بعد تصريح عون: باسيل يستعيد حلف 8 آذار والهدف…كرسي بعبدا

اجأ رئيس الجمهورية ميشال عون لذي لم يبلغ بعد نصف ولايته اللبنانيين بفتحه معركة الرئاسة وترشيحه للوزير وصهر العائلة جبران باسيل لرئاسة الجمهورية مع إعلانه أن باسيل في "رأس السبق".

فيما أشارت إحدى الصحف المحلية قبل يومين أن رئيس الجمهورية يؤمن حسبما ينقل عنه زواره ان “فتح معركة الرئاسة مبكرا “يعود ربما الى وجود شخص كجبران باسيل في رأس السبق”. وهو ما ينظر إليه كأنه تسليم من قبل عون منذ بداية الطريق إلى نيته توريث كرسي بعبدا لصهره وزير الخارجية، إلا أن اللافت هو فتح المعركة في هذا التوقيت بالذات، في خضم حرب الأحجام  الحاصلة في ملف تشكيل الحكومة. وقد ربط مصدر مطلع هذا الأمر بمعركة تأليف الحكومة بعدما اصبح جلياً ان ازمة التشكيل تتصل بأزمة الاحجام والأوزان  خصوصا على الجبهة المسيحية التي ستحدد هوية الرئيس المقبل.

إقرأ ايضًا: جبران باسيل: «رئيس الظل وحارس عهد الجنرال»

ولم يستبعد هذا المصدر أن تكون معركة الرئاسة فتحت في وقت سابق، مع بداية تنصّل باسيل من إتفاق معراب الذي أوصل الرئيس عون إلى بعبدا، وبعد الإنتخابات النيابية مع محاولته نسف التسوية الرئاسية في ضوء “الفيتوهات” التي يضعها في ملف التأليف ولعلّ هذه المواقف السياسية لباسيل بحسب المصدر هي رغبة منه للعودة بتحالفات التيار الوطني إلى المربع الأوّل وحصرها بـ “حزب الله” بعد النتائج التي أسفرت عنها الإنتخابات النيابية بنيل الحزب  وفريق “8 أذار” الذي يقوده الأكثرية النيابية الجديدة، وإدراكه أن الحزب هو من قادر وحده على إيصاله للكرسي الرئاسي اذا ما وعده، لذلك عمد باسيل الى التنصل من اتفاق معراب والإنسحاب منه بسهولة على الرغم من توقيع الرئيس عون عليه، وكذلك بالنسبة لابتعاده عن تيار المستقبل والرئيس الحريري على الرغم من حديث اقطاب التيارين عن تحالف سياسي واعد، ما سوف يسفر بالنتيجة عن عودة تشكيل معسكري 8 آذار مقابل 14 آذار، تكون الغلبة النيابية للأول الذي يتزعمه حزب الله حسبما اسفرت نتائج الانتخابات الاخيرة، ما يكرّس هيمنة حزب الله الذي عادت اليه الاغلبية في السلطة، وهو بطبيعة الحال سيقابل المعروف بمثله ويدعم حكما رئيس التيار الحر لمنصب رئاسة الجمهورية التي قد تُفتح معركتها قبل انتهاء الولاية الرئاسية بعد اربع سنوات كون الرئيس عون هرم ومتقدم في السن.

كما أشار المصدر إلى أنه “يتضح مع كلام الرئيس عون أن لا تمايز بالمواقف بينه وبين باسيل وهوما كان يشاع سابقا ، ليظهر أن عون موافق تماما على حراك باسيل من حيث التحالفات  التي يؤكد عليها والتي ينسحب منها عندما يشاء.

رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية»  شارل جبّور أكّد لموقع ” جنوبية” أنه “بالنسبة لـ “القوات اللبنانية” الموضوع الرئاسي غير مطروح والأولوية في هذه المرحلة لإنجاح عهد الرئيس عون من زاوية وطنية وليس من زاوية  شخصية، لأن نجاح العهد هو نجاح لكل اللبنانيين لأنه بذلك تتأمن جميع الظروف المؤاتية للشعب اللبناني على المستوى المعيشي والإجتماعي كذلك الإقتصادي”. وأكّد أنه ” من المبكرجدا الحديث عن الإنتخابات الرئاسية ، فربما المعركة الرئاسية تفتح آخر عامين من العهد وليس قبل أربع سنوات من إنتهاء الولاية”.

وتأسف جبور “لما ذكره عون في حديث صحفي عن أن  باسيل في رأس السباق الرئاسي، علما أن السباق هو الآن لإنجاح العهد وليس لخلافته”، كما توقف على المعلومة التي ذكرها الصحافي سركيس نعوم في مقالته “أن الرئيس بري كشف أن الرئيس عون فاتح “حزب الله”  بخلافة الوزير باسيل وان الحزب فضل تأجيل البحث في هذا الموضوع”، وتابع “بين ما قاله الرئيس عون وما كشفه الرئيس بري بالنسبة لنا الأولوية لا يجب أن تكون لخلافة العهد لأن التعارض بالأولويات تمنع تحقيق الإنجازات لأنها تحرف الأنظار عن جوهر الموضوع وهو إعادة النهوض لبنان”.

كما أكّد جبور أن “القوات ليست بموقع خلافي مع التيار الوطني، بينما باسيل هو من وضع نفسه بموقع مواجهة معنا وقد تحجج ببعض الملفات والعناوين للخروج من إتفاق معراب، ولكن نحن لا زلنا متمسكين بهذا الإتفاق ونحن لم نعارض العهد بأي موقف نحن ندعمه بالمواقف والعناوين الكبرى والوطنية الأسياسية لكن ملف الكهرباء على الرغم من أنه أساسي إلا أنه لا يمكن تقييم العهد من حيث الولاء له أو معارضته علما أن معظم المكونات في مجلس الوزراء كانت ضد ملف الكهرباء ونحن لن نتراجع عن موقفنا”.

إقرأ ايضًا: الياس الزغبي لـ «جنوبية»: مدرسة عون وباسيل واحدة.. والتعابير خارج قواعد الأخلاق غير مفاجئة

 

 

وعن الأكثرية النيابية الجديدة التي يقودها “حزب الله” أكّد جبّور أنه “نحن لا نعتبر أن ثمة أكثرية نيابية من قبل الحزب بل نعتبر أن الإنتخابات النيابية لم تسفر سيطرة أي طرف وحتى “حزب الله” غير قادر على إستخدام هذه “الأكثرية” التي يتحدث عنها، مشيرا إلى أن “14 أذار” لم تستطع إستخدام الأكثرية النيابية بدورتي   2009 2005، و”حزب الله” تمكن مرة واحد إستخدام أكثريته ودخل البلد بأزمة أمنية وسياسية الا انه عاد وتراجع عنها، وبالتالي البلد لا يقوم إلا على التوافق”. مشددا أنه لا يوجد أي عاقل يستطيع أن  يضع الجزء الأكبر الذي يمثل السنة وهو “المستقبل” أو “الحزب الإشتراكي ” الذي يمثل أكثر من 80% من الدروز أو “القوات اللنانبية” التي تمثل نصف المسيحيين وأكثر خارج المعادلة السياسية . وبالتالي نحنا لسنا في مرحلة إستخدام الأكثريات فضلا عن أن رئيس الحكومة يملك منفردا حق “الفيتو” بإستبعاد الملفات الخلافية عبر الإعتصام في منزله دون الدعوة لإنعقاد مجلس الوزراء وليحتملوا هذه المسؤولية”.  معتبرا “أن الكلام عن أكثرية نيابية لـ “حزب الله” هو بروبغندا”.

ورأى جبور أن  “باسيل يراهن على حلفه مع “حزب الله” لإيصاله لكرسي الرئاسة غير دقيق، بدليل أن الرئيس عون لم يصل إلى الرئاسة عن طريق “حزب الله” بل عن طريق الأخير والقوات والمستقبل وبموافقة الحزب الإشتراكي وبالتالي لا يستطيع أي رئيس للجمهورية الوصول إلى الرئاسة عن طريق ” 8أذار” فقط”، وشدد على أن “الوزير باسيل يخطئ في حال إعتقد ذلك، ومشكلته أنه يعود للمربع الأول الذي كان عليه العماد عون في البداية وليس على ما إنتهى عليه من جهة أن عون لأجل وصول للرئاسة حافظ على علاقته مع الحزب إلا أنه قرر إعادة نسج علاقات سياسية مع سائر الأفرقاء وإنتخابه جاء نتيجة توافق وطني وليس على قاعدة إنتصار “حزب الله” بديل الفراغ الذي دام لأكثر من عامين”.

 

 

السابق
رفض الباخرة التركية يتسبّب بإنقسام بين جمهوري أمل وحزب الله‎
التالي
ما حقيقة شراء المشنوق فيلا في ماربيا بقيمة 10 مليون دولار؟