انتهت الانتخابات.. بدأت المبارزات

الانتخابات النيابية اللبنانية 2018
فور انتهاء الانتخابات النيابية قامت ثنائية الفساد والسلاح باستعراض للعضلات في شوارع بيروت بغربها وشرقها بإرسال مجاميع من الحثالات على دراجات لإهانة العاصمة وإهانة مؤسسات الأمن كلها وإهانة الدولة والقضاء ناهيك عن حفلات إطلاق النار العشوائي.

شعر رئيس الجمهورية بأنها إهانة او طعنة لرئاسته أولاً خصوصاً ان شعارات او هتافات هذه المبارزة او الغزوة كانت تهدف الى تغيير هوية العاصمة من عاصمة العرب المتألقة بالحرية والثقافة الى هوية مذهبية متخلفة ومنغلقة لا تثير سوى الاشمئزاز والاستفزاز لدى اي لبناني او اي شخص عرف العاصمة او عاشها وأحب مزيجها وألوانها.
جاء رد عون على هذه المبارزة فورياً ولماحاً عبر توجيه صفعتين قويتين الى نبيه بري المزمن في رئاسة مجلس النواب منذ خمسة وعشرين عاماً وذلك في كلمته الى اللبنانيين للتهنئة بإنتهاء الانتخابات.

إقرأ أيضاً: نبوءة المشنوق: 45 ألف صوت… وفوقهم أوباش في شوارع بيروت

الصفعة الاولى جاءت عندما قال عون انه يريد ان يستعيد المجلس النيابي دوره التشريعي والرقابي وهذا أوضح اعتراف وإقرار بان المجلس وخلال اكثر من خمسةوعشرين سنة كان فاقداًلدوره التشريعي والرقابي اي كان فاقداً للأهلية وليس اكثر من ديكور داخل النظام وهذا ما يضع نبيه بري موضع التشكيك والمساءلة حول دوره طوال هذه السنوات العجاف.
الصفعة الثانية جاءت عندما قال الرئيس انه يريد استكمال تطبيق اتفاق الطائف وهي إشارة الى ان بري ومجالسه يُسجّل عليها التقصير الفادح في استكمال تطبيق اتفاق الوفاق الوطني طوال ربع قرن وهو تقصير يوازي الجريمة في حق الوفاق والعيش المشترك وعملية تطوير الدستور وتطوير الحياة العامة والنتيجة المباشرة لهذا التقصير هي التخلف الذي يعيشه البلد وتعيشه بقايا مؤسساته.
مبروك لعون صراحته ويبدو ان إنجازات العهد ستبدأ بوضع اليد على ملف تعطيل وشلل مجلس النواب الذي قام به بري طوال خمسة وعشرين عاماً خدمةً للوصايةعلى لبنان وخدمةً للمحاصصة في لبنان.
بري لن يرد على مبارزة عون حالياً لأنه يريد تمرير استحقاق انتخابه رئيساً للمجلس للمرة السادسة لكنه سيرد بالتأكيد في استعراض عضلات جديد بعد انتخابه بقرار من حزب ايران.

إقرأ أيضاً: بالأرقام: الأصوات التي حصل عليها الفائزون في الانتخابات النيابية 2018

كيف سيكون الرد؟ ربما بغزوات جديدة على بلدة الحدث او على مركز التيار في ميرنا الشالوحي او مدينة بعبدا الهانئة بوجود القصر الجمهوري فيها.
اما الصفعة الاخيرة لبري فتأتي من الطائفة الشيعية بأكملها وهي تسأله لماذا قصّر وغفل وسكت طوال خمسة وعشرين عاماً عن تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية المنصوص عنها في اتفاق الطائف والمُناط تشكيلها بالمجلس النيابي. بري يحاول ان يراوغ الطائفة بالحديث يومياً عن إلغاء الطائفية والعمل فعلياً على ترسيخ الطائفية والمذهبية كما فعل في قانون الانتخاب الأخير وهو اكثر القوانين تخلفاً ومذهبية وتقسيماً للبنانيين لمصلحة الوصاية وسلاحها واموالها.
اكثر ما تحتاجه الطائفة الشيعية هو قيام دولة تحررها من الميليشيات والحثالات وأكثر ما اراده ويريده الثنائي السوري- الإيراني هو تهديم كل ما تبقى من الدولة.

السابق
إيران سترد على «رذالة» أميركا في لبنان فهل سيسبقها عون  بالاستراتيجية؟
التالي
فيلق القدس الإيراني هو الهدف الإسرائيلي