كم هو مضر علي الأمين!

راشد فايد

أبرز استنتاج يخرج به متابع وقائع الاعتداء الميليشياوي على الزميل علي الامين هو أن “ضرر” الأخير على “أهالي” “حزب الله” أشد إيلاما ووقعا لديه مما يتركه معارضوه التقليديون، طالما ان الجهة الأخيرة ليست من المذهب الغالب على بيئته، وتتعاطى معها من خارج، وبلغة تماشيها في اثارة النعرات الرخيصة في أغلب الأحيان.
يقول الاعتداء ان الانتخابات الآتية مقبولة لدى الحزب طالما “تصون” “نتائجها” المتوقعة، هيمنته على “البيئة الحاضنة”، وتسمح بتمكينه من المقاعد الـ 27 النيابية، المقررة للطائفة الشيعية ، واذا كان له، ولشريكه في الثنائية، ان يفقدا مقعدا شيعيا في دائرة ما، فذلك لا يكون، أو لن يكون الا محتسبا، وإلا ُعد الامر خلخلة في جدار الهيمنة على الطائفة وعلى الدولة اللبنانية. فاللاشرعية التي يمثلها الحزب في الحياة اليومية للبنانيين، تجد في هذه الانتخابات فرصة للامساك بالشرعية النيابية كرداء تستتر به لتحويل لا شرعيتها المسلحة الايرانية الى شرعية “وطنية” “متنوعة” يموهها فوز مرشحين حلفاء من طوائف أخرى.

إقرأ أيضاً: علي الأمين.. ضحية جديدة لفائض قوة «حزب الله»

قد لا يكون حظ علي الأمين في الوصول الى مجلس النواب موفوراً، على عكس حظه في التوجه الى الناس في قراها وبيوتها، في الجنوب، بلغة غير لغة تزيين الموت، وتبخيس الحياة قيمتها، فالثابت ان لا مناص للطبقة السياسية، بكل تلاوينها، و ُعقدها، من اجراء الانتخابات. ليس بفضل ايمانها بأهمية تداول السلطة، بل بفضل حرص المجتمع الدولي، بكل تناقضاته، على الاستقرار في لبنان. لذا يعتقد الفرقاء انه لن يتشدد في تجنب “الاضرار الجانبية”، طالما ان الشكل العام موضع رعاية واعتناء، اي لاصدام عموديا بين الفرقاء، لكن لا مانع من خروج مدروس على الهوامش المتاحة. والمؤشر واضح في غياب الاحتجاج على ما اصاب الزميل علي الأمين، من جانب منظمات دولية مهنية، أو مكاتب وزارات خارجية لطالما هزها

إقرأ أيضاً: إلى علي الأمين:«أشكر ربك انو هالقد بس»!!

قتل هر في قرية نائية، ولم يحركها تهجير شعب الروهينغا، أو نحر الشعب السوري.
وكيف لهذه جميعا ان تتحرك فيما احتاط أهل النهي والأمر على الأرض بالتعميم على وسائل الاعلام، ان رفع الأمين صوره في بلدته “استفز شبانا”، اي السيناريو نفسه يوم حاصر “الأهالي” لجنة التحقيق الدولي وهي في طريقها للقاء طبيبة في الضاحية، لسؤالها عن معلومات لها علاقة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فالمنهجية واحدة: عنوان أعمى هو الأهالي حينا، وشباب البلدة حينا آخر، مقابل فعل واضح وضحية أوضح.
الاعتداء على علي الأمين، كما استقالة “سيلفانا اللقيس” من هيئة الاشراف على الانتخابات، أمران عارضان في المسار الى 6 أيار، إلا اذا استفاق الحرص الدولي، على أهمية هذه “التفاصيل” في تقرير مصير الديموقراطية المترنحة في لبنان.

السابق
مَن كان الخصم بوجه السيد الأمين؟
التالي
مجرد فكرة عما ينتظر اللبنانيين