعل لبنان بلد سياحي، لكننا لسنا مع سياحة الكازينو والفلتان ألاخلاقي والاجتماعي، فهذا لا يبني بلداً ولا يقيم وطناً، وتجارب السنين في هذا المجال مرهقة، من هنا نطالب بقيام بلد حقيقي وببناء دولة ومؤسسات وبتطوير نظام تعليمي يساهم في تربية الأجيال ويحميها من الجهل والتخلّف، لأن الجهل كما يقول امير المؤمنين :” مميت الأحياء ومخلّد الشقاء وأصل كل شر”،  وإلا فلسنا إلا بقايا وطن، كما ندعو الى وضع سياسة وطنية تربوية عامة وشاملة، تؤمّن التعليم المجاني وتعمل على بناء مؤسسات تربوية وتعليمية متطورة في كل لبنان وبخاصة في الأرياف والمناطق المحرومة. وفق مقولة الامام الصدر “أعطني جيلاً متعلّماً أعطك وطناً”، وعليه فإننا نطالب بتعزيز البلد ببرامج ومشاريع انتاج تتوافق والمشروع الوطني العام، عن طريق نظام تعليمي ناجح وإدارة سياسية همّها مصلحة الناس والأجيال، وإلا فسنبقى بلداً مكشوفاً يعيش على الاستيراد، ويؤدّي دوره الهشّ من خلال مديونية بلغت حدّ الكارثة، وموازنة تكاد تتحوّل إلى أكلاف إدارية وأجور موظفين؛ فيما الدولة غائبة بكافة مؤسساتها وإداراتها، إلا بالضرائب والرسوم العشوائية والفواتير الوهمية، ليس من أجل الإنماء وتأمين فرص عمل ومكافحة بطالة، بل من أجل خدمة الدين العام التي لامست عشرة آلاف مليار ليرة لبنانية، في ظل هيكلية سلطوية مأزومة، وأسواق مستنزفة، وواقع يكاد يتحوّل إلى تسونامي اقتصادي، فيما مأساة الناس تكبر، والفقر يكاد يطوّق أكثر من 65% من الشعب اللبناني.

وقال: أمام هذا الواقع الصعب والدقيق، وما يحيط به من حرائق وتحوّلات ومتغيّرات قد تكون ارتداداتها كارثية على لبنان واللبنانيين، ماليّاً واقتصادياً، لا نجد سوى من يضع العراقيل أمام تشكيل الحكومة، ويتشدّد في المطالب الوزارية وفرض الحصص، دون الالتفات إلى مصير البلد الذي بات على كفّ عفريت، ويستدعي استنفاراً وطنياً شاملاً يكون على مستوى التحدي، ويؤول إلى قيام حكومة إصلاح علمي وعملي، تديرها عقول تعني معنى الوطن والوطنية، وتفهم تجارب الأمم، وتدرك أن وطناً لا تطويراً علمياً فيه ليس إلا عفناً فحّت رائحته.وفي هذا المجال نقول لمن بيدهم تشكيل الحكومة، ألا يكفي هذا البلد ديوناً وجرائم وفظاعات وفشل، ومناطق محرومة، وبيئات اجتماعية مسحوقة، وفلتان لا حدود له! هل يجوز ترك البلد مكشوفاً بهذا الشكل رغم الحرائق والنزيف ولعبة حافة الهاوية!

وختم سماحته… إننا نطالب الجميع بتحمّل المسؤوليات، وتقديم التضحيات والتنازلات من أجل قيام حكومة وحدة وطنية، بمصالح وطنية، ورؤى وطنية، بعيداً عن منطق الغايات والارتهانات، وخارج إطار الحصص، لأن مراحل التقاسم والاقتسام والانقسام كانت مرّة، وأكّدت على أننا طوائف سياسية أكثر منها طوائف دينية، لأن الدين يبدأ بالمحبة والشراكة والأخلاق والتعاون على البر، فيما السياسة تبدأ وتنتهي بالفرقة والخصومات كالتي نعيشها اليوم.مبارك لكم، لكل من يساهم في هذه العطاءات، للإدارة، للأساتذة، للموظفين، للطلاب، على أمل أن نكون معاً قوة منتجة لوطن مقاوم، وبلد عزيز إن شاء الله تعالى.

وفي الختام سلمت الرئيسة المولى الخريجين شهاداتهم معلنةً تثبيتهم.

 

السابق
حزب سبعة: حملتنا نجحت بتخفيض فواتير المولدات في بلدة الشرقية
التالي
خمسة أشخاص أصيبوا في ملهى اميركي