بيان حملة مقاطعة «إسرائيل» حول مهرجانات الأرز وشاكيرا

شاكيرا
صدر عن حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان البيان الآتي، ردًّا على حديث النائب ستريدا جعجع إلى موقع MTV: قرأنا حديثَ سعادة النائب ستريدا جعجع إلى موقع MTV بخصوص دعوة مهرجانات الأرز الدوليّة للفنّانة شاكيرا، بعيْد حفلتها في تل ابيب.

بدايةً، يهمّنا أن نُطمئن النائب جعجع إلى أنْ لا أساسَ لمزاعمها عن وجود “حملة ممنهجة للإساءة إلى المهرجان.” بل إنّ حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان، تحديدًا، حريصةٌ على إنجاح كلّ المهرجانات الفنيّة والثقافيّة في لبنان، وضمنها مهرجاناتُ الأرز الدوليّة بالطبع.

إقرأ ايضا: حفلة Tomorrow Land تطبيع مع اسرائيل أم تواصل فضائي؟

ثمّ إنّ عملَ حملة المقاطعة “ممنهجٌ” فعلًا… لكنْ ليس ضدّ مهرجانات الأرز الدوليّة (أو غيرها)، بل ضدّ الشركات الداعمة لكيان العدوّ، وضدّ المطبِّعين معه، وذلك منذ أن نشأت الحملة في العام 2002. وهذا يقتضي من حملة المقاطعة في لبنان عدمَ التغاضي عن أنشطةٍ تشكِّل رافعةً معنويّةً و/أو ماديّةً للكيان الصهيونيّ، شأن زيارة شاكيرا إلى الكيان الصهيونيّ سنة 2011، وشأن حفلتها المنويّ حصولها في تل أبيب في 9 تمّوز.

فالزيارة الأولى كانت سنة 2011 إلى مجرم حربٍ شهير، هو شيمون بيريز، الذي قتل 106 مدنيين لبنانيين على الأقلّ في قانا (18 نيسان 1996)، وكان أحدَ أبرز قادة الكيان العنصريّ الاستعماريّ الصهيونيّ، ومؤسِّسَ البرنامج النوويّ الإرائيليّ.

أمّا الزيارة الثانية، إنْ حصلتْ، فستُسهم في “تبييض” صفحة الكيان المجرم. ويزداد خطرُ هذا “التبييض” لكونه يجري في وقتٍ تزداد فيه عزلتُه العالميّةُ بسبب جرائمه ضدّ المدنيين الفلسطينيين، ولاسيّما عبر أسلوب القنص بالرصاص الحيّ، أثناء مسيرات العودة الكبرى، ربيعَ العام الجاري؛ وهي جرائمُ أدّت إلى استشهاد أكثر من 100 مدنيّ فلسطينيّ (بينهم 12 طفلًا)، وإلى جرح أكثر من 10 آلاف آخرين.

في المقابلة تقول جعجع إنّها وقّعت العقدَ مع شاكيرا قبل أن تعلم بحفلها في تل أبيب. الحقّ أنّ الإعلان عن حفل شاكيرا في تل أبيب جاء قبل الإعلان عن استضافة شاكيرا في مهرجانات الأرز. لكنْ لنضع ذلك جانبًا، ونسأل:
لماذا لم تطالبْ جعجع الفنّانة شاكيرا، بعد أن علمتْ بحفلتها في تل أبيب، بإلغاء هذه الحفلة، مثلما ناشدتها حملةُ المقاطعة في لبنان من قبل؟ هل كان ذلك سيسيء الى مهرجانات الأرز أو إلى لبنان؟ وهل مطالبةُ نائب لبنانيّ فنّانةً عالميّةً بألّا “تغنّي” لمن قتل عشراتِ الآلاف من الشعب اللبنانيّ وهجّر مئات الآلاف منهم منذ العام 1948 “تدخّلٌ” في حريّة هذه الفنّانة الشخصيّة؟!

أمّا عن قول جعجع إنّ مكتب المقاطعة في لبنان، التابع لوزارة الاقتصاد، يشدّد على عدم قيام شاكيرا قبل زيارتها إلى لبنان “بأيّة أفعال ماديّة أو معنويّة لمصلحة إسرائيل أو قيامها بأعمال الدعاية الواضحة والمتعمّدة لمصلحة إسرائيل والصهيونيّة…” فنسألها: ماذا تسمّي ما فعلتْه شاكيرا سنة 2011؟ أليس “فعلًا معنويًّا لمصلحة إسرائيل” و”دعايةً واضحةً ومتعمّدةً” لبيريز المجرم وكيانه المجرم؟

وكي لا نبقى في مجال التأويلات، فلنقرأْ ما قالته شاكيرا آنذاك:

“أنا سعيدة جدًّا لوجودي في إسرائيل لأنني أؤمن بأنّها المكانُ المثاليّ للحديث عن ضرورة جعل التربية أولويّةً. فإسرائيل كانت بوتقةً صاهرةً للثقافات طوال قرونٍ كثيرةٍ جدًا، وستبقى كذلك. في أغنيتي “واكا واكا” غنّيتُ كيف أنّنا كلّنا أفريقيا. اليوم أريد أن أقول إنّنا، كجزء من الحضارة الغربيّة، ورثةُ ثقافةٍ إبراهيميّة، وورثةُ روحٍ صيغتْ ههنا؛ إذن نحن كلّنا إسرائيل أيضًا.”

وقالت أيضًا أثناء مشاركتها في المؤتمر الرئاسيّ الإسرائيليّ ذلك العام:
“لديّ احترام، وعاطفة كبيرة، تجاه هذا البلد [إسرائيل]، وشعبِ هذا البلد. أنا سعيدة بوجودي في إسرائيل، الأرضِ التي كانت وما تزال أمَّ الحضارات وأمَّ الروحانيّة زمنًا طويلًا جدًّا.”

وماذا تسمّي النائب جعجع ما تنوي شاكيرا أن تفعله في تمّوز في تل أبيب؟ ألا يندرج ضمن “الأفعال الماديّة” الداعمة للاقتصاد الإسرائيليّ والسياحة الإسرائيليّة؟ أوليس، أيضًا، إغفالًا متعمّدًا، تحت رداء “الفنّ”، لقتل المدنيين في غزّة بشكل خاصّ، وفي فلسطين بشكل عامّ؟

النائب جعجع في تصريحها إلى MTV لا تحترم عقولَ المتابعين. نأمل أن يتنبّه مكتبُ المقاطعة إلى ذلك، وأن يتنبّه المواطنون في لبنان إلى ذلك أيضًا.

إقرأ ايضا: حملة مقاطعة داعمي إسرائيل

أمّا حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان فستواصل ضغطَها، عبر حلفائها العالميين والفلسطينيين، من أجل إلغاء شاكيرا حفلَها في تل ابيب. وهي تودّ أن تُخبر اللبنانيين وأنصارَ المقاطعة أنّ أصداءَ الدعوة قد بلغتْ، حتى اللحظة، عشراتِ آلاف المتابعين في العالم، ولا سيّما في فلسطين وكولومبيا. كما أصدرتْ حملةُ المقاطعة في فلسطين بيانًا وقّعته عشراتُ المؤسّسات الثقافيّة الفلسطينيّة تطالب شاكيرا بما تطالبها به حملةُ المقاطعة في لبنان.

كنّا، وما زلنا، نأمل ان تصغي النائب جعجع إلى الحملتين، اللبنانيّة والفلسطينيّة، وإلى الحملة الكولومبيّة، وإلى حملاتٍ عالميّة أخرى، فتنضمَّ إلى دعوة شاكيرا لإلغاء عرضها في تل ابيب، بدلًا من أن تلجأ إلى حججٍ وتبريراتٍ لن تُقْنع كثيرين.

السابق
السفيرة الأميركية في حفل تدشين مخفر «الشرطة المجتمعية» المُجدد في الأشرفية
التالي
عميد رؤساء البرلمانات: بريّ للمرة السادسة