قمة ترامب – بوتين في هلسنكي والعالم يترقب

قمة هلسنكي المنتظرة ترسم حدودا جديدة لسياسة الولايات المتحدة بالتعاون مع روسيا. فكيف سينسق ترامب وبوتين الاتفاقات في ظل سياسة الكونغرس التي تتحكم بقرارات ترامب، وكيف سيكون المخرج للازمة السورية التي ينتظر العرب وضعها على سكة الحل؟

يلتقي اليوم كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في هلسنكي، عاصمة فنلندا في قمة يترقبها ليس فقط الروس والاميركيين بل العالم أجمع، والعرب أولا.

إقرأ أيضا: أصول «دونالد ترامب».. سورية أم ألمانية؟

ومن المعلوم ان العلاقات بين واشنطن وموسكو تميّزت طيلة قرون بالعداء، وكان الاشكال الاخير الذي فاقم الخلاف هو اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الاميركية الاخيرة، التي أتى ترامب على اساسها كرئيس للولايات المتحدة الاميركية.

وتعود اهمية هذا الاجتماع الى عدة اسباب، اهمها: ان العلاقات بين الرئيسين باتت تحت أعين الجميع، بحسب (بي بي سي عربي)، حيث ان تهمة التدخل الروسي في الانتخابات الاميركية بحسب المخابرات الأميركية بات شبه مؤكدة. وكان مردود ذلك اتهام ترامب للحزب الديموقراطي بتلفيق هذه المقولة بسبب خسارتهم الانتخابات.

حيث دعا ترامب الشهر الماضي إلى إعادة روسيا إلى مجموعة الدول الـ(7)، وكانت عضويتها قد علقت بعد ضمها لشبه جزيرة القرم. حيث وصف بوتين ترامب بالشخص الذكي، والكفوء.

ومن اهم الملفات التي ستبحثها القمة، هي: الحد من انتشار الأسلحة، ومسألة العقوبات الأميركية، خاصة تلك التي فُرضت على شخصيات وشركات روسية، بسبب قضية القرم، اضافة الى دعم الانفصاليين في أوكرانيا، ودور روسيا في الحرب السورية، ومطالبة بوتين بوقف واشنطن دعمها لاوكرانيا. اما بالنسبة للقضية السورية فإسرائيل تسعى الى ابعاد ايران وحزب الله عن جنوب غربي سوريا اي الجولان المحتل. وهو ما يسعى ترامب إليه.

ورغم كل التفاصيل، لا زال من الصعب توقع ما يريده ترامب من القمة، لان المحادثات ستكون مغلقة. والتركيز على القمة سيكون قويا بسبب تأثير نتائجها على العالم كله، لأن موسكو وواشنطن، كانتا دوما على طرفي نقيض حيال نزاعات وقضايا دولية كسوريا وشبه جزيرة القرم.

وتعود الخلافات بين الدولتين العظميين إلى الحرب الباردة ما بين (1945-1989) والعداء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا. وبحسب (آر. تي)، الروسية الناطقة باللغة العربية، ان المتحدث باسم الكرملين قال إن المحادثات بين ترامب وبوتين بخصوص سوريا لن تكون هيّنة او سهلة، بسبب كل من إيران الحليفة لموسكو، والنظام السوري، حيث لا يتوقع الطرفان أن تتوصل المحادثات الى انفراجات مهمة، ما عدا الاتفاق على إصلاح العلاقات المتدهورة على أبعد تقدير.

إقرأ ايضا: ترامب يبتزّ السعودية مجددا: المال… أو الانسحاب من سوريا!

وكان الرئيس ترامب قد صرّح لـ(سي.بي.أس)، إنه سيدخل القمة بتوقعات قليلة، وأن واشنطن لا تتطلع لتحقيق إنجازات كبيرة منها. كما ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لفت الى ان توقعاته مخفضة أيضا، وإنه سيعتبر القمة ناجحة لو توصلت الى اعادة خطوط الاتصالات التي انقطعت بين البلدين، لان فلاديمير بوتين يدرك أنه لا يمكن لدونالد ترامب رفع العقوبات عن روسيا، بسبب سياسة الكونغرس.

فجل ما يأمله بوتين هو التجميد غير الرسمي للإجراءات ضد بلاده، بحسب جريدة (الشرق الاوسط) السعودية. فترامب وبوتين يتشاركان في المصالح، لكن من الصعب إضفاء صبغة رسمية يلتزم بها الطرفان.

السابق
شكوى قضائية ضد كل من يظهره التحقيق بجرم المس بهيبة القضاء
التالي
جميل السيد يثير فتنة شيعية أم يقود توجها سوريا في البقاع؟