لا ثبات ولا أمان دون الفيدراليّة

هل ان حل أزمة لبنان بالفدرلة؟

إستفاق مسيحيّو لبنان يوم السابع من أيّار على حالهم، كما كانوا صبيحة السادس من أيّار وأيّام وأشهر وأعوام وعقود ما قبل هذا التاريخ.

هل خالوا بنشوتهم الإنتخابيّة أنّ الخطر الوجوديّ المحدق بهم قد زال إلى غير عودة بفعل من فاز هنا أم هناك؟ هل وضح لهم أنّ مصيرهم الوجوديّ غير مرتبط بلمّ النفايات أو معالجة مشاكل السير أو الفراغ في هذا الموقع الإداري أم ذاك؟

لا بدّ من العودة إلى أرض الواقع المرير بعد عمليّات الفرز والعدّ والسجالات العقيمة، بغية الوعي بأنّ الوعود التي قطعت لهم لن يجنوا منها الإستقرار.

وهي ذاتها التي أضحت أكاذيب وأضاليل منذ تأسيس شبه الدولة وإكتنافها بشعارات الميثاق والصيغة الفاشلة.

إنّ المقوّمات والمسوّغات لإستمرار مسيحيّي لبنان لم ولن تكون يوماً مرتهنة بزعيم أم قائد ملهم أم ملّة، أيّ كان. كما أنّ ضمانهم لم ولن يكون يوماً مرتبطاً بجهة إقليميّة، سعوديّة كانت أم إيرانيّة، ومن يمثّلها في الداخل من الطوائف السنّيّة أم الشيعيّة. كلّ تلك عمليّات إستقواء ظرفيّ آنيّ لطالما إنتهت بإستنزاف من لجأ إليها من القيادات المسيحيّة وتلخّصت بإغداق المغانم على هذا أو ذاك دون صون المصلحة المسيحيّة.

خلاص المسيحيّين هو بوعيهم أنّ المعضلة هي النظام وليست السلطة.

تتالت السلطات وتغنّى المسيحيّون تارةً بعظمة تلك وأمجادها ليتبرّوا فيما بعد من غيرها متباكين على من سبقها. فهل حُلّت مشكلتهم؟

إقرأ ايضا: الخطاب المذهبيّ.. وسيلة السياسيين اللبنانيين نحو البرلمان

دقّت ساعة حمل مسؤوليّة إعادة النظر بالنظام، فلا ثبات ولا أمان دون الفيدراليّة. هكذا ننتهي من المناكفات العقيمة حول من يرأس ومن ينفّذ، من يوزّر ومن يعيّن، متطلّعين نحو فجر إتّحاديّ يضمن الإنماء ويخرجنا من دوّامة التناسي والتكاذب.

 

*رئيس منتدى الشرق للتعدّديّة

السابق
مأساة لبنان: هذا ما يعنيه الانفصال عن نظام المصالح العربي
التالي
عن طقوس الموت الفلسطيني