اللقاء الثلاثي لم يعقد في بعبدا وأزمة تأليف الحكومة مستمرة

في ظل كباش سياسي على الحصص والأحجام في الحكومة العتيدة، تحول أمس الاحتفال بعيد الجيش إلى منبر لتوجيه الرسائل السياسية - الحكومية.

إغتنم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  مناسبة ترؤسه احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرجين في دورة “فجر الجرود”، لتوجيه رسائل سياسية – حكومية في أكثر من اتجاه، مؤكدا أن صوت اللبنانيين الذي تمثل في مجلس النواب، يجب أن ينعكس على تشكيل الحكومة العتيدة، وكلنا تصميم في هذا الإطار على ألا تكون فيها الغلبة لفريق على آخر، وألا تحقق مصلحة طرف واحد يستأثر بالقرار أو يعطل مسيرة الدولة إضافة إلى تمثيل كل المكونات في الحكومة دون تهميش أو إلغاء دوره، ودون احتكار تمثيل أي طائفة من الطوائف.  على أنه قصد في تشديده على رفض الاحتكار رفض ان يقتصر التمثيل الدرزي على النائب جنبلاط ، وهو ما يشير بالتالي إلى ان العقد الحكومية لا تزال على حالها.

إقرأ ايضًا: مصالحة بري – باسيل تبرد الأجواء بانتظار نتائج اللقاء الثلاثي

وحيث كان من المترقب أمس اللقاء الثلاثي بين الرؤساء عون – بري – الحريري إجتمع في خلوة على الواقف لم تمتد سوى دقائق ولم يتبعها لقاء في قصر بعبدا، بل ذهب كل في اتجاه، ما أكد الحديث عن التباعد بين الرئاستين الاولى والثالثة، لكن أهم ما في الامر هو تراجع الرئيس عون عن تلويحه بحكومة اكثرية  وهو ما كان قد نسب إليه أول من أمس، الأمر الذي أثار استياء في “بيت الوسط” وتمدد هذا الاستياء الى دار الفتوى استناداً الى مصادر متابعة.

إلى ذلك نقلت “الجمهورية” عن مصادر على خط الملف الحكومي  إنّ ثمة صعوبة جدية في صياغة حلول ومخارج للحكومة ربطاً بأربعة اسباب:

الأول، تمسك كتلة” لبنان القوي”، ومن خلفه رئيس الجمهورية، بحصة وزارية وازنة تناسب حجمه النيابي كأكبر كتلة في مجلس النواب. وهي حصة تزيد عن ثلث الحكومة.

السبب الثاني، تصلب  “القوات” على حصة وزارية  توازي حجمها المسيحي والسياسي والنيابي،  وبالتالي رفضها القاقطع أن تمثل  بنفس حجم تمثيلها في حكومة تصريف الاعمال الحالية، ما يعني انها مصرة على التمثيل بخمس حقائب ومن ضمنها حقيبة سيادية.

الثالث، الرفض القاطع للرئيس الحريري،تشكيل حكومة غير متوازنة، لا يتمتع فيها رئيسها بكل قوته المعنوية والسياسية، وهو ما يفسر عدم مجاراته لأي طرح المقصود منه إحداث اكثريات وزارية معينة من لون معيّن داخل الحكومة، تتحكم بمصيرها، وتجعل من هذه الأكثرية، كالـ”الثلث المعطّل” مثلاً، سلاح تهديد دائم عليها. عدا عن رفضه توزير اي شخصية سنية، خارج كتلته. إلا إذا كانت هذه الشخصية السنية من حصة رئيس الجمهورية ،  ونقل عنه  انه في حال وافق على توزير اي سني خارج اطار المستقبل، فعندئذ  الحريري في الحكومة لا يكون سعد الحريري”.

الرابع، إصرار جنبلاط  على حصر التمثيل الدرزي في الحكومة بالحزب التقدمي الاشتراكي، وعدم الموافقة على فرض الشراكة درزية عليه ، وهو ما  يسعى اليه التيار الوطني الحر بفرض توزير النائب طلال ارسلان عبر استحداث كتلة نيابية وهمية نوابها”.

إقرأ ايضًا: بحضور الرؤساء الثلاثة: الجيش اللبناني يحتفل بعيده ويخرّج دورة «فجر الجرود»

واللافت ما نقلت مصادر قريبة من الرئيس المكلف إلى “الجمهورية”، بأن الحريري اكد امام نواب في “كتلته”، “على رفضه القاطع  بأن يُهزم وليد جنبلاط، وهناك أطراف أخرى  تشاركه في هذا الأمر”. في اشارة غير مباشرة الى الرئيس بري، وهو ما تؤكده مصادر نيابية اشتراكية.

وكان اللافت عشية الإحتفال زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى بيت الوسط حيث التقى رئيس الحكومة المكلّف، في حضور الوزيرين ملحم الرياشي وغطاس خوري. وجرى خلال اللقاء استعراض آخر المستجدات السياسية ولا سيما ملف تشكيل الحكومة ومواقف باقي الأطراف في ضوء المطالبة بحكومة أكثرية ، ثم أقام الحريري مأدبة عشاء على شرف ضيفه جرى خلالها استكمال مواضيع البحث.

وذكرت مصادر مطلعة لـ “الأنوار” ان جعجع طلب من الوزير الرياشي زيارة القصر الجمهوري اليوم لعرض موقف القوات مع الرئيس عون من الطروحات الجديدة.

السابق
«إنهض» تستنكر مشروع الإرث الحضاري
التالي
ليبرمان: الجبهة السورية ستكون هادئة مع استعادة بشار الأسد للحكم الكامل