بوتين يفاوض ترامب على ضربة محدودة.. والنظام السوري سيدفع الثمن

هل يستهدف ترامب النظام السوري؟ أم أنّه يراوغ؟

فيما يراوغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تويترياً، مستفزاً الجانب الروسي أولاً وأخيراً، فإن الأنظار ما زالت تتجه نحو الضربة العسكرية المرتقبة ضد النظام السوري على خلفية الهجوم الكيماوي في دوما.
ترامب الذي عاد ووصف الأسد بالحيوان مرة ثانية، محذراً الروس من صواريخه الذكية، ها هو اليوم يقول أنّ الضربة واقعة إلا أنّ توقيتها ليس محدداً فقد تكون قريبة جداً أو ربما أبعد.
إلى ذلك تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن مغادرة الرئيس بشار الأسد القصر الرئاسي في دمشق.

وفي حين ما زالت قوات النظام السوري على استنفارها تحسباً للضربة العسكرية المرتقبة، فقد أشارت معلومات صحافية إلى أنّ كل من قوات النظام وحزب الله والميليشيات الإيرانية قد نقلوا مراكزهم.
في السياق نفسه نقلت وكالة إنترفاكس عن فلاديمير شامانوف، وهو رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب، قوله إن السفن الروسية غادرت القاعدة المطلة على البحر المتوسط حرصا على سلامتها، مضيفا أن هذا “إجراء عادي” عند وجود تهديدات بشن هجوم.

من جانبها دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية (يوروكونترول) شركات الطيران إلى توخي الحذر في شرق المتوسط، فيما أعلنت شركة “طيران الشرق الأوسط” اللبنانية عن تغيير مسار عدد من الرحلات الجوية على خلفية التوتر بين الولايات المتحدة وسوريا.

فما هي دواعي التريث الأميركي والبرودة بعد الحماسة؟ وهل من الممكن أن يتراجع ترامب بسبب التهديدات الروسية المضادة والخوف من حرب عالمية؟

في إطار الإجابة عن هذه التساؤلات تواصل موقع “جنوبية” مع الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله الذي أكّد لموقعنا أنّ “هناك اسباباً عدة تدفع دونالد ترامب إلى توجيه ضربة الى النظام السوري، بعض هذه الاسباب داخلي والآخر خارجي”.

الطائرات الاميركية

 

لافتاً إلى أنّه من بين الاسباب التي تدعو ألى التريث قليلاً الحاجة إلى تفادي أي مواجهة مباشرة مع الجانب الروسي.

وبحسب خيرالله فإنّه “لن يقوى فلاديمير بوتين على منع الضربة الاميركية، لكنه سيسعى إلى تفاهم مع واشنطن يجعل منها ضربة محدودة تخدم استراتيجيته السورية، وهي استراتيجية تتضمن اضعاف ايران في سوريا”.

إقرأ أيضاً: سوريا ما بعد الضربة الأميركية: ما هو مصیر بشار الاسد؟

مشيراً إلى أنّه ” في حال حصلت الضربة، سيسعى ترامب الى استثمارها داخليا وذلك كي يظهر لمنتقديه انّه مختلف بالفعل عن سلفه باراك اوباما”.

وأضاف خيرالله فيما يتعلق بتداعيات الضربة، قائلاً “أمّا على صعيد تأثير الضربة على النظام السوري، فإنّ افضل ما يمكن أن يجنيه هذا النظام يتمثّل في أنّّه سيصبح تابعاً كلّياً لموسكو في حين أنّ تقاسم النفوذ في دمشق حاليا هو بين موسكو وطهران”.

متابعاً “سيفقد النظام هامشاً يسمح له بممارسة لعبة تقوم على الاستفادة من التنافس الروسي – الايراني. هذه اللعبة تشعره بأنّه لا تزال هناك حاجة له وانّه يمتلك حيثية ما، حتّى لو كانت هذه الحيثية تستند الى الرضوخ التام لطهران في احيان ولموسكو في احيان اخرى”.

إقرأ أيضاً: كيف سيكون سيناريو الضربة الاميركية لسوريا بعد تأخيرها؟

واعتبر خير الله أنّه “بالنسبة الى تشبث روسيا بالنظام السوري، فهذا عائد الى عدم قدرتها على التطور، إذ لا تزال روسيا تعيش أسيرة ذهنية الاتحاد السوفياتي. لا يستطيع فلاديمير بوتين الخروج من هذه الذهنية التي اوصلت الاتحاد السوفياتي الى الانهيار”.

ليختم الكاتب والمحلل السياسي بالقول “من المؤسف ان الشعب السوري يدفع ثمن هذه السياسة الروسية القائمة على الرهان على انظمة لا شرعية من ايّ نوع لها”.

السابق
مأساة المفقودين تتجدد مع الذكرى 43 لاندلاع الحرب الاهلية
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 13 نيسان 2018